تحوّل ثوري في الرعاية الصحية بمصر.. تطبيقات الصحة الرقمية تقود مسيرة التقدم بدعم من شركات الاتصالات

تشهد صناعة تطبيقات الصحة الرقمية في مصر طفرة حقيقية، ما يضعها في طليعة القطاعات التكنولوجية الأسرع نموًا في البلاد. 

تأتي هذه الطفرة بالتوازي مع التوسع العالمي للمجال، حيث تجاوزت قيمته 350 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات بالوصول إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2030، حسبما أفاد تقرير "Statista"، وفي مصر تحديدًا، تضاعف عدد مستخدمي تطبيقات الكشف عن بُعد بنسبة 70% خلال سنتين فقط، ما يؤكد الإقبال المتزايد على هذه الحلول الطبية المبتكرة.

دور الشركات

لعبت شركات الاتصالات دورًا محوريًا في تمكين هذا القطاع الواعد، فقد أطلقت شركة "فودافون مصر" بالتعاون مع وزارة الصحة، منصة "شفاء" الرقمية التي تقدم استشارات طبية عن بُعد، استفاد منها أكثر من 1.2 مليون مواطن منذ إطلاقها.

كما دعمت "اتصالات مصر" منصات متابعة مرضى السكري والضغط، مستفيدة من شبكات الجيل الرابع والخامس، ما ساهم في توفير حلول ذكية وفعالة للرعاية الصحية.

تخفيف الضغط

ساهمت هذه التطبيقات بشكل ملموس في تخفيف الضغط على المستشفيات، ووفقًا لبيانات وزارة الصحة، انخفض عدد زيارات المرضى للمستشفيات بنسبة 25%، حيث أصبح بإمكانهم الحصول على تشخيص أولي ومتابعة دورية لحالتهم الصحية دون الحاجة إلى زيارات متكررة، كما أن هذه الحلول التكنولوجية ساهمت في توسيع نطاق الخدمات الطبية لتصل إلى المناطق الريفية والنائية، والتي كانت تفتقر في السابق إلى التغطية الصحية الكافية.

لم يقتصر الأثر الإيجابي للصحة الرقمية على الجانب الطبي فقط، بل امتد ليشمل الجانب الاقتصادي بشكل واضح، فقد ضخت صناديق استثمارية محلية وإقليمية أكثر من 100 مليون دولار في شركات ناشئة بهذا المجال، ومن بينها "Vezeeta" و"Chefaa"، التي تمكنت من توسيع خدماتها إلى أسواق إقليمية مثل السعودية والأردن، وبذلك، لم تعد تطبيقات الصحة الرقمية مجرد خدمة إضافية، بل أصبحت صناعة ناشئة تمثل مستقبل الرعاية الصحية في مصر والمنطقة بأكملها.