شراكة OpenAI مع Jony Ive وLuxshare تفتح آفاقًا جديدة للأجهزة المدمجة بالذكاء الاصطناعي بحلول 2027

تخطو شركة OpenAI خطوة غير مسبوقة في عالم الأجهزة الذكية، حيث أعلنت عن تعاونها مع المصمم الشهير Jony Ive، واختيارها لشركة Luxshare الصينية لتكون المصنع الرئيسي لأول جهاز استهلاكي يحمل بصمة الشركة، في مسعى يضع OpenAI على مسار التحول إلى لاعب رئيسي في سوق الإلكترونيات الاستهلاكية خلال السنوات المقبلة.

تصف مصادر مقربة الجهاز الجديد بأنه منتج مبتكر أشبه بالسماعات الذكية لكنه خالٍ من الشاشة، ما يمنحه طابعًا مختلفًا عن المنافسين، إذ تركز فكرته على الدمج السلس للذكاء الاصطناعي في التجربة اليومية للمستخدم، بعيدًا عن الواجهات التقليدية المعتمدة على الشاشات. 

وبجانب ذلك، تعمل OpenAI على تطوير نظارات ذكية، ودبوس يمكن ارتداؤه، ومسجل صوت رقمي، مع خطط لإطلاق هذه المجموعة من المنتجات في نهاية 2026 أو مطلع 2027، ما يعكس طموح الشركة للتوسع خارج نطاق البرمجيات إلى الابتكارات المادية.

قيادة جديدة

يتولى Tang Tan، المسؤول السابق عن التصميم في شركة أبل، منصب رئيس الأجهزة في OpenAI، ويقدم تقاريره مباشرة إلى الرئيس التنفيذي سام ألتمان. 

Tan يمتلك خبرة طويلة في مجال تطوير المنتجات الموجهة للمستهلكين، وقد كان شريكًا للمصمم Jony Ive في تأسيس استوديو الأجهزة io Products، الذي استحوذت عليه OpenAI في مايو الماضي مقابل 6.5 مليار دولار بدعم من SoftBank. 

وتشير وثائق قضائية مرتبطة بعلامة io التجارية إلى أن OpenAI تسعى لبناء مجموعة من الأجهزة المدمجة بالذكاء الاصطناعي تحت هذه العلامة، في محاولة لصياغة هوية جديدة للشركة.

خبرات من أبل

لم تكتف OpenAI بتعاونها مع Ive وTan، بل سارعت لتوسيع فريقها عبر توظيف ما يقارب 20 موظفًا سابقًا من أبل في مجالات التصميم، وواجهات المستخدم، والهندسة الصوتية، والأجهزة القابلة للارتداء. 

ومن بين أبرز الأسماء المنضمة Matt Theobald، الخبير في تصميم التصنيع، وCyrus Daniel Irani الذي لعب دورًا مهمًا في تطوير واجهة Siri، هذه التعيينات تشير إلى توجه الشركة نحو بناء فريق قوي يجمع بين الخبرة التقنية والرؤية التصميمية المتميزة.

تحديات محتملة

على الرغم من الحماس المحيط بالمشروع، إلا أن هناك تحديات قد تعكر مساره، خصوصًا أن أبل دمجت تقنيات OpenAI داخل نظام iOS وSiri منذ عام 2024، بينما تسعى OpenAI الآن لتطوير أجهزة خاصة بها بالاستعانة بموظفين وموردين سابقين لدى أبل، وهو ما قد يخلق توترًا بين الشركتين إذا تداخلت المصالح أو تنافست الأجهزة الجديدة مع منتجات أبل.

إلى جانب ذلك، تعتمد OpenAI في سلسلة التوريد على شركاء لطالما تعاونوا مع أبل مثل Luxshare وGoertek، ما قد يثير حساسيات في العلاقة بين الأطراف، إلا أن هذه الخطوة توضح بجلاء رغبة الشركة في الاستفادة من أقوى شبكات التوريد وأفضل خبرات الصناعة لتحقيق طموحها.

ورغم هذه التحديات، تؤكد تقارير متخصصة أن OpenAI تدرس بالفعل تطوير أجهزة إضافية بجداول زمنية متوازية مع مشروع السماعة الذكية، في محاولة لترسيخ وجودها في السوق وتقديم تجربة استهلاكية متكاملة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. 

وتستند الشركة في رؤيتها إلى الدمج بين التصميم الراقي الذي عُرف به Jony Ive، والتقنيات الحديثة التي تطورها مختبرات OpenAI، في صيغة قد تعيد تشكيل مفهوم الأجهزة الذكية بحلول 2027.

الخطوة المقبلة تبدو محورية، فإما أن تصبح OpenAI منافسًا قويًا في سوق الإلكترونيات الاستهلاكية، أو تواجه عراقيل التعاون المتشابك مع أبل، لكن المؤكد أن دخولها إلى هذا الميدان سيغير ملامح المنافسة مستقبلًا.