مصر تتصدر مسار إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية ضمن أسرع الصناعات نموًا عالميًا

شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة توجهًا متسارعًا نحو تعزيز ملف إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية، باعتباره واحدًا من أسرع الصناعات نموًا على مستوى العالم، حيث يقدر حجم هذه الصناعة عالميًا بأكثر من 62 مليار دولار سنويًا وفقًا لتقرير الاتحاد الدولي للاتصالات.

وقد بدأت المبادرات الحكومية والخاصة بالتكامل لإنشاء سوق فعلي لهذه الصناعة، مع إطلاق وزارة البيئة برنامج جمع المخلفات الإلكترونية عام 2022، ما أسفر عن تدوير أكثر من 15 ألف طن خلال عامين فقط.

مصانع محلية

الشركات المصرية مثل "ريدكون" و"ريسايكل إيجيبت" استثمرت أكثر من 500 مليون جنيه لإنشاء مصانع لمعالجة المكونات الإلكترونية، فيما وقّعت مصر اتفاقيات تعاون مع شركات عالمية مثل "HP" و"ديل" لدعم إعادة الاستخدام الآمن للأجهزة، هذه الاستثمارات أسهمت في خلق أكثر من 10 آلاف وظيفة مباشرة، فضلًا عن آلاف الوظائف غير المباشرة المرتبطة بعمليات الجمع والنقل والتوزيع، ما يعكس تنامي قطاع صناعي واعد يواكب التحولات العالمية.

دعم مالي

القطاع المالي بدأ يولي اهتمامًا متزايدًا بهذه الصناعة، حيث خصص البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية تمويلًا يصل إلى 25 مليون دولار لدعم الشركات الناشئة في مجال إعادة التدوير داخل مصر، مع التركيز على حلول مبتكرة تحول المخلفات الإلكترونية إلى مواد خام قابلة لإعادة الاستخدام في الصناعة المحلية.

وتأتي هذه المبادرات ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز الاقتصاد الدائري وجعل إعادة التدوير جزءًا أساسيًا منه، بما يدعم التنمية المستدامة ويحفز الابتكار في القطاع.

التخلص الآمن

خبراء البيئة يشيرون إلى أن سوق إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية في مصر قد يصل إلى نحو 1.5 مليار دولار بحلول 2030، مع توسع الاستثمارات وزيادة وعي المواطنين بأهمية التخلص الآمن من الأجهزة القديمة، هذه الجهود لا تسهم فقط في تعزيز الاقتصاد الوطني، بل تضع مصر ضمن الدول الرائدة في الصناعات الخضراء الناشئة بالمنطقة، وتؤكد قدرة الدولة على مواكبة التوجهات العالمية نحو استدامة الموارد وتقليل المخلفات الإلكترونية الضارة بالبيئة.

مع استمرار تنمية البنية التحتية للصناعة الخضراء، وتعزيز الشراكات الدولية، وتوفير برامج دعم للشركات الناشئة، تبدو مصر في طريقها لأن تصبح مركزًا إقليميًا لإعادة التدوير، ما يعزز مكانتها الاقتصادية والبيئية على الساحة العالمية، ويخلق فرصًا استثمارية جديدة للشباب والمستثمرين على حد سواء.