دراسة من جامعة ييل تؤكد غياب تأثير جوهري للذكاء الاصطناعي على سوق العمل
الذكاء الاصطناعي
ياسين عبد العزيز
أصدرت جامعة ييل دراسة بحثية جديدة تؤكد أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، على الرغم من انتشاره السريع وتزايد الاعتماد عليه منذ إطلاق أداة ChatGPT في عام 2022، لم يُحدث حتى الآن أي تأثير جوهري في سوق العمل الأمريكي، إذ أشارت نتائج الدراسة إلى أن مؤشرات التوظيف لم تشهد تغيرات ملموسة خلال الأشهر الثلاثة والثلاثين الماضية، وهو ما يتعارض مع المخاوف الواسعة من أن الأتمتة الذكية بدأت تقلل فرص العمل في قطاعات اقتصادية متعددة.
قام فريق من مختبر الموازنة في جامعة ييل بتحليل بيانات سوق العمل منذ إطلاق ChatGPT وحتى الوقت الراهن، وخلص إلى أن سوق العمل ظل مستقرًا ولم يشهد اضطرابات كبرى، وهو ما يدحض التوقعات التي تحدثت عن اختفاء سريع للوظائف التقليدية بفعل تسارع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
مخاوف قائمة
ورغم هذه النتائج، ما تزال المخاوف قائمة بسبب التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي، إذ يرى خبراء الصناعة أن هذه الأدوات قد تؤدي خلال فترة قصيرة إلى تقليص أعداد كبيرة من الوظائف، خصوصًا الوظائف المكتبية البسيطة.
وكان داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، قد حذر في تصريحات سابقة من إمكانية انخفاض عدد هذه الوظائف إلى النصف خلال خمس سنوات فقط، في حين عبر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن توقعات مشابهة.

كما أن بعض الشركات الكبرى اتخذت خطوات أثارت القلق، حيث أعلنت شركات مثل IBM وSalesforce عن تقليص موظفيها مع الإشارة إلى دخول الذكاء الاصطناعي ضمن أسباب القرار، في حين أشارت منصات مثل Fiverr إلى الأمر نفسه عند تبرير بعض عمليات التسريح.
دراسات داعمة
تتوافق نتائج جامعة ييل مع دراسات أخرى سابقة، إذ نشرت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة في عام 2023 تقريرًا أكدت فيه أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يحل محل معظم العمال بشكل مباشر، كما أظهرت دراسة أُجريت في الدنمارك أن الاعتماد على هذه التقنيات لم يؤثر بشكل ملموس في الأجور أو فرص العمل، بل إن بعض الشركات التي تبنّت هذه الأدوات شهدت زيادة في الإنتاجية مما خلق فرصًا جديدة.
وأشارت دراسة أخرى نُشرت في فبراير الماضي إلى أن انخفاض الطلب على بعض المهن قابله ارتفاع في الطلب على مهن أخرى، وهو ما حدّ من التأثير الكلي في سوق العمل، وتؤكد هذه النتائج أن الذكاء الاصطناعي يعمل في كثير من الحالات كأداة مساعدة لتعزيز الكفاءة بدلًا من كونه بديلًا مباشرًا للعمالة البشرية.
بيانات متناقضة
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، فإن هناك بيانات أخرى تدعو للحذر، إذ أظهر بحث من مختبر الاقتصاد الرقمي في جامعة ستانفورد أن خريجي الجامعات الجدد في المهن الأكثر عرضة للتأثر مثل تطوير البرمجيات سجلوا انخفاضًا بنسبة 13% في معدلات التوظيف مقارنة بأقرانهم في المهن الأقل عرضة للتأثر، وهو ما يشير إلى أن بعض الفئات بدأت تشعر بتأثير هذه التكنولوجيا مبكرًا.
وبينما تختلف نتائج الدراسات، يبقى الإجماع العام حتى الآن أن الذكاء الاصطناعي لم يُحدث تأثيرًا جوهريًا في سوق العمل على مستوى واسع، ويُرجح الخبراء أن تردد المؤسسات في تبني هذه التقنيات بشكل كامل يمثل أحد الأسباب الأساسية وراء غياب تأثير ملموس حتى الآن، مع احتمالية أن تتغير الصورة مستقبلًا مع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً