السبت، 20 سبتمبر 2025

07:39 م

tru

قلق يتصاعد داخل مايكروسوفت مع تحذيرات من تراجع أهمية أوفيس ووورد وإكسل في عصر الذكاء الاصطناعي

أوفيس ووورد وإكسل

أوفيس ووورد وإكسل

A A

تعيش شركة مايكروسوفت مرحلة دقيقة من تاريخها مع تزايد نفوذ الذكاء الاصطناعي في سوق التقنية، إذ حذّر الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا من أن بعض منتجات الشركة الأيقونية مثل أوفيس ووورد وإكسل قد تفقد أهميتها في المستقبل القريب، وهو ما اعتبره تحديًا وجوديًا يتطلب إعادة نظر جذرية في إستراتيجية الشركة لتفادي مصير مشابه لشركات كبرى انهارت بعد سنوات من الهيمنة.

تحذيرات داخلية

ناديلا شدد خلال اجتماع داخلي عُقد الأسبوع الماضي على أن مايكروسوفت لا يمكنها الاعتماد على أمجاد الماضي لضمان المستقبل، مؤكدًا أن الصناعة التقنية مليئة بأمثلة لعمالقة اختفوا من السوق حين تجاهلوا التحولات.

وأوضح أن بعض الأعمال التي بنت عليها الشركة سمعتها العالمية قد لا تكون ذات فائدة عملية في السنوات المقبلة، وهو ما يفرض عليها ضرورة جذب أفضل الكفاءات وتوفير بيئة محفزة تقوم على الابتكار والمرونة بدل البيروقراطية.

ويأتي هذا التحذير في وقت تواجه فيه الشركة تراجعًا في الروح المعنوية بين موظفيها، خصوصًا بعد سلسلة من عمليات التسريح التي بلغت تسعة آلاف موظف في يوليو الماضي، ما أثار تساؤلات عن استقرار بيئة العمل داخل الشركة وعن قدرتها على الحفاظ على صورتها كوجهة مفضلة للمواهب التقنية.

تهديد الإيرادات

تعتمد مايكروسوفت حتى الآن على برمجيات الإنتاجية مثل أوفيس كمصدر رئيسي يحقق نحو خمس إيراداتها الإجمالية، غير أن ناديلا حذّر من أن هذا الوضع قد يتغير مع صعود الذكاء الاصطناعي القادر على توليد الجداول والمستندات والعروض التقديمية دون الحاجة إلى البرامج التقليدية، ما يجعل مكانة وورد وإكسل وباوربوينت مهددة بفقدان هيمنتها التاريخية على مكاتب الشركات حول العالم.

وأشار ناديلا إلى أن التحدي الأساسي أمام مايكروسوفت لا يكمن في حماية هذا الإرث بل في إعادة ابتكاره بما يتناسب مع توقعات السوق الجديدة، معتبرًا أن المستقبل لن يرحم أي شركة تتمسك بالماضي أكثر من اللازم، وأن نجاح مايكروسوفت يتوقف على قدرتها على التجديد وتقديم أدوات تتكامل مع الذكاء الاصطناعي بدل أن تنافسه.

تغييرات إدارية

وبالتوازي مع هذا الخطاب، أعلنت الشركة سلسلة من التغييرات الإدارية التي تهدف إلى تعزيز إستراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تم تعيين تشارلز لامانا في منصب قيادي جديد تقديرًا لدوره في توحيد عروض Copilot، كما تم تعيين بافان دافولوري الذي ساهم في تطوير ويندوز وسيرفس، ويُنتظر أن يقود المرحلة المقبلة لصياغة رؤية الحوسبة الحديثة داخل مايكروسوفت.

ويرى مراقبون أن هذه التحركات تمثل إشارة إلى رغبة الشركة في دفع قادة بارزين إلى الواجهة لضمان تسريع عملية التحول نحو الذكاء الاصطناعي، خاصة أن ناديلا اعتبر هذه التقنية الفرصة الكبرى التالية التي لا يجوز التفريط فيها بعد أن خسرت مايكروسوفت السباق في سوق الهواتف المحمولة قبل سنوات.

ومع تزايد قدرة النماذج الذكية على القيام بوظائف كانت حكرًا على أوفيس، تتعمق المخاوف من أن تواجه مايكروسوفت مرحلة صعبة تتطلب قرارات جريئة للحفاظ على موقعها الريادي، بينما يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت الشركة قادرة على إعادة ابتكار منتجاتها التاريخية قبل أن يفوت الأوان.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً