أبل تبني نسخة تجريبية من شات بوت لتعزيز سيري

تواصل شركة أبل العمل على مشروع جديد يهدف إلى إعادة ابتكار مساعدها الصوتي “سيري” من خلال تطوير تطبيق تجريبي داخلي يشبه تطبيقات المحادثة الذكية الشهيرة مثل ChatGPT، لكن هذا التطبيق غير موجه للجمهور ولن يصل إلى متجر التطبيقات في أي وقت قريب، حيث يستخدم فقط داخل الشركة لتجربة تقنيات جديدة وتحسين قدرات سيري قبل طرحها رسمياً، وهو ما كشفته تقارير حديثة صادرة عن وكالة بلومبرج.

وصول أعمق

التطبيق التجريبي، الذي يحمل الاسم الرمزي Veritas، يمنح مهندسي أبل القدرة على اختبار ميزات متقدمة مثل تحسين الوعي السياقي، وتنفيذ مهام عبر تطبيقات متعددة، والتكامل مع البيانات الشخصية للمستخدم، مثل البريد الإلكتروني ومكتبة الموسيقى، إضافة إلى تنفيذ مهام عملية مثل تعديل الصور، ويعكس هذا المشروع رغبة الشركة في تقديم نسخة أكثر ذكاءً من سيري قادرة على فهم الاحتياجات اليومية بشكل أفضل.

كما تم تصميم التطبيق ليتيح للمطورين العمل على حوارات طبيعية وانسيابية، مع القدرة على تذكر المحادثات السابقة ومواصلة النقاش بشكل متسلسل، وهي خصائص أساسية تتفوق على إمكانيات سيري الحالية التي ما زالت محدودة نسبياً.

تقنيات جديدة

تؤكد التقارير أن Veritas يعتمد على إطار عمل جديد من أبل يسمى Linwood، يجمع بين نماذج لغوية ضخمة مطورة داخلياً وتقنيات مستعارة من شركاء خارجيين، وهذا يضع سيري على مسار مشابه لأشهر أنظمة المحادثة الذكية مثل ChatGPT وClaude وGemini، كما يدعم التطبيق التجريبي إنشاء محادثات متعددة في وقت واحد، مع تنظيمها حسب الموضوع وإمكانية العودة إليها لاحقاً، وهو أسلوب يجعل تجربة الاستخدام أكثر مرونة.

وتشير المعلومات إلى أن أبل بدأت في إعادة بناء سيري بالكامل منذ إطلاق نظام iOS 18، بعد أن قررت الشركة تأجيل إطلاق نسخة “Apple Intelligence Siri” التي لم تحقق معايير الجودة الصارمة لديها، وهو ما دفعها إلى التحول نحو بنية جيل جديد من المساعدات الذكية تعتمد بشكل مباشر على النماذج اللغوية الضخمة.

إطلاق مرتقب

التوقعات تشير إلى أن النسخة الجديدة من سيري قد يتم الكشف عنها في أوائل عام 2026، بالتزامن مع طرح تحديث iOS 26.4، حيث سيكون المساعد الصوتي قادراً على التعامل مع محادثات طويلة ومعقدة، وتنفيذ أوامر أكثر تقدماً تتجاوز المهام التقليدية البسيطة مثل ضبط المؤقتات أو الإجابة عن أسئلة مباشرة، بل سيتحول إلى مساعد شخصي متكامل يتفاعل بشكل طبيعي مع المستخدم.

إلى جانب القدرات البرمجية، تتوقع تقارير أن تقدم أبل في نهاية عام 2025 تصميماً جديداً لسيري أكثر قرباً إلى الطابع الإنساني، وربما مستوحى من أيقونات نظام ماك، وذلك في محاولة لتأكيد أن الإصدار الجديد يمثل نقلة نوعية مختلفة عن النسخة الحالية، كما أجرت الشركة محادثات مع شركات مثل OpenAI وAnthropic وجوجل لدراسة إمكانية دمج نماذجها اللغوية، ما قد يجعل سيري 2026 أول مساعد من أبل يعتمد جزئياً على تقنيات خارجية، وهو تحول كبير في سياسة الشركة التي لطالما اعتمدت على ابتكاراتها الخاصة.