صناعة الألعاب الإلكترونية تتحول إلى محرك اقتصادي يدر مئات الملايين

شهدت صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر والمنطقة تحولًا جذريًا، حيث لم تعد مجرد وسيلة ترفيه بل أصبحت محركًا اقتصاديًا حقيقيًا يدر دخلًا كبيرًا، ووفقًا لتقرير "Newzoo"، تجاوز حجم سوق الألعاب الرقمية عالميًا حاجز 184 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 200 مليار دولار في عام 2026.

كما ارتفعت معدلات الإنفاق على الألعاب الإلكترونية في مصر بنسبة 20% خلال عام واحد فقط، لتصل إلى أكثر من 400 مليون دولار، ويؤكد هذا النمو المتسارع على مكانة مصر كقوة صاعدة في هذا المجال، مما يفتح آفاقًا جديدة للعمل والاستثمار.

فرص واعدة

جذبت السوق المصرية انتباه الشركات العالمية الكبرى مثل "Ubisoft" و**"2K Games"**، التي شرعت في إنشاء فرق تطوير محلية، إلى جانب ظهور شركات مصرية ناشئة متخصصة في تطوير ألعاب الهواتف المحمولة مثل "Instinct Games"، والتي ساهمت في تطوير ألعاب عالمية مثل "ARK: Survival Evolved".

وأسهم هذا التواجد الكبير في تدريب مئات الشباب المصريين على تقنيات البرمجة والتصميم ثلاثي الأبعاد، مما أدى إلى خلق جيل جديد من المبدعين في هذا المجال، وتوفير فرص عمل نوعية تتماشى مع متطلبات السوق العالمية.

دعم حكومي

ساهم الدعم الحكومي في دفع عجلة نمو هذه الصناعة، حيث خصصت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 50 مليون جنيه سنويًا لدعم برامج تدريب الشباب في مجالات تطوير الألعاب والبرمجيات التفاعلية، مما شجع على تأسيس شركات ناشئة جديدة.

وبفضل هذه المبادرات، ارتفع عدد الشركات الناشئة العاملة في هذا القطاع في مصر إلى أكثر من 120 شركة، وتوفر هذه الشركات آلاف الفرص المباشرة وغير المباشرة للشباب، مما يعزز قدرة مصر على المنافسة في سوق الألعاب العالمية.

لم يقتصر تأثير الألعاب الإلكترونية على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتد ليشمل الجانب الاجتماعي والثقافي، حيث أتاحت منصات مثل "YouTube Gaming" و**"Twitch"** فرصة لصناع المحتوى المصريين لتحقيق دخل شهري كبير قد يتجاوز 10 آلاف دولار من خلال البث المباشر.

وهذا التحول جعل الصناعة مصدر دخل مزدوجًا، يجمع بين مطوري الألعاب ومنتجي المحتوى، ويساهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة الألعاب، مما يفتح الأبواب أمام المزيد من الابتكار والإبداع.