صفقة استراتيجية بين إنتل وإنفيديا تعيد رسم ملامح المنافسة في سوق الحواسيب العالمية

إنتل وإنفيديا
ياسين عبد العزيز
في خطوة وُصفت بالتاريخية داخل صناعة أشباه الموصلات، أعلنت شركتا إنتل وإنفيديا عن اتفاق ضخم تتجاوز قيمته 5 مليارات دولار، يتضمن تطوير شرائح مدمجة تجمع بين قوة المعالجات المركزية من إنتل CPU وأداء الرسومات المتقدمة من وحدات RTX التابعة لإنفيديا.
هذه الشراكة لا تُعد مجرد تعاون تقني، بل تحول إستراتيجي من شأنه إعادة تشكيل سوق الحواسيب المحمولة، وفتح فصل جديد من المنافسة المباشرة مع AMD، التي شهدت في السنوات الأخيرة توسعًا لافتًا في حصتها السوقية.
جيل جديد
وبحسب البيان المشترك، ستعمل إنتل على تصنيع شرائح x86 SoC مدمجة مع وحدات الرسومات من إنفيديا، لتقديم فئة جديدة من الحواسيب المحمولة الموجهة لمختلف الشرائح، من المستهلكين العاديين إلى محترفي صناعة المحتوى وحتى اللاعبين.
وأوضح جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، أن هذه الخطوة ستطلق سوقًا جديدًا بالكامل للحواسيب المزودة بقدرات رسومية مدمجة على مستوى غير مسبوق، مشيرًا إلى أن القطاع يزخر بفرص كبيرة لم يتم استغلالها بعد.
مكاسب مشتركة
تمتلك إنتل حصة تصل إلى 80% من سوق معالجات الحواسيب المحمولة، بينما تهيمن إنفيديا على 94% من سوق بطاقات الرسومات المنفصلة، وهو ما يجعل هذه الشراكة بمثابة دمج للقوة في سوق متنامٍ.

الاتفاق لا يقتصر على الحواسيب المحمولة فحسب، بل يمتد إلى قطاع الخوادم، حيث ستصبح إنفيديا عميلًا رئيسيًا لمعالجات إنتل المخصصة لمراكز البيانات، وهو مجال يشهد منافسة شرسة مع AMD التي تقترب حصتها من 40% عالميًا.
ويرى محللون أن هذا التعاون سيمكن الطرفين من تعزيز نفوذهما، ليس فقط في الأجهزة الاستهلاكية، بل أيضًا في البنية التحتية الرقمية العالمية.
تساؤلات مطروحة
ورغم الحماس الكبير الذي رافق الإعلان، ما زالت هناك تساؤلات مفتوحة حول طبيعة المعمارية الرسومية التي ستستخدمها إنفيديا داخل هذه الشرائح، وعدد الأنوية المدمجة، ومستوى استهلاك الطاقة، وكيفية التكامل مع بطاقات الرسومات الخارجية.
كما لم يُحسم بعد ما إذا كانت عملية التصنيع ستتم في مصانع TSMC التايوانية أو داخل مصانع إنتل نفسها.
أما مشروع الرسومات Intel Arc، الذي يعاني أصلًا من ضعف الحضور في السوق، فيثير تكهنات حول إمكانية توقفه، رغم تأكيد إنتل أن التعاون مع إنفيديا سيكون تكامليًا ولن يلغي خططها الخاصة في هذا المجال.
تأثيرات المنافسة
هذه الشراكة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق لإنتل أن تعاونت عام 2017 مع AMD لإطلاق شريحة Kaby Lake G التي جمعت بين معالج مركزي من إنتل ومعالج رسومات من AMD، لكن التجربة لم تلق النجاح الكافي بسبب قصور الدعم البرمجي.
إلا أن التعاون الحالي مع إنفيديا يبدو مختلفًا، نظرًا لهيمنتها شبه المطلقة على سوق الرسومات، وخبرتها العميقة في تطوير بيئات متكاملة للألعاب والرسومات الاحترافية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ستفرض واقعًا جديدًا على المنافسة، حيث ستضطر AMD وكوالكوم وغيرهما من اللاعبين في السوق إلى البحث عن استراتيجيات جديدة لخلق مزايا تنافسية قادرة على مواجهة تحالف إنتل وإنفيديا.
وبينما تؤكد AMD التزامها بمواصلة تطوير معالجات عالية الأداء للحواسيب ومراكز البيانات، فإنها تدرك أن الحفاظ على حصتها السوقية سيصبح أكثر صعوبة مع دخول هذا التحالف إلى السوق بقوة.
إنها لحظة مفصلية في مسار صناعة أشباه الموصلات، إذ تتحول العلاقة بين إنتل وإنفيديا من التنافس التقليدي إلى التعاون الإستراتيجي، في خطوة تهدف إلى كبح جماح AMD وتعزيز السيطرة على مستقبل الحواسيب المحمولة والخوادم على حد سواء.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً