عملية تفكيك آيفون Air تكشف عن هندسة داخلية متطورة ومعقدة

لم يمر وقت طويل منذ أن خضع هاتف آيفون Air لاختبارات المتانة الشهيرة على يد زاك من قناة JerryRigEverything، حيث تمكن من ثني الجهاز باستخدام قوة ضغط هائلة تجاوزت 97 كيلوجرامًا، ليعود الهاتف نفسه اليوم إلى دائرة الضوء ولكن من زاوية مختلفة تمامًا، بعد أن جرت عليه عملية تفكيك دقيقة كشفت عن أسرار تصميمه الداخلي وتعقيد هندسته. 

هذه العملية لم تكن مجرد اختبار ميكانيكي، بل كانت بمثابة نافذة جديدة تتيح للمستخدمين والمهتمين بعالم التقنية فرصة التعرف على كيفية توزيع المكونات داخل الجهاز.

بداية التفكيك

بدأت عملية التفكيك من الجهة الخلفية للهاتف، حيث أوضح الخبراء أن إزالة الغطاء الخلفي تمت بسهولة نسبية مقارنة ببعض الطرازات السابقة، وذلك باستخدام حرارة خفيفة وأداة فتح دقيقة، قبل فك مسمارين صغيرين من نوع Pentalobe. 

وما إن فتح الجهاز حتى ظهر بوضوح تصميم داخلي يوازن بين إحكام التركيب وسهولة الوصول، وهو ما يعكس استراتيجية آبل في الجمع بين الجمالية والعملية.

البطارية المدمجة

في قلب الجهاز برزت البطارية المدمجة بسعة 3,149 مللي أمبير، محاطة بغلاف معدني يعزز من أمانها ويحد من تأثير الحرارة. 

البطارية احتلت المساحة الأكبر من التصميم، في حين ظهرت حولها بوضوح مغناطيسات MagSafe والملفات النحاسية المخصصة للشحن اللاسلكي، وهي مكونات أصبحت جزءًا أساسيًا من هوية أجهزة آيفون الحديثة. 

وقد اعتمدت آبل على نفس آلية التثبيت المستخدمة في آيفون 16 و16 بلس، حيث جرى تثبيت البطارية بمادة لاصقة خاصة يمكن تحريرها كهربائيًا، بحيث تنطلق الشرائط الجاذبة بمجرد تفعيل جهد معين، لتسهل عملية إزالتها من دون إلحاق الضرر بمكونات أخرى.

الشاشة والمكونات

من بين التحديات التي ظهرت أثناء التفكيك، كانت الشاشة التي ثُبتت باستخدام كمية كبيرة من اللاصق مع وجود مسمار ثلاثي الرأس وكابلين مرنين، ما جعل فصلها يحتاج إلى عناية فائقة لتجنب تلفها. 

وبعد إزالة الشاشة، انكشف عدد من المكونات الحيوية مثل اللوحة الأم المزودة بتقنيات معالجة متقدمة، إضافة إلى الكاميرات التي تميز الهاتف بجودة تصوير عالية. 

كما أظهر التفكيك منفذ USB-C المصنوع من التيتانيوم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهو تفصيل يعكس التوجه المتطور لآبل في تعزيز متانة الجهاز وتقديم حلول مستقبلية أكثر كفاءة في التصميم.

رؤية شاملة

عملية التفكيك لم تكشف فقط عن مدى تعقيد التصميم الداخلي للهاتف، بل أبرزت أيضًا فلسفة آبل في الجمع بين القوة والأناقة، وبين التصغير المذهل للمكونات والتقنيات المتقدمة التي تدعم الأداء. 

ومن خلال هذه العملية يتضح أن الشركة لا تركز فقط على الشكل الخارجي أو الأداء البرمجي، بل تمنح اهتمامًا بالغًا بالبنية الداخلية التي تضمن استمرارية الجهاز لسنوات مع الحفاظ على جودته. 

ومع استمرار عمليات المراجعة التقنية، من المتوقع أن تساهم مثل هذه الاختبارات في إغناء النقاش حول سهولة الصيانة وإمكانية الإصلاح الذاتي لأجهزة آبل.