الأحد، 05 أكتوبر 2025

04:05 ص

tru

هواوي تواجه قيود الحظر الأمريكي بتقنيات جديدة ومكونات آسيوية لتأمين إنتاج الرقائق الذكية

هواوي

هواوي

A A

تتجه شركة هواوي نحو مرحلة جديدة في تطوير معالجات الذكاء الاصطناعي، وسط استمرار القيود الأمريكية المفروضة عليها، إذ كشفت تقارير شركة TechInsights أن الشركة الصينية اعتمدت على مكونات متقدمة من كبرى الشركات الآسيوية، مثل سامسونج وTSMC وSK Hynix، في تصنيع الجيل الثالث من معالجاتها Ascend 910C، وهو ما يشير إلى استمرار اعتماد الصين على التكنولوجيا الأجنبية رغم سعيها الحثيث لبناء صناعة محلية قوية في مجال أشباه الموصلات.

المكونات الأجنبية

أظهرت تحليلات TechInsights أن شرائح Ascend 910C التي تنتجها هواوي تحتوي على مكونات مصدرها شركات كبرى في تايوان وكوريا الجنوبية، حيث أوضحت النتائج أن شركة TSMC تولت عملية التصنيع الأساسية لتلك الشرائح قبل فرض القيود الأمريكية، كما تم العثور على ذاكرة من نوع HBM2E من إنتاج سامسونج وSK Hynix داخل هذه الرقائق، مما يكشف عن شبكة معقدة من الموردين الذين تعتمد عليهم هواوي في بناء أنظمتها المتقدمة.

وتشير هذه الاكتشافات إلى أن هواوي لا تزال تستخدم مكونات تم الحصول عليها قبل الحظر أو عبر قنوات غير مباشرة، وهو ما يعزز قدرة الشركة على الصمود في سوق يشهد تنافساً شرساً على تقنيات الذكاء الاصطناعي، رغم أن القيود الأمريكية حدّت من وصولها إلى الموردين الغربيين ومعدات التصنيع الدقيقة.

تأثير الحظر

بدأت المواجهة بين واشنطن وهواوي منذ عام 2019 عندما أدرجت الولايات المتحدة الشركة ضمن قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات، بهدف الحد من تطور صناعة الرقائق في الصين، وقد شملت هذه الإجراءات منع بيع الرقائق المتقدمة وأدوات التصنيع الدقيقة للشركات الصينية، بالإضافة إلى فرض قيود على توريد ذاكرة HBM المستخدمة في تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

ويأتي هذا الحظر ضمن استراتيجية أمريكية أوسع تستهدف الحد من صعود الصين في مجال التقنيات المتقدمة، خاصة في مجال الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي، إذ ترى واشنطن أن امتلاك الصين لتلك القدرات يشكل تهديداً استراتيجياً طويل المدى، بينما تعتبر بكين أن القيود تعيق المنافسة العادلة في الأسواق العالمية.

تحديات الإمدادات

ورغم صرامة القيود، نجحت هواوي في الحصول على ملايين الرقائق المنتجة سابقاً في مصانع TSMC عبر شركة وساطة تدعى Sophgo، التي لعبت دوراً محورياً في إيصال تلك المكونات إلى الصين، وبعد كشف هذه العلاقة، أنهت TSMC تعاونها مع الشركة الوسيطة وأبلغت السلطات الأمريكية التي سارعت إلى فرض عقوبات جديدة عليها، لكن هذه الخطوة جاءت بعد أن تمكنت هواوي من تخزين ما يقرب من 2.9 مليون رقاقة، وهو ما يكفي لتشغيل إنتاجها من معالجات Ascend حتى نهاية عام 2024.

ومع هذا المخزون، استطاعت هواوي الاستمرار في إنتاج معالجاتها دون توقف، ما يعكس مرونتها في تجاوز العقبات التنظيمية، إلا أن محللين يرون أن هذا الحل مؤقت، إذ سيؤدي نضوب المخزون إلى أزمة محتملة في توريد المكونات الحيوية خلال العام المقبل، خاصة في ظل تزايد الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي داخل الصين.

مستقبل الذواكر

تعد شركة SK Hynix المورد الأبرز لذاكرة HBM التي تُستخدم في أنظمة المعالجة المتقدمة، ورغم توقف تعاملها مع هواوي منذ عام 2020، إلا أن بعض منتجاتها القديمة ما زالت تُستخدم داخل الصين في تطبيقات محددة، بينما أكدت سامسونج التزامها الكامل بالقوانين الأمريكية وعدم وجود أي تعامل تجاري مع الشركات المدرجة على قوائم العقوبات.

وفي المقابل، تعمل الشركات الصينية مثل CXMT على تطوير ذواكر HBM محلية لتقليل الاعتماد على الخارج، لكن التقارير تشير إلى أن إنتاجها التجاري لن يبدأ قبل عام 2026، وهو ما يعني أن هواوي ستظل خلال الفترة المقبلة معتمدة على المكونات الأجنبية، الأمر الذي قد يحد من قدرتها على منافسة شركات مثل إنفيديا وإنتل التي تهيمن على السوق العالمي للذكاء الاصطناعي.

ومع استمرار الضغوط السياسية والتقنية، تواجه هواوي معركة طويلة الأمد للحفاظ على موقعها في سوق الرقائق، فبينما تسعى لتقليل الفجوة مع الشركات الغربية، تبدو طريقها نحو الاستقلال التكنولوجي معقدة، إذ تحتاج إلى استثمارات ضخمة وخبرات فنية متقدمة لتأسيس سلسلة توريد محلية متكاملة، ومع ذلك تواصل الشركة تحدي الحظر وتطوير حلول بديلة قد تضعها مجدداً ضمن اللاعبين الكبار في صناعة التقنية العالمية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً