سامسونج تستعد لإطلاق أول هاتف ثلاثي الطي بسعر يتجاوز منافسها هواوي

تستعد شركة سامسونج لكشف النقاب عن أول هواتفها القابلة للطي بثلاثة مفاصل، في خطوة تهدف إلى إعادة رسم ملامح المنافسة في سوق الأجهزة الذكية، إذ أعلنت الشركة عن نيتها تقديم الهاتف خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) المقرر عقدها بين 31 أكتوبر و1 نوفمبر، وسط ترقب عالمي لما ستقدمه الشركة الكورية في هذه الفئة التي لا تزال في مراحلها الأولى.

موعد الإطلاق

تخطط سامسونج لطرح الهاتف تجاريًا خلال شهر نوفمبر المقبل بإصدار محدود يقتصر على نحو 50 ألف وحدة داخل كوريا الجنوبية فقط، وهو عدد أقل بكثير من حجم إنتاجها المعتاد حتى في هواتفها الرائدة من فئة “جالاكسي فولد”، ما يشير إلى أن الشركة تتعامل مع الجهاز الجديد بحذر وتعتبره تجربة متقدمة لاختبار ردود فعل السوق قبل تعميمه عالميًا، بحسب موقع PhoneArena الذي كشف تفاصيل إضافية عن خطة الطرح.

المنافسة مع هواوي

يمثل دخول سامسونج إلى فئة الهواتف ثلاثية الطي مواجهة مباشرة مع شركة هواوي التي كانت السباقة في الكشف عن أول نموذج تجاري في هذا المجال، إذ تحاول سامسونج تحويل التقنية من فكرة استعراضية إلى منتج عملي يمكن الاعتماد عليه يوميًا.

ويرى محللون أن دخول الشركة الكورية إلى هذا القطاع سيخلق سباقًا جديدًا بين عمالقة التكنولوجيا، وقد يدفع علامات تجارية أخرى مثل شاومي وأوبو إلى اللحاق بالمنافسة خلال عام 2026، بينما تراهن سامسونج على خبرتها الطويلة في تطوير شاشات OLED المرنة التي تمنحها تفوقًا تقنيًا على منافسيها.

السعر والتحديات

تشير التسريبات إلى أن سعر الهاتف الجديد سيتجاوز حاجز 3000 دولار أمريكي، أي أعلى بنحو 500 دولار من سعر هاتف هواوي Mate XT الذي يبلغ قرابة 2500 دولار، وهو ما يجعل الجهاز الأغلى في تاريخ سلسلة الهواتف القابلة للطي حتى الآن.

وتدرك سامسونج أن هذا السعر المرتفع سيحد من انتشار الهاتف في البداية، لذا تسعى لتسويقه كمنتج فاخر يستهدف فئة محدودة من المستخدمين الراغبين في امتلاك أحدث الابتكارات التقنية، ومن المتوقع أن يتوافر الهاتف بعدة ألوان فاخرة مع خيارات تخزين مرتفعة تصل إلى 1 تيرابايت.

التصميم والمواصفات

تشير المعلومات الأولية إلى أن الهاتف سيحمل تصميمًا أقرب إلى الأجهزة اللوحية عند فتحه الكامل، مع ثلاث شاشات قابلة للطي ترتبط بمفصلات معدنية مطوّرة توفر انسيابية في الحركة وتتحمل عددًا كبيرًا من عمليات الطي اليومية.

ويُتوقع أن تأتي الشاشة الرئيسية بمقاس يتجاوز 8 بوصات عند فتحها بالكامل بدقة عالية تدعم تقنية HDR10+، بينما تضم الواجهة الخارجية شاشة صغيرة لعرض الإشعارات وإجراء المكالمات دون الحاجة إلى فتح الجهاز، كما سيعمل الهاتف بمعالج Snapdragon 8 Gen 3 مع ذاكرة عشوائية 16 جيجابايت، وبطارية بسعة 5000 مللي أمبير تدعم الشحن السريع والشحن اللاسلكي.

ويرى خبراء الصناعة أن هذا الهاتف سيكون أهم تجربة من سامسونج في مجال الطي منذ إطلاقها Galaxy Fold عام 2019، حيث يختبر قدرتها على دمج التكنولوجيا المتقدمة مع الاستخدام العملي دون التضحية بالأداء أو المتانة، كما أن نجاحه قد يحدد مستقبل تصميم الهواتف في السنوات المقبلة، خصوصًا مع اتجاه السوق نحو دمج الوظائف المتعددة في جهاز واحد يمكن استخدامه كهاتف وجهاز لوحي في آنٍ واحد.

ورغم أن الجهاز ما زال في مرحلة التسريبات، فإن المؤشرات تؤكد أن سامسونج تراهن عليه لتعزيز صورتها كقائد للابتكار في قطاع الأجهزة الذكية، بعد أن تمكنت خلال السنوات الماضية من السيطرة على فئة الهواتف القابلة للطي التقليدية، ويعتقد مراقبون أن التجربة الجديدة قد تفتح الباب أمام فصل جديد في صناعة الهواتف المحمولة يغيّر شكل الأجهزة المحمولة في المستقبل القريب.