الأحد، 05 أكتوبر 2025

02:49 م

tru

آبل تعيد توجيه استراتيجيتها نحو تطوير نظارات ذكاء اصطناعي منافسة لميتا

نظارات الذكاء الاصطناعي

نظارات الذكاء الاصطناعي

A A

تتحرك شركة آبل بخطى حذرة ولكن ثابتة نحو سوق الأجهزة القابلة للارتداء المعززة بالذكاء الاصطناعي، بعد أن قررت مؤخرًا إعادة ترتيب أولوياتها في قطاع الواقع الممتد، ووقف العمل مؤقتًا على تطوير الجيل الجديد من نظارة الواقع الافتراضي Vision Pro، وذلك بهدف التركيز على إنتاج نظارات ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في التفاعل والاستخدام، في محاولة واضحة لمنافسة منتجات شركة ميتا التي تسيطر حاليًا على هذه الفئة من السوق.

إعادة هيكلة

تشير التقارير إلى أن آبل قامت بنقل عدد من مهندسيها وخبرائها من مشروع Vision Pro منخفض التكلفة والأخف وزنًا، إلى فرق متخصصة تعمل على تطوير نظارات ذكية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيئة المحيطة، وتنفيذ الأوامر الصوتية، وربط المستخدم بشكل مباشر بخدمات آبل. 

وأوضحت وكالة بلومبرج أن هذا التحول يعكس رغبة الشركة في الدخول في منافسة مباشرة مع ميتا، التي حققت تقدمًا ملحوظًا في تطوير نظارات Ray-Ban Meta خلال الأعوام الأخيرة.

ويبدو أن هذا القرار الاستراتيجي يهدف إلى جعل آبل أكثر توافقًا مع توجهات السوق الجديدة، حيث يتزايد الاهتمام العالمي بالأجهزة التي تمزج بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والتفاعل البشري الطبيعي، بدلًا من الاعتماد فقط على العوالم الافتراضية المغلقة التي تقدمها أجهزة الواقع الافتراضي.

نماذج جديدة

تعمل آبل حاليًا على تطوير نموذجين رئيسيين من نظاراتها الذكية، الأول يحمل الاسم الرمزي N50، وهو إصدار بسيط يعتمد على الاتصال المباشر بهواتف آيفون دون الحاجة إلى شاشة عرض مستقلة، ما يجعله أقرب إلى نظارة مساعدة تعتمد على المساعد الصوتي Siri وتقنيات التعرف البصري. 

وتشير التسريبات إلى أن الشركة تخطط للكشف عن هذا النموذج في العام المقبل، على أن يتم طرحه في الأسواق بحلول عام 2027.

أما النموذج الثاني فيتضمن شاشة عرض مدمجة يمكنها عرض التنبيهات والمحتوى البصري أمام المستخدم مباشرة، وهو مخصص للمنافسة المباشرة مع نظارات ميتا الذكية التي تمزج بين الكاميرا والصوت والذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تسرّع آبل عملية تطويره ليصدر قبل الموعد المبدئي المحدد في عام 2028.

منافسة ميتا

ورغم تحركات آبل الأخيرة، إلا أن الشركة ما زالت متأخرة خطوة عن ميتا، التي دخلت هذا السوق منذ عام 2021 عندما أطلقت أول نظاراتها الذكية بالتعاون مع شركة Ray-Ban، ونجحت في بناء قاعدة مستخدمين متنامية عبر دمج ميزات التصوير الفوري والمساعد الذكي والنشر المباشر على شبكات التواصل الاجتماعي.

ويرى محللون أن دخول آبل في هذا القطاع سيشكل نقطة تحول جديدة في صناعة الأجهزة القابلة للارتداء، خصوصًا أن الشركة تمتلك منظومة متكاملة من الأجهزة والخدمات التي يمكن أن تعزز من تجربة المستخدم. 

ويعتقد آخرون أن نجاح آبل في هذه الخطوة سيعتمد على قدرتها في جعل النظارات جزءًا من النظام البيئي لمنتجاتها دون أن تتحول إلى جهاز مستقل يصعب دمجه في الاستخدام اليومي.

وتؤكد مصادر داخلية أن الشركة تستثمر بكثافة في تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على فهم سياق الأوامر الصوتية، وتحليل الصور في الزمن الحقيقي، وتحسين أداء البطارية في الأجهزة الصغيرة، وهي تحديات تقنية تواجه معظم الشركات التي تعمل على تطوير نظارات ذكية عملية يمكن استخدامها لفترات طويلة.

ويرجح أن تعتمد آبل على شراكات جديدة مع شركات متخصصة في تصميم العدسات والمكونات البصرية الدقيقة، كما فعلت في السابق مع مورديها في مشاريع الآيفون وساعة آبل الذكية، بهدف تحقيق توازن بين الأداء القوي وخفة الوزن وسهولة الاستخدام.

ويؤكد مراقبون أن الاتجاه العام في سوق التكنولوجيا يشير إلى أن الأجهزة المستقبلية ستكون أكثر ارتباطًا بالذكاء الاصطناعي المدمج في أدوات الحياة اليومية، وأن النظارات الذكية قد تتحول خلال العقد القادم إلى بديل محتمل للهواتف المحمولة في بعض المهام الأساسية مثل التصفح والاتصال والتصوير، وهو ما يجعل سباق آبل وميتا في هذا المجال أكثر سخونة مع مرور الوقت.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً