واتساب يستعد لإطلاق أسماء المستخدمين بخطوة تمهيدية غير مسبوقة

في تحول جذري ينتظره مئات الملايين من المستخدمين حول العالم، يستعد تطبيق واتساب أخيراً لإطلاق واحدة من أكثر الميزات المنتظرة منذ تأسيسه، وهي ميزة أسماء المستخدمين التي ستتيح التواصل دون الحاجة لمشاركة أرقام الهواتف الشخصية. 

ويبدو أن التطبيق المملوك لشركة ميتا يتجه فعلاً نحو إعادة تعريف تجربة الخصوصية، بعدما تم رصد إعدادات جديدة تشير إلى نظام لحجز الأسماء مسبقاً قبل طرح الميزة رسمياً للجميع.

خطوة جديدة

منذ أكثر من 15 عاماً، ظل واتساب يعتمد حصرياً على أرقام الهواتف كأساس لتسجيل الحسابات والتفاعل بين المستخدمين، في وقتٍ كانت فيه تطبيقات منافسة مثل تيليجرام وسيغنال تتبنى نظام أسماء المستخدمين كخيار بديل يتيح خصوصية أكبر، هذا الاعتماد الطويل جعل الكثير من المستخدمين يشعرون بأن مشاركة أرقامهم الشخصية في المحادثات أو المجموعات أمر مزعج ومخالف لمفهوم الخصوصية الحديثة، خصوصاً في بيئات العمل أو أثناء التواصل مع الغرباء.

لكن يبدو أن الأمور تتغير الآن، إذ بدأ واتساب فعلياً اختبار ميزة الأسماء داخل النسخ التجريبية من التطبيق، في خطوة تشير إلى أن الإطلاق الرسمي بات وشيكاً. 

ووفقاً لتقرير حديث من موقع WABetaInfo المتخصص في تتبع تحديثات واتساب، تعمل الشركة حالياً على إعداد نظام لحجز أسماء المستخدمين مسبقاً، وهو ما يؤكد أن المرحلة التحضيرية وصلت إلى مستويات متقدمة.

القواعد الأساسية

بحسب المعلومات المسربة من النسخة التجريبية عبر منصة TestFlight، فإن واتساب يضع مجموعة من القواعد التنظيمية لضمان اتساق الأسماء ومنع إساءة استخدامها. 

وتشمل هذه القواعد عدم السماح ببدء الاسم بـ “www.” لتجنب التلاعب أو الإيهام بمواقع رسمية، إضافة إلى ضرورة احتواء كل اسم مستخدم على حرف واحد على الأقل لضمان عدم اقتصاره على أرقام أو رموز فقط. 

كما تسمح المنصة باستخدام الأحرف الإنجليزية الصغيرة من a إلى z، والأرقام من 0 إلى 9، إلى جانب النقاط والشرطة السفلية فقط.

وتؤكد هذه القواعد أن واتساب يسعى لتطبيق معايير واضحة تشبه تلك التي تتبعها منصات كبرى مثل إنستغرام وتويتر، مع الحفاظ على بساطة النظام وسهولة تذكر الأسماء. 

ومن المنتظر أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز أمان المستخدمين، وتقليل فرص انتحال الهوية أو استخدام أسماء مضللة.

الحجز المسبق

الميزة الأبرز حالياً تكمن في إضافة رابط جديد داخل إعدادات واتساب يسمح للمستخدمين بحجز أسمائهم المفضلة قبل الإطلاق الرسمي، وتُظهر هذه الخاصية أن الشركة تدرك جيداً حساسية المنافسة على الأسماء المميزة، وأن بعض المستخدمين أو الجهات قد يحاولون الاستحواذ على أسماء مشهورة أو مطلوبة، تماماً كما حدث في بدايات تويتر وإنستغرام.

يوفر نظام الحجز المسبق عدة فوائد مهمة، أبرزها منح المستخدمين فرصة مبكرة لتأمين أسمائهم المفضلة، إضافة إلى حماية العلامات التجارية والأشخاص ذوي الشهرة من محاولات الانتحال، كما يتيح توزيعاً أكثر عدلاً للأسماء، بحيث يحصل المستخدمون الأوائل على فرصة التسجيل قبل فتح النظام للعامة.

ورغم أن ميتا لم تصدر بعد إعلاناً رسمياً حول الميزة أو موعد إطلاقها، فإن تجهيز آلية الحجز يعد دليلاً واضحاً على قرب الإعلان. 

وتشير التوقعات إلى أن الإطلاق سيكون تدريجياً على مراحل تبدأ بحجز الأسماء، تليها فترة اختبار محدودة لمجموعة من المستخدمين المختارين، قبل تعميم الميزة على نطاق عالمي.

حماية الخصوصية

الميزة الجديدة لا تقتصر على المظهر الاجتماعي، بل تمثل نقلة نوعية في مستوى الخصوصية داخل واتساب، إذ ستتيح للمستخدمين إمكانية التواصل عبر اسم المستخدم فقط دون الحاجة لمشاركة الرقم الشخصي، هذا التطور سيُحدث تغييراً جوهرياً في طريقة استخدام التطبيق، خاصة في المجموعات العامة أو القنوات التجارية، حيث لم يعد من الضروري الإفصاح عن رقم الهاتف لأي جهة.

ويعتبر الخبراء أن دعم الأسماء سيجعل واتساب أكثر توافقاً مع معايير الخصوصية الرقمية الحديثة، ويعيده إلى صدارة المنافسة مع تطبيقات المراسلة الأخرى التي سبقت في هذا المجال. 

كما سيمنح المستخدمين مرونة أكبر في التحكم بمن يمكنه التواصل معهم، مما يعزز الشعور بالأمان ويحد من المضايقات الرقمية.

في النهاية، يمثل إدخال أسماء المستخدمين خطوة طال انتظارها ستغير جذرياً أسلوب استخدام واتساب، وتجعل التطبيق أكثر احترافية وخصوصية، أما نظام الحجز المسبق، فيعطي المستخدمين الفرصة الذهبية لتأمين هويتهم الرقمية قبل الآخرين، تمهيداً لعصر جديد من التواصل الأكثر أماناً وسلاسة.