آبل تستعد لإطلاق 5 أجهزة جديدة بعد نجاح آيفون 17 العالمي

بعد أن حققت سلسلة هواتف آيفون 17 التي أعلنت عنها شركة آبل في سبتمبر الماضي مبيعات مرتفعة واستقبالاً واسعاً حول العالم، بدأت الشركة الأمريكية التحضير لمؤتمرها الثاني خلال خريف 2025، المقرر عقده في أكتوبر المقبل، حيث تستعد للكشف عن مجموعة جديدة من أجهزتها الذكية التي تشمل الآيباد والماك ومنتجات منزلية وترفيهية متنوعة، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضورها في سوق الإلكترونيات الاستهلاكية.

تتبع آبل في السنوات الأخيرة سياسة الإطلاق المزدوج لأجهزتها، إذ تخصص مؤتمر سبتمبر لعرض أحدث هواتف آيفون وساعاتها الذكية، بينما تترك شهر أكتوبر للكشف عن باقي الأجهزة مثل آيباد وماك وآبل تي في، مما يمنحها تواجداً مستمراً في العناوين التقنية ويضمن تدفقاً متواصلاً في المبيعات على مدار العام، وهي استراتيجية أثبتت نجاحها في رفع العائدات وتقليل التراجع الموسمي في الطلب.

جهاز تتبع

ضمن قائمة الأجهزة المنتظرة، تستعد آبل للكشف عن الجيل الثاني من أداة التتبع AirTag 2، وهي نسخة محسنة من الإصدار الأول الذي صدر قبل أربع سنوات، وتعمل هذه النسخة بشريحة Ultra Wideband جديدة توفر دقة أعلى في تحديد المواقع داخل الأماكن المغلقة، كما تقدم مزايا إضافية للعثور على الأشياء المفقودة بسرعة أكبر مع تحسين مستوى الأمان والخصوصية للمستخدمين.

تشير التسريبات إلى أن آبل أدخلت تحسينات على عمر البطارية وسرعة الاتصال بالأجهزة الأخرى، إضافة إلى إمكانية مشاركة موقع الأداة مع أفراد محددين عبر تطبيق “Find My”، مما يجعلها أكثر عملية في الاستخدام اليومي سواء لتتبع المفاتيح أو الحقائب أو المركبات.

آيباد برو

أما ثاني الأجهزة في القائمة فهو iPad Pro M5، والذي من المتوقع أن يحمل معالج آبل الجديد M5 المصمم بتقنية متطورة تمنحه أداء أسرع وكفاءة طاقة أعلى من الجيل السابق، حيث تستهدف الشركة من خلاله فئة المستخدمين المحترفين في التصميم والبرمجة والإنتاج الإعلامي، إذ يأتي الجهاز بشاشة OLED متقدمة مع معدل تحديث مرتفع ودعم واسع لتقنية Apple Pencil.

التقارير تشير إلى أن آبل تسعى من خلال هذا الإصدار إلى جعل الآيباد بديلاً عملياً للحاسب المحمول، عبر تحسين قدرات النظام وتشغيل تطبيقات macOS بشكل أكثر تكاملاً، إلى جانب زيادة سعة التخزين ورفع جودة الصوت في مكبراته المدمجة.

نظارة الواقع

ومن أبرز المنتجات التي ستشهدها فعالية أكتوبر نظارة Apple Vision Pro 2، التي تمثل الجيل الثاني من نظارات الواقع المختلط، ويتوقع أن تزودها الشركة بمعالج M4 أو M5 لتجاوز القيود التقنية التي واجهها الجيل الأول في الأداء وعمر البطارية، مع تحسين أنظمة العرض ثلاثي الأبعاد وجودة الصورة، وتخفيف الوزن لزيادة راحة المستخدم.

ويرى محللون أن آبل تراهن على هذه الفئة لتقود مستقبل الحوسبة الغامرة، إذ تستثمر الشركة مبالغ ضخمة في تطوير برمجيات وأدوات مخصصة لتوسيع نطاق التطبيقات التي تعمل في بيئة الواقعين الافتراضي والمعزز، ومن المنتظر أن تبدأ المبيعات تدريجياً في الأسواق الأمريكية قبل نهاية العام.

كما تضم قائمة أكتوبر جهازي Apple TV 4K الجديد وسماعة HomePod mini 2، حيث سيأتي جهاز البث الترفيهي بمعالج A17 Pro الذي يعزز تجربة الألعاب ويتيح عرضاً مرئياً أكثر وضوحاً بدقة 4K ودعم HDR10، بينما ستركز السماعة الذكية الجديدة على تحسين جودة الصوت وتوسيع التكامل مع نظام HomeKit للتحكم في أجهزة المنزل الذكية عبر الأوامر الصوتية.

تؤكد مصادر مقربة من الشركة أن آبل تهدف من خلال هذا التنوع في الإصدارات إلى الحفاظ على موقعها الريادي في مجالات متعددة، وعدم الاكتفاء بهيمنة الآيفون فقط، حيث تعمل على بناء منظومة مترابطة تجمع الأجهزة تحت نظام موحد يعتمد على الذكاء الاصطناعي والاتصال السريع بين الأجهزة.

ويُنتظر أن يحظى مؤتمر أكتوبر بمتابعة واسعة من جمهور التقنية والإعلام، خاصة أن الشركة لم تكشف حتى الآن عن الموعد الرسمي أو تفاصيل الأسعار، غير أن التوقعات تشير إلى أن الأسعار ستتدرج بين الفئة المتوسطة والعالية بحسب طبيعة المنتج، بما يتوافق مع نهج آبل في تسعير أجهزتها الجديدة.

بهذه الإصدارات، تمضي آبل نحو موسم تقني مزدحم يعزز مكانتها بين الشركات الرائدة، ويمنح المستخدمين تجربة أكثر تنوعاً عبر أجهزة تتكامل في الأداء والتصميم والتقنيات الحديثة.