الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025

10:06 ص

tru

الأمن السيبراني يدخل مرحلة جديدة من التهديدات العالمية في 2026

الأمن السيبراني

الأمن السيبراني

ياسين عبد العزيز

A A

يشهد العالم تطورات متسارعة في مشهد الأمن السيبراني، إذ يترقب الخبراء عامًا مليئًا بالتحديات غير المسبوقة مع حلول 2026، حيث تتداخل التقنيات الناشئة مع أنماط الهجمات الحديثة لتفتح أمام المجرمين الإلكترونيين آفاقًا واسعة لتنفيذ مخططاتهم. 

وتشير التقديرات إلى أن تكلفة الجرائم السيبرانية قد تصل إلى 20 تريليون دولار في العام المقبل، وهو رقم يعكس حجم الخطر الذي بات يهدد الاقتصادات العالمية، ويجعل الأمن الرقمي جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي.

ذكاء متطور

من أبرز الملامح المتوقعة للعام المقبل بروز الذكاء الاصطناعي الوكيل كعنصر أساسي في المعركة الرقمية، فهذه الوكلاء القادرون على العمل باستقلالية سيمنحون المهاجمين أدوات متقدمة لاختراق الأنظمة بطرق مبتكرة، كما سيوفرون لفرق الدفاع قدرات استثنائية للكشف التلقائي عن الهجمات والاستجابة السريعة. 

وسيكون العام الجديد بمثابة سباق تسلح حقيقي بين المهاجمين والمدافعين، حيث يتحول الذكاء الاصطناعي إلى محور رئيسي في ساحة الصراع.

هجمات مزيّفة

يتوقع أن تتضاعف خطورة الهجمات المعتمدة على الوسائط المزيفة والمحتوى الاصطناعي، خاصة مع تطور تقنيات التزييف العميق التي تتيح إنتاج مقاطع صوت وصورة يصعب تمييزها عن الواقع. 

وقد أظهرت وقائع سابقة كيف استطاع مجرمون إقناع موظفين بتحويل أموال ضخمة عبر مكالمات مزيفة تحاكي أصوات مديريهم. 

ومع ازدياد دقة هذه الوسائط، يصبح التحدي أكبر أمام المؤسسات التي ستحتاج إلى أنظمة تحقق أكثر صرامة لتفادي الانخداع بهذه الأساليب.

برامج فدية

تهديد آخر يواصل نموه هو هجمات برامج الفدية، حيث يعمد القراصنة إلى احتجاز بيانات الشركات وابتزازها مقابل استرجاعها. 

ومع ظهور خدمات الفدية كخدمة، لم يعد المجرمون بحاجة إلى مهارات تقنية متقدمة لتنفيذ هذه العمليات، بل يمكنهم شراء الأدوات الجاهزة مقابل اشتراكات شهرية. 

يضاف إلى ذلك دور العملات الرقمية السرية التي تسهّل عمليات الدفع والإفلات من الرقابة، ما يجعل هذه التهديدات أكثر تعقيدًا وانتشارًا.

عنصر بشري

لا يزال العامل البشري الحلقة الأضعف في سلاسل الحماية الإلكترونية، إذ يجد المهاجمون أن خداع الأشخاص أو ابتزازهم غالبًا ما يكون أسهل من تجاوز الدفاعات التقنية.

استجابة لذلك، تستعد الشركات لاستثمارات أوسع في تدريب موظفيها على التعرف إلى محاولات الهندسة الاجتماعية، وتنفيذ محاكاة للهجمات لزيادة الوعي الأمني، وتعزيز ثقافة الحذر واليقظة داخل المؤسسات.

تهديد كمي

من المتوقع أن تدخل الحوسبة الكمية على خط المواجهة في 2026، حيث تحمل هذه التقنية وعودًا بإنجازات غير مسبوقة في مجالات العلوم والتمويل، لكنها في الوقت ذاته تهدد أنظمة التشفير التقليدية التي تحمي البيانات والاتصالات، ومن هنا، سيكون التحدي الأكبر أمام المؤسسات هو تطوير أنظمة تشفير آمنة كميًا قادرة على مواجهة قدرات هذه الحواسيب فائقة القوة.

حروب رقمية

لم تعد التهديدات السيبرانية مقتصرة على سرقة بيانات الشركات أو ابتزاز الأفراد، بل أصبحت أداة رئيسية في النزاعات الدولية، فقد أثبتت التجارب الأخيرة أن الهجمات الإلكترونية على البنى التحتية الحيوية وسلاسل التوريد وحملات التضليل الإعلامي، أصبحت جزءًا من استراتيجيات الحروب الحديثة. 

ومع دخول تقنيات مثل التزييف العميق على خط الحملات السياسية، فإن الخطر سيمتد إلى تقويض الثقة بالعمليات الديمقراطية وإثارة الفوضى الاقتصادية.

في المحصلة، يقترب العالم من مرحلة مفصلية في ميدان الأمن السيبراني، حيث ستحدد استثمارات الشركات والحكومات في التدريب والذكاء الاصطناعي والتشفير الكمي مَن سيكون أكثر قدرة على الصمود. 

ومع ارتفاع سقف التهديدات، يصبح التعامل الاستباقي ضرورة لا خيارًا، في وقت يتحول فيه الأمن الرقمي إلى خط الدفاع الأول عن المجتمعات والاقتصادات.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً