الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

03:05 م

tru

هواتف نوكيا الكلاسيكية تواصل الصمود وتؤكد حضورها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هواتف نوكيا

هواتف نوكيا

ياسين عبد العزيز

A A

في الوقت الذي يزداد فيه التنافس بين عمالقة الهواتف الذكية، تبرز هواتف نوكيا الكلاسيكية كحالة استثنائية تعكس ثباتها واستمرارها في المشهد التكنولوجي، خصوصًا داخل أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد أعلنت شركة نوكيا عن تمديد اتفاقية الترخيص المبرمة مع شركة HMD Global، ما يضمن استمرار الأخيرة في تصنيع وتسويق هواتف نوكيا التقليدية لسنوات إضافية، وهي خطوة لا تُعد مجرد قرار تجاري، بل استجابة فعلية لاحتياجات متنامية داخل المنطقة.

طلب مستمر

يمثل تمديد الاتفاقية خطوة إستراتيجية تمليها طبيعة السوق، حيث ما تزال الهواتف الكلاسيكية تحظى بإقبال واسع من شرائح متنوعة، فهذه الفئة من الأجهزة تقدم حلاً بسيطًا وموثوقًا للمستخدمين الجدد الذين يبحثون عن هواتف عملية منخفضة التكلفة، وللمسنين الذين يفضلون الواجهات السهلة، بالإضافة إلى سكان المناطق الريفية الذين يشكل ضعف البنية التحتية للإنترنت لديهم دافعًا للاعتماد على هذه الهواتف.

وتشير تقديرات محللين في قطاع الاتصالات إلى أن ما بين 20% و30% من المستخدمين في دول رئيسية مثل السعودية والإمارات ومصر والأردن، لا يزالون يفضلون الهواتف التقليدية على الرغم من تزايد انتشار الهواتف الذكية، هذه النسبة الكبيرة تعكس أن السوق ليس هامشيًا كما قد يعتقد البعض، بل هو سوق مستقر قائم على احتياجات واقعية لا يمكن تجاهلها.

إرث وابتكار

التمديد الجديد للاتفاقية يمنح شركة HMD Global الفرصة لمواصلة الاستفادة من العلامة التجارية لنوكيا، المعروفة بثقتها العريقة وسمعتها في مجال المتانة. 

وفي الوقت ذاته، يتيح للشركة تطوير منتجات جديدة تحمل بصمتها الخاصة، بما في ذلك الهواتف الذكية مثل HMD Fusion X1 وHMD Skyline، مع التركيز على تقديم أجهزة تعكس مزيجًا بين الإرث القديم وروح الابتكار الحديث.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الهدف من الاتفاق ليس فقط الحفاظ على الحضور القوي لنوكيا، بل إيجاد حالة من التوازن بين الماضي والمستقبل، فبينما تمنح نوكيا للمنتجات ثقلًا تاريخيًا وشعورًا بالثقة، تضيف HMD لمسة ابتكارية جديدة تستهدف متطلبات المستهلكين المتغيرة.

نماذج جديدة

ضمن خطتها المقبلة، تعمل HMD على تطوير نسخ محدّثة من هواتف نوكيا الكلاسيكية، بحيث لا تقتصر التغييرات على الشكل الخارجي، بل تمتد إلى دمج مزايا عملية مطلوبة، وتشمل هذه التحديثات دعم شبكات الجيل الرابع (4G) لتوفير اتصال أكثر استقرارًا، واعتماد منفذ USB-C لزيادة سهولة الاستخدام، إلى جانب تحسين الواجهات لتدعم اللغة العربية بشكل كامل.

كما ستُعزز متانة هذه الهواتف لتكون قادرة على مواجهة الظروف القاسية، مثل درجات الحرارة المرتفعة وأوضاع الاستخدام الصعبة التي تميز بعض مناطق الشرق الأوسط. 

ويرى مراقبون أن هذه التحسينات تمنح الهواتف الكلاسيكية نفسًا جديدًا، يجعلها أكثر توافقًا مع متطلبات العصر دون التخلي عن بساطتها الأساسية.

تسعير مدروس

من المتوقع أن تتبنى HMD سياسة تسعير تنافسية تراعي القدرات الشرائية للفئات المستهدفة، مع تركيز خاص على ذوي الدخل المتوسط، فالمستهلكون في المنطقة يقدرون المزايا الأساسية مثل عمر البطارية الطويل والسعر المناسب، وهي عوامل تمنح هواتف نوكيا موقعًا قويًا أمام البدائل الأخرى. 

ويرى خبراء أن هذه الإستراتيجية قد تسهم في تعزيز مبيعات الشركة، وضمان بقاء هذه الفئة من الهواتف كخيار رئيسي لشرائح واسعة من المستهلكين.

في المحصلة، يثبت تمديد اتفاقية الترخيص أن هواتف نوكيا الكلاسيكية ليست مجرد بقايا من الماضي، بل منتجات تلبي حاجات حقيقية لملايين المستخدمين، كما يعكس القرار أن التطور التكنولوجي، رغم سرعته، لا يلغي دائمًا قيمة الأجهزة التي أثبتت نجاحها عبر الزمن، فالهواتف البسيطة والموثوقة ما تزال تجد لنفسها مكانًا مستقرًا في عالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد آخر.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً