أوبن إيه آي تعلن عن أدوات رقابة أبوية في شات جي بي تي لحماية المراهقين وضبط الاستخدام المنزلي

أعلنت شركة أوبن إيه آي عن إضافة ميزة جديدة في تطبيق شات جي بي تي تتمثل في أدوات الرقابة الأبوية، وهي خاصية وصفت بأنها غائبة منذ اليوم الأول لإطلاق المنصة، وجاءت هذه الخطوة لتمنح أولياء الأمور قدرة أكبر على ضبط استخدام أبنائهم للتقنيات الذكية داخل المنزل، سواء عبر الويب أو تطبيقات الهواتف المحمولة.

تؤكد الشركة أن هذه الإضافة تأتي ضمن مساعيها المستمرة لتوسيع نطاق الفائدة من الذكاء الاصطناعي، مع ضمان أعلى مستويات الأمان خصوصاً للفئة العمرية الأصغر سناً، وذلك من خلال توفير خيارات تحكم شاملة تتيح للعائلات إدارة كيفية تفاعل أبنائهم مع شات جي بي تي بشكل مباشر وفعّال.

أدوات جديدة

أوضحت أوبن إيه آي أن أولياء الأمور أصبح بإمكانهم الآن ربط حساباتهم مع حسابات أبنائهم المراهقين، ومن ثم التحكم في إعدادات الاستخدام عبر لوحة تحكم سهلة، تمكنهم من تخصيص التجربة بما يتوافق مع أعمارهم واحتياجاتهم، وتشمل الخيارات تقليل ظهور المحتوى الصريح، والحد من المحادثات التمثيلية، وتقييد الأنشطة التي قد تشجع على معايير جمالية غير واقعية أو تحديات الإنترنت المنتشرة.

وإلى جانب ذلك، تتاح أمام الوالدين خصائص إضافية مثل تفعيل ساعات الصمت التي تمنع الوصول إلى التطبيق في أوقات محددة، وتعطيل المحادثات الصوتية، ومنع خاصية الذاكرة التي تحتفظ بالمحادثات السابقة، فضلاً عن حجب ميزة توليد الصور، وإيقاف استخدام البيانات لأغراض تدريب النماذج.

تعاون واسع

لم تتخذ الشركة هذا القرار بمعزل عن الخبراء أو الجهات التنظيمية، إذ عملت مع مؤسسات متخصصة مثل Common Sense Media، إلى جانب عدد من صانعي السياسات والمدعين العامين في ولايات أميركية مثل كاليفورنيا وديلوير، لتطوير آليات الرقابة بما يضمن حماية المراهقين من المخاطر الرقمية. 

ويكشف هذا التعاون عن إدراك متزايد لأهمية الشفافية والتوازن بين الابتكار وحماية الفئات الأكثر عرضة للتأثر بالتقنيات.

كما أشارت أوبن إيه آي إلى أنها كانت تعمل سابقاً على تطوير أنظمة للتنبؤ بالعمر، لكن الخطوة الجديدة تمنح التحكم بشكل مباشر للآباء، وهو ما يعد نقلة نوعية في طريقة إدارة استخدام المراهقين للتطبيقات الذكية.

حماية إضافية

إلى جانب مزايا التحكم، زودت الشركة تطبيق شات جي بي تي بخاصية جديدة ترصد مؤشرات قد تعكس ميولاً لإيذاء النفس، وفي حال اكتشاف نشاط مثير للقلق يتم تحويل الحالة لفريق دعم مدرَّب يقوم بمراجعتها، وفي المواقف الخطيرة يمكن تنبيه أولياء الأمور عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، ما لم يختاروا تعطيل هذه الخدمة.

هذه الخطوة اعتُبرت من قبل كثير من المراقبين بمثابة انتقال مهم في فلسفة الشركة، حيث لم يعد التركيز منصباً على القدرات التقنية وحدها، بل امتد ليشمل الاهتمام الجاد بالسلامة الرقمية للأطفال والمراهقين، الذين يكبرون في بيئة أصبحت التكنولوجيا جزءاً أساسياً من تفاصيلها اليومية.

ويُنتظر أن تساهم هذه التحديثات في تعزيز ثقة العائلات بالتقنيات الحديثة، وتمهيد الطريق نحو استخدام أكثر وعياً ومسؤولية للأدوات الذكية، في وقت تتسارع فيه وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي وتزداد المخاوف بشأن تأثيراته الاجتماعية والنفسية على الأجيال القادمة.