إطلاق تطبيق Sora من OpenAI يثير جدل واسع حول السلامة والإبداع الحر

أطلقت شركة OpenAI تطبيق Sora الجديد لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة مشابهة لتطبيق تيك توك، مدعومًا بنموذج الذكاء الاصطناعي Sora 2، الذي جذب اهتمامًا واسعًا منذ أيامه الأولى.

وقد وصل التطبيق إلى المركز الثالث في متجر تطبيقات آبل رغم أن التسجيل مقتصر حاليًا على الدعوات فقط، وسرعان ما انتشرت مقاطع تزييف عميق ساخرة، أبرزها فيديو يظهر الرئيس التنفيذي سام ألتمان يسرق وحدات معالجة الرسومات GPUs.

نقاش داخلي

داخل OpenAI، أعاد إطلاق Sora إشعال جدل قديم حول الموازنة بين حرية الإبداع والسلامة، إذ يرى القادة ضرورة فرض ضوابط صارمة لمنع إساءة استخدام التقنية، بينما يخشون أن يُنظر إلى هذه القيود كرقابة تحد من حرية المطورين والمستخدمين.

ثقافة OpenAI التاريخية تميل إلى سرعة إطلاق المنتجات حتى قبل اكتمال الضوابط، كما ظهر بعد إعلان شركة DeepSeek الصينية نموذجًا قويًا وأرخص تكلفة في نهاية العام الماضي، مما دفع الشركة إلى تسريع تطوير نماذجها الجديدة.

التطوير والحماية

تؤكد OpenAI أن Sora يتضمن طبقات حماية متعددة تشمل تصفية الأوامر النصية، ومراقبة مخرجات الفيديو والصوت، وحظر المحتوى العنيف أو الصريح أو الداعي لإيذاء النفس، إضافة إلى العلامات المائية ومنع انتحال الشخصيات، إلا أن بعض المستخدمين تمكنوا من التحايل على تلك القيود، ما أثار قلق الخبراء.

Sora 2 يظهر تحسنًا كبيرًا مقارنة بالإصدار الأول، إذ ينتج مقاطع أطول وأكثر ترابطًا وتبدو واقعية، كما سمح ألتمان باستخدام صورته على المنصة، ما أدى لانتشار مقاطع ساخرة متعددة، وظهور شخصيات كرتونية مثل بيكاتشو وسبونج بوب في أدوار غير معتادة أثارت الجدل.

الجدل القانوني

يواجه التطبيق انتقادات بسبب استخدام المحتوى المحمي بحقوق الطبع، إذ تسمح سياسة OpenAI باستخدام المواد ما لم يعترض أصحاب الحقوق، وهو ما يفتح المجال لتحديات قانونية، بينما قلّل ألتمان من هذه المخاوف مؤكدًا أن Sora وسيلة لعرض قدرات التقنية للجمهور وتعزيز الشفافية، إضافة إلى كونه خطوة لدعم مساعي الشركة نحو الذكاء الاصطناعي العام.

المنافسة والتوسع

إطلاق التطبيق جاء في سياق منافسة متصاعدة، إذ أعلنت ميتا عن خدمة الفيديو القصير Vibes، وطرحت جوجل إصدار Veo 3، بينما كشفت بايت دانس وعلي بابا عن أنظمة منافسة، في حين عززت OpenAI استثماراتها مؤخرًا بمبلغ 850 مليار دولار لتطوير بنيتها التحتية والنماذج المستقبلية، ما يعكس تصعيدًا كبيرًا في سباق الذكاء الاصطناعي.

ويرى خبراء أن التوسع في الفيديو لا يقتصر على جذب المستخدمين فقط، بل يساهم في تدريب النماذج على البيانات البصرية والسمعية، بما يقربها أكثر من قدرات الإدراك البشري، وأكد المدير التنفيذي السابق زاك كاس أن طرح التقنية للجمهور مع وجود بعض المخاطر يظل الخيار الأفضل، مضيفًا أن عدم البناء أو البناء في الخفاء أسوأ، والشفافية تسمح للناس باستخدام التقنية ومواكبتها.