الصين تهيمن على سوق الروبوتات الصناعية عالمياً بعد زيادة هائلة في التركيب

عززت الصين موقعها كأكبر قوة في مجال الروبوتات الصناعية بعد أن تخطى عدد الروبوتات العاملة على أراضيها حاجز المليوني وحدة، من أصل 4.6 مليون روبوت مستخدم حول العالم، وفق بيانات الاتحاد الدولي للروبوتات IFR، ما يضعها في مقدمة الدول الأكثر اعتمادًا على الأتمتة الصناعية. ويأتي هذا النمو في إطار استراتيجية تهدف لتحديث قطاع التصنيع وزيادة الإنتاجية مع التركيز على الصناعات الأساسية.

التركيب السنوي

أظهرت الأرقام أن الصين استحوذت على أكثر من 45% من عمليات تركيب الروبوتات الجديدة خلال عام 2024، بإضافة نحو 300 ألف روبوت في عام واحد، وهو ما يزيد بعشرة أضعاف عن الولايات المتحدة التي سجلت إضافة 34 ألف روبوت فقط، وفق موقع Gizmodo، ويعكس التوجه الكبير نحو تعزيز الإنتاج الصناعي وتحسين كفاءة المصانع الصينية باستخدام الأتمتة الحديثة.

النمو الصناعي

يرتبط هذا الصعود المتسارع بالتحول الكبير في الإنتاج الصناعي للصين، إذ تنتج الآن قرابة ثلث الناتج الصناعي العالمي مقارنة بـ 6% فقط في بداية الألفية الجديدة، وهو ما جعلها تتجاوز مجتمعة إنتاج الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا، ويشير الخبراء إلى أن الاعتماد على الروبوتات يعزز قدرة الصين على منافسة الاقتصادات الكبرى وتحقيق مرونة أكبر في خطوط الإنتاج.

الفجوة المتزايدة

في المقابل، سجلت دول كبرى انخفاضًا في تركيب الروبوتات، حيث تراجعت في اليابان بنسبة 4% والولايات المتحدة بنسبة 9% وكوريا الجنوبية بنسبة 3% وألمانيا بنسبة 5%، ما يعكس فجوة متزايدة مع الصين في مجال الأتمتة، بينما تستمر الصين في توسيع نطاق استخدام الروبوتات ليشمل صناعات جديدة مثل الأغذية والمشروبات، المطاط والبلاستيك، والمنسوجات، مع توقع نمو سنوي يقترب من 10% حتى عام 2028.

وتعتمد الطفرة الصناعية في الصين بشكل كبير على قوة عاملة ماهرة من كهربائيين ومبرمجين يشرفون على تركيب وصيانة الروبوتات، بينما تواجه الولايات المتحدة قيودًا على توفير هذه الكفاءات بسبب قوانين الهجرة وتشديد تأشيرات العمل مثل H1-B، كما لا تركز الصين على الروبوتات الشبيهة بالبشر بسبب تحديات في سلاسل التوريد، في حين تستمر شركات مثل "تسلا" و"بوسطن ديناميكس" في تطوير روبوتات متقدمة رغم تكلفتها العالية.