تراجع مبيعات شاومي 17 يفتح المجال لتفوق آيفون 17

رغم النجاح الأولي الذي حققته شاومي عند إطلاق سلسلة هواتفها الجديدة Xiaomi 17 في 25 سبتمبر، تشير تقارير حديثة إلى أن الزخم التسويقي بدأ في التراجع بسرعة، ما يعكس مخاوف من تراجع الطلب على الطرازات الجديدة مقارنة بما توقعته الشركة. 

وكشف المحلل الشهير مينغ-تشي كوو أن شحنات سلسلة شاومي 17 قد لا تتجاوز مبيعات الجيل السابق Xiaomi 15، موضحا أن السبب الرئيس وراء هذا التراجع يعود إلى ضعف الإقبال على النسخة الأساسية من الهاتف، التي كان يُفترض أن تمثل محور المبيعات للسلسلة الجديدة.

ثلاثة طرازات

قدمت شاومي هذا العام ثلاثة نسخ من السلسلة هي Xiaomi 17 وXiaomi 17 Pro وXiaomi 17 Pro Max، وجميعها تعمل بشريحة Snapdragon 8 Elite Gen 5 وتضم بطاريات ضخمة تصل إلى 7500 مللي أمبير، إضافة إلى تحسينات بصرية من Leica ترفع المدى الديناميكي إلى 16.5EV. 

كما أضافت الشركة ميزة جديدة في النسخ الاحترافية Pro وPro Max عبر شاشة AMOLED خلفية صغيرة بحجم 2.9 إنش أطلقت عليها اسم Magic Back Screen، ما جعل التصميم محط اهتمام المستخدمين الأوائل.

ومع أن الطرح الأول للسلسلة شهد إقبالا كبيرا عبر الطلبات المسبقة، إلا أن الأرقام الجديدة التي استعرضها كوو أظهرت خفض التوقعات العامة للمبيعات من 10 ملايين وحدة إلى نحو 8 ملايين، أي أقل من حجم مبيعات سلسلة Xiaomi 15، ما يشير إلى تراجع الثقة في السوق الصينية تجاه الطراز الأساسي.

ضعف الطراز الأساسي

الطراز الأساسي Xiaomi 17 كان من المفترض أن يشكل أكثر من نصف مبيعات السلسلة، لكن المبيعات الحالية لا تتجاوز 20% من إجمالي الطلب. 

هذا التراجع شكل صدمة داخل السوق، خاصة أن الشركة كانت تراهن على هذا الإصدار لقيادة المنافسة ضد آيفون 17 الجديد. 

وبالمقابل، يبدو أن آبل استفادت من ضعف منافستها المباشرة، حيث تشهد مبيعات النسخة الأساسية من iPhone 17 ارتفاعا كبيرا في الصين، بفضل تزويده بشاشة بتردد 120 هرتز، وهي الميزة التي كانت غائبة عن الإصدارات السابقة وجذبت المستخدمين الباحثين عن أداء بصري أكثر سلاسة.

ويرى مراقبون أن هذا الفارق في استجابة السوق يعكس تغيرا في أولويات المستهلكين الصينيين الذين باتوا يميلون إلى العلامات العالمية المستقرة بعد موجة من التحديثات السريعة التي نفذتها شركات محلية مثل شاومي وأوبو وفيفو، ما جعل المنافسة في السوق المتميزة أكثر تعقيدا من السابق.

احتمالات التخفيض

تتجه الأنظار حاليا إلى أسبوع العطلة الذهبية في الصين بين 1 و7 أكتوبر، إذ تراهن شاومي على هذه الفترة لرفع الطلب وتحسين النتائج قبل نهاية الربع الرابع، غير أن تقارير كوو تؤكد أنه إذا لم يتحسن الإقبال خلال هذا الأسبوع، فقد تلجأ الشركة إلى تخفيض الأسعار لتحفيز الشراء، خاصة للطراز الأساسي الذي يعاني من تباطؤ في المبيعات.

حتى الآن، تحافظ النسختان Pro وPro Max على مستوى طلب جيد داخل الصين بفضل المزايا التقنية المتقدمة، إلا أن قدرتهما على تعويض ضعف مبيعات النسخة الأساسية تبدو محدودة، نظرا إلى أن الشريحة المستهدفة لهذه الإصدارات أعلى سعرا وأضيق نطاقا من حيث عدد المستخدمين. 

ويشير كوو إلى أن هذه التوقعات تخص السوق المحلي فقط، حيث تملك شاومي حصة تبلغ نحو 15% من سوق الهواتف الفاخرة في الصين.

أما على المستوى العالمي، فتخطط الشركة لإطلاق نسخ جديدة من السلسلة، وربما إصدار Ultra في وقت لاحق من العام، وهو ما قد يساهم في تقليل أثر التراجع داخل السوق الصينية. 

ويعتقد محللون أن نجاح هذه الخطوة سيتوقف على قدرة شاومي في تحسين تجربة النظام والتصوير، إضافة إلى استراتيجية تسعير أكثر مرونة تتيح منافسة أفضل مع آيفون وسامسونغ في الأسواق الدولية.

في المجمل، تعكس الأرقام الحالية تحولا في موازين السوق بين شاومي وآبل، حيث تعود آبل لتقود مبيعات الفئة العليا في الصين بينما تواجه شاومي اختبارا حقيقيا للحفاظ على موقعها بين الكبار، ما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد اتجاه المنافسة بين الشركتين داخل أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم.