الأجهزة القابلة للارتداء تقود ثورة طبية في التشخيص المبكر

الأجهزة القابلة للارتداء
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض المزمنة غير المعدية تتسبب في وفاة نحو 41 مليون شخص كل عام، وهو ما يجعلها من أبرز التحديات الصحية التي تواجه العالم، وتشمل هذه الأمراض القلب والسكري والسرطان التي تمثل عبئًا كبيرًا على الأنظمة الصحية.
ومع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى قطاع الصحة الرقمية برزت الأجهزة القابلة للارتداء كأداة فعالة في الاكتشاف المبكر لهذه الأمراض، حيث أظهرت دراسة لجامعة ستانفورد أن هذه الأجهزة قادرة على رصد إشارات مبكرة لمرضى القلب بدقة وصلت إلى 92%، وهو ما يمثل نقلة نوعية في مفهوم الوقاية.
خوارزميات دقيقة
شركات التكنولوجيا الكبرى لعبت دورًا حاسمًا في هذا المجال، حيث قادت Apple وFitbit المملوكة لجوجل مسار تطوير الأجهزة الذكية التي تجمع بين التصميم العملي والقدرات الطبية، فساعات Apple Watch على سبيل المثال ساهمت بفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي في اكتشاف 33% من حالات الرجفان الأذيني قبل ظهور الأعراض الإكلينيكية، بينما استطاعت أجهزة Fitbit متابعة بيانات أكثر من 120 مليون مستخدم حول العالم، وهي قاعدة بيانات ضخمة ساعدت في رفع كفاءة أنظمة التنبؤ وتعزيز دقة التشخيص المبكر.
سوق متنامي
الأجهزة القابلة للارتداء الصحية لم تحقق فقط نتائج ملموسة في المجال الطبي، بل أحدثت أيضًا نقلة كبيرة في الاقتصاد الرقمي، فقد بلغ حجم سوق هذه الأجهزة نحو 62 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يتخطى 150 مليار دولار بحلول 2030 مع تزايد الطلب على تقنيات المراقبة المستمرة.
ويعود هذا النمو إلى تزايد وعي الأفراد بضرورة متابعة مؤشراتهم الصحية بشكل دوري، كما أشار تقرير صادر عن Deloitte إلى أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي الطبي سجل معدل نمو سنوي يقدر بـ37% خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة في هذه التقنيات.

خفض التكاليف
الأثر الأكبر لهذه الثورة التكنولوجية يظهر في تقليل تكاليف الرعاية الصحية، إذ أثبتت دراسة أمريكية أن الاعتماد على أنظمة التشخيص المبكر عبر الذكاء الاصطناعي قد يوفر أكثر من 200 مليار دولار سنويًا، وذلك من خلال خفض معدلات دخول المرضى إلى المستشفيات وتقليل الحاجة إلى التدخلات الجراحية المعقدة والمكلفة، كما أن الاكتشاف المبكر يمنح المريض فرصة أكبر في العلاج والوقاية، وهو ما ينعكس على تحسين نوعية الحياة وتقليل الضغط على الكوادر الطبية.
ويشير خبراء الصحة إلى أن الجمع بين الأجهزة القابلة للارتداء وخوارزميات الذكاء الاصطناعي يمثل نقطة تحول في إدارة الصحة العامة، إذ لم تعد هذه الأجهزة مجرد وسيلة لمتابعة النشاط البدني أو قياس معدل ضربات القلب، بل أصبحت منصات طبية مصغرة قادرة على جمع بيانات دقيقة وتقديم مؤشرات طبية يمكن للأطباء الاعتماد عليها في اتخاذ قرارات سريعة.
كما أن تطوير هذه التقنيات يسير بوتيرة متسارعة بفضل التنافس بين الشركات العملاقة، ما يجعل المستقبل مفتوحًا لمزيد من التطبيقات التي قد تشمل مجالات أخرى مثل الكشف المبكر عن الأورام أو متابعة الأمراض النفسية عبر المؤشرات الحيوية.
بهذا التحول، تتجاوز الأجهزة القابلة للارتداء دورها التقليدي إلى أداة إنقاذ قادرة على تقليل نسب الوفيات وتحسين جودة الرعاية الصحية، فيما يترقب العالم توسع هذه التكنولوجيا لتشمل شرائح أوسع من المستخدمين حول العالم، خاصة مع تزايد دعم الحكومات للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً