جوجل تبدأ رسمياً دمج مساعد Gemini في أجهزة Google TV

أعلنت شركة جوجل عن بدء طرح مساعدها الذكي الجديد Gemini على أجهزة التلفاز الذكية العاملة بنظام Google TV، مؤكدةً أن المساعد سيتولى رسمياً مكان Google Assistant مع مجموعة واسعة من التحسينات التقنية. 

وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي الشركة لتوسيع حضور تقنيات الذكاء الاصطناعي التفاعلي في الأجهزة المنزلية، بما يعزز تجربة المستخدمين مع المحتوى الرقمي والخدمات المدمجة.

المساعد الجديد Gemini لا يقتصر على تنفيذ الأوامر الصوتية التقليدية، بل يذهب أبعد من ذلك من خلال تقديم تجربة حوارية طبيعية وأكثر سلاسة، فالمستخدمون باتوا قادرين على الاستمرار في محادثة واحدة مع المساعد، وطرح أسئلة متابعة دون الحاجة إلى إعادة صياغة الاستفسار من البداية. 

وتوضح جوجل أن هذه المرونة تفتح الباب أمام تفاعل أكثر واقعية مع الأجهزة المنزلية، وتجعلها أشبه بشريك رقمي حاضر لتلبية الاحتياجات اليومية.

دعم موسع

من أبرز قدرات Gemini الجديدة قدرته على فهم أوصاف غير دقيقة والبحث استنادًا إليها، وهو ما قد يغيّر الطريقة التي اعتاد المشاهدون من خلالها العثور على المحتوى، فمثلًا، يمكن للمستخدم أن يسأل: "ما هو المسلسل الطبي الجديد الذي يتحدث عنه الجميع؟" ليتمكن المساعد من تحديد العنوان المقصود وعرضه مباشرة، بل ويتيح للمشاهدين الحصول على تلخيصات سريعة للحلقات لمساعدتهم على متابعة العمل من دون عناء، هذه المرونة تعكس مدى تطور تقنيات الفهم اللغوي والسياقي التي اعتمدتها جوجل في بناء المساعد.

مرحلة أولى

في مرحلته الأولى، سيتوفر Gemini حصريًا على أجهزة التلفاز TCL QM9K، قبل أن يتمدد لاحقًا إلى إصدارات أخرى من الشركة مثل QM7K وQM8K وX11K. 

كما ستشمل الخطة أجهزة Hisense 2025 بما فيها طرازات U7 وU8 وUX، إضافة إلى أجهزة Google TV Streamer. 

هذا التدرج في الإطلاق يعكس استراتيجية جوجل في اختبار المزايا وتقييم الأداء على نطاق محدود، قبل تعميم الخدمة على شريحة أوسع من الأجهزة والمستخدمين خلال العام الجاري.

منافسة متصاعدة

تزامنًا مع إعلان جوجل، كشفت شركتا مايكروسوفت وسامسونج عن شراكة جديدة تهدف إلى دمج مساعد Copilot داخل أجهزة التلفاز الذكية الخاصة بسامسونج لعام 2025، بما يشمل تقنيات Micro RGB وNeo QLED وOLED وThe Frame Pro وThe Frame. 

ويعمل المساعد عبر زر الميكروفون في جهاز التحكم عن بُعد، مع وعود بتقديم ملخصات دقيقة للأعمال الدرامية من دون كشف تفاصيلها الأساسية، إضافة إلى اقتراحات متخصصة للأفلام، فضلًا عن الرد على الاستفسارات العامة بطريقة مخصصة.

هذا التطور يعكس بداية مرحلة تنافس محمومة بين عمالقة التكنولوجيا في سوق التلفاز الذكي، حيث لم يعد الاعتماد مقتصرًا على جودة الشاشة أو دقة الصورة، بل باتت قيمة التجربة التفاعلية التي يقدمها المساعد الذكي هي العامل الحاسم في تفضيلات المستهلكين. 

وبينما تراهن جوجل على قوة نموذجها Gemini المبني على الذكاء الاصطناعي التوليدي، تستند مايكروسوفت إلى حضور Copilot المتنامي عبر أنظمة ويندوز ومنصات أخرى، ما يجعل أجهزة التلفاز ميدانًا جديدًا للتوسع.

في النهاية، يبدو أن دخول المساعدات الذكية المطوّرة إلى قطاع أجهزة التلفاز يفتح الباب أمام ثورة في طريقة استهلاك المحتوى المنزلي، إذ لم يعد المشاهد مجرد متلقٍ للمحتوى، بل شريكًا في تشكيل تجربته اليومية من خلال التفاعل مع مساعد قادر على التكيف مع احتياجاته. 

وإذا ما استمرت وتيرة التطوير على هذا النحو، فإن المنافسة المقبلة لن تكون في من يملك الشاشة الأفضل، بل في من يقدّم الشريك الرقمي الأكثر ذكاءً وفاعلية.