الإثنين، 29 سبتمبر 2025

12:21 م

tru

الذكاء الاصطناعي يستعد لإحداث تحولات كبرى في عام 2026

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

شهد عام 2025 قفزات نوعية في مجالات الذكاء الاصطناعي، حيث بات حاضرًا في تفاصيل الحياة اليومية من العمل إلى الترفيه والتعليم، وبدأ تأثيره يتجاوز حدود التجربة التقنية ليصبح عنصرًا جوهريًا في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. 

ومع اقتراب عام 2026، تشير التوقعات إلى أننا على أعتاب مرحلة جديدة، حيث لن يقتصر الذكاء الاصطناعي على تحسين الأدوات والخدمات، بل سيمتد ليعيد تشكيل طبيعة الحياة اليومية وطبيعة العمل والاقتصاد العالمي.

وكلاء أذكياء

من أبرز الملامح المنتظرة في العام المقبل بروز ما يُعرف بـ "وكلاء الذكاء الاصطناعي"، وهي أنظمة قادرة على إدارة المهام بشكل مستقل، بعيدًا عن مجرد كونها مساعدين رقميين محدودي الوظائف. 

هذه الأنظمة ستتمكن من تنظيم المشاريع، وحجز المواعيد، وإدارة الأجهزة المنزلية الذكية، بل وحتى التواصل مع أطراف خارجية لتنفيذ أهداف طويلة المدى. 

هذا التطور يعني أن الإنسان سيصبح أكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي لإدارة تفاصيل حياته اليومية، وهو تحول يطرح تساؤلات مهمة حول مستوى الثقة في هذه الأنظمة ودورها المتزايد في حياتنا.

محتوى مولّد

يتوقع الخبراء أن يشهد عام 2026 طفرة هائلة في حجم المحتوى الذي يتم توليده بالذكاء الاصطناعي، بحيث قد يصل إلى 90% من إجمالي ما يُنشر على الإنترنت. 

ورغم أن هذا التطور يحمل مزايا من حيث سرعة إنتاج المعلومات وتنوعها، إلا أنه في الوقت نفسه يثير مخاوف بشأن فقدان قيمة المحتوى البشري الأصيل، فضلًا عن احتمالية استغلال هذه الأدوات لنشر الأخبار المضللة أو سرقة البيانات. 

وبالتالي، سيكون على المجتمع الرقمي التعامل مع تحديات جديدة تتعلق بالتمييز بين المحتوى الأصيل والمُصطنع، وابتكار آليات للحفاظ على جودة المعلومات المتاحة عبر الشبكة.

سوق متغير

من الناحية الاقتصادية، سيصبح تأثير الذكاء الاصطناعي أوضح على بيئة العمل، حيث ستظهر وظائف جديدة تختص بدمج وإدارة هذه التقنيات، مثل مهندسي الأوامر التوجيهية والمتخصصين في دمج الأنظمة الذكية ضمن البنية المؤسسية للشركات. 

وفي المقابل، قد يشهد سوق العمل تقلصًا في الوظائف التقليدية نتيجة اعتماد بعض الشركات على الأتمتة لتقليل التكاليف، هذا التغير يفرض على القوى العاملة إعادة النظر في مهاراتها، والاتجاه نحو اكتساب خبرات جديدة تتماشى مع طبيعة السوق المتحولة.

حضور مادي

لن يبقى الذكاء الاصطناعي محصورًا في الهواتف الذكية والتطبيقات الرقمية، بل سيترسخ وجوده في العالم المادي من خلال الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة والأجهزة المتصلة التي تشكل شبكة "إنترنت الأشياء"، وستلعب هذه التقنيات دورًا محوريًا في قطاعات مثل النقل والرعاية الصحية والبناء، مما يعزز اعتماد المجتمعات على الأنظمة الذكية في أداء مهام كانت حكرًا على البشر لعقود طويلة.

رعاية صحية

من أبرز القطاعات التي ستتأثر بالذكاء الاصطناعي خلال 2026 هو قطاع الرعاية الصحية، فقد بدأت بالفعل تطبيقات عملية مثل السماعات الطبية الذكية التي تستطيع تحليل نبضات القلب وكشف الأمراض بسرعة كبيرة. 

ومع التوسع في استخدام تقنيات التشخيص الذكي ومراقبة تعافي المرضى وتطوير الأدوية، سيصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من الممارسة الطبية اليومية، مما سيحسن جودة الخدمات الصحية ويجعلها أكثر دقة وكفاءة.

طاقة ذكية

لكن هذا التوسع سيأتي مع تحديات جديدة أبرزها استهلاك الطاقة، تشير توقعات وزارة الطاقة الأميركية إلى أن مراكز البيانات قد تستحوذ على 12% من إجمالي استهلاك الكهرباء بحلول 2028، ما يفرض الحاجة الملحة إلى تطوير حلول بديلة ومستدامة. 

ولذلك، من المنتظر أن تركز الشركات على تحسين كفاءة تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، سواء عبر تطوير آليات تبريد ومعالجة أكثر كفاءة أو من خلال الاعتماد على مصادر طاقة جديدة مثل المفاعلات النووية الصغيرة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً