قواعد جوجل الجديدة تثير جدلا حول مستقبل حرية أندرويد والتطبيقات المستقلة

جوجل
منذ ظهوره قبل أكثر من عقد، اشتهر نظام أندرويد بانفتاحه مقارنة بأنظمة التشغيل الأخرى، إذ سمح للمستخدمين بتثبيت التطبيقات من خارج متجر Google Play دون قيود، ما جعله خيارا مفضلا للمطورين والمستخدمين الذين يبحثون عن حرية أكبر في تجربة البرمجيات، لكن هذا المفهوم الذي ميز أندرويد طويلا يبدو اليوم على وشك التغيير، بعد أن أعلنت جوجل عن قواعد جديدة وصفت بأنها الأكثر صرامة منذ إطلاق النظام.
قيود جديدة
التحديثات التي كشفت عنها جوجل تتضمن إلزام جميع مطوري التطبيقات، حتى أولئك الذين لا ينوون نشر تطبيقاتهم عبر متجر Google Play، بالتسجيل الرسمي لدى الشركة، وتقديم هوية حكومية ومفاتيح توقيع رقمية ومعرفات تطبيقات موثقة.
ويعني ذلك أن جوجل ستصبح فعليا الجهة الوحيدة التي يمكنها السماح بتثبيت التطبيقات على النظام، سواء كانت من داخل المتجر أو خارجه.
هذا القرار يهدد بشكل مباشر خاصية التحميل الجانبي sideloading التي كانت تعتبر رمزا لانفتاح أندرويد، ويضع المتاجر البديلة مثل F-Droid في موقف حرج، لأنها تعتمد على نشر تطبيقات مفتوحة المصدر دون المرور بإجراءات التسجيل الرسمية لدى جوجل.
ويرى مطورون أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تراجع تنوع النظام، وتحول أندرويد إلى بيئة مغلقة تقترب من نموذج آبل.

نهاية F-Droid
منصة F-Droid التي تأسست قبل أكثر من 15 عاما، تعد من أقدم وأشهر بدائل Google Play، ووفرت آلاف التطبيقات المجانية والمفتوحة المصدر التي تركز على الخصوصية والشفافية، لكنها حذرت في بيان حديث من أن القواعد الجديدة “قد تنهي مشروع F-Droid كما نعرفه اليوم”، لأن معظم المطورين المستقلين الذين يساهمون فيها لن يتمكنوا من تلبية متطلبات التسجيل أو تقديم بيانات الهوية المطلوبة.
ويقدر خبراء أن نحو 30% من تطبيقات المنصة، أي أكثر من 4000 تطبيق، معرضة للحذف إذا تم تطبيق القواعد الجديدة دون استثناءات.
هذه التطبيقات تشمل أدوات الخصوصية، وبرامج الحماية، ومشاريع تعليمية صغيرة يديرها مطورون مستقلون حول العالم.
ويرى مراقبون أن هذا التحول قد يدفع المستخدمين نحو الاعتماد الكامل على Google Play، مما يمنح الشركة سيطرة شبه كاملة على توزيع التطبيقات في نظامها.
جدل الأمان والاحتكار
تقول جوجل إن هدف هذه القواعد هو تحسين الأمان ومكافحة البرمجيات الخبيثة التي تنتشر عبر تطبيقات غير موثقة، لكنها تواجه انتقادات بأن هذه المبررات تخفي نية للسيطرة الكاملة على بيئة أندرويد.
يشير نقاد إلى أن متجر Google Play نفسه طالما احتوى على تطبيقات ضارة رغم آليات الفحص المشددة، ما يثير الشك في جدوى هذا التبرير.
بالمقابل، تعتمد منصات مثل F-Droid على مراجعة مفتوحة للتطبيقات من قبل المجتمع التقني، وهو نهج أثبت فعاليته في الحد من المخاطر الأمنية دون الحاجة إلى سيطرة مركزية.
كما يرى بعض الخبراء أن خطوة جوجل تمثل محاولة استباقية لمواجهة الضغوط التنظيمية في أوروبا والولايات المتحدة، خاصة مع تصاعد تطبيق قانون الأسواق الرقمية DMA الذي يلزم الشركات الكبرى بالسماح بالمتاجر البديلة.
في أوروبا، قد تواجه جوجل تحديات قانونية إذا اعتُبر أن هذه القواعد تتعارض مع حق المستخدمين في حرية الاختيار، بينما في الولايات المتحدة تخضع الشركة أصلا لتحقيقات مكافحة الاحتكار المرتبطة بسيطرتها على نشر التطبيقات، ما يزيد من احتمالات المواجهة القانونية.
المحللون يرون أن المشهد المقبل سيحدد ما إذا كانت جوجل ستتراجع جزئيا عن هذه السياسة أو ستمضي قدما في تطبيقها الكامل، وهو ما قد يشكل نقطة تحول في تاريخ أندرويد، فإذا فقد النظام حريته التي ميزته منذ البداية، سيخسر جزءا كبيرا من هويته أمام المستخدمين والمطورين الذين تبنوه بسبب انفتاحه، وليس بسبب ارتباطه بجوجل.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً