تسريبات تؤكد استمرار مشروع آبل.. Vision Pro 2 بمعالج M5 الثوري

بعد موجة من الشائعات التي تحدثت عن احتمال تخلي آبل عن طموحاتها في سوق الواقع المختلط، جاءت تسريبات جديدة لتؤكد العكس تمامًا، فوفقًا لتقارير تنظيمية وصناعية حديثة، تستعد الشركة الأميركية العملاقة لإطلاق نسخة محدثة من نظارتها الرائدة Vision Pro، مدعومة بأحدث معالجاتها الثورية M5، مما يشير إلى أن آبل لا تزال تراهن بقوة على مستقبل هذا القطاع التقني الناشئ.

وثائق تنظيمية

بدأت خيوط هذه المعلومات تتكشف مطلع أكتوبر 2025، عندما رصدت هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) مستندات تشير إلى أجهزة جديدة من آبل تحمل معالج M5، كان من بينها جهاز iPad Pro جديد مقاس 13 بوصة، وجهاز MacBook Pro محدث، بالإضافة إلى نموذج غير معلن بعد من نظارة Vision Pro. 

وقد أثار هذا الظهور المفاجئ موجة من التكهنات حول ما إذا كانت آبل تستعد فعلًا لإطلاق جيل ثانٍ من نظارتها بعد عام واحد فقط من طرح النسخة الأولى في الأسواق.

ووفقًا لمارك غورمان، الصحفي المعروف في شبكة “بلومبرغ”، فإن الملفات التنظيمية لا تتعلق بنموذج منخفض التكلفة كما كان متوقعًا في مشروع “Vision Air” الملغى، بل تشير إلى نسخة مطوّرة من Vision Pro الأصلية، ما يعزز الاعتقاد بأن آبل تعمل على تحسين التجربة بدلًا من تقليص التكلفة.

أداء متفوق

التحسين الأبرز في Vision Pro 2 سيكون من نصيب شريحة M5 الجديدة، والتي توصف داخل تقارير الشركة بأنها “قفزة في الأداء والكفاءة”، هذه الشريحة، وفقًا للمصادر، ستحل محل معالج M2 المستخدم في الجيل الأول، وستمنح الجهاز قدرات حوسبة أقوى، خاصة في مجال معالجة الرسوميات ودعم مهام الذكاء الاصطناعي.

ويُتوقع أن تترجم هذه القوة إلى تجربة أكثر واقعية في بيئات الواقع المعزز والمختلط، مع رسوميات غامرة وسلاسة أعلى في تشغيل التطبيقات ثلاثية الأبعاد. 

كما يُنتظر أن تعالج الشريحة الجديدة واحدة من أبرز نقاط الضعف التي واجهت المستخدمين في النسخة الأولى، وهي عمر البطارية القصير الذي لم يتجاوز ساعتين، إذ يُرجح أن تتيح كفاءة الطاقة في M5 فترة استخدام أطول تصل إلى ثلاث ساعات أو أكثر دون التضحية بالأداء.

جمهور مستهدف

على الرغم من أن آبل كانت قد ناقشت في مراحل سابقة تطوير نسخة “اقتصادية” تحمل اسم Vision Air بسعر يقل عن 2000 دولار، إلا أن المشروع أُلغي لأسباب تتعلق بالتكلفة والتعقيد التقني. 

ومن الواضح الآن أن الشركة تركّز على فئة المستخدمين المحترفين والمبدعين، وهم جمهورها الأساسي في هذا المجال، ممن يبحثون عن الأداء الفائق أكثر من السعر المنخفض.

ويرى المراقبون أن هذه الاستراتيجية تُظهر واقعية آبل في التعامل مع منتج لا يزال في مرحلة التبني المبكر، حيث ما زال الجمهور العام مترددًا تجاه أجهزة الواقع المختلط ذات الأسعار المرتفعة، لكن الشركة تراهن على أن تحسين الأداء والتقنيات المدمجة في Vision Pro 2 سيجعلانها أكثر جاذبية للمطورين والمؤسسات الإبداعية التي تستخدم النظارة في التصميم، والعرض، والتفاعل الافتراضي.

موعد الإطلاق

حتى الآن، لم تُعلن آبل رسميًا عن جدول زمني للإطلاق، لكن حصول الجهاز الجديد على موافقة هيئة الاتصالات الفيدرالية يعد مؤشرًا قويًا على أن الإطلاق قد يكون قريبًا، ربما في نهاية عام 2025 أو مطلع 2026. 

وتشير مصادر مقربة من سلسلة التوريد إلى أن مرحلة الإنتاج التجريبي قد بدأت بالفعل، مما يعزز احتمالية الكشف الرسمي خلال حدث آبل الأول من العام المقبل.

ورغم غياب التفاصيل الكاملة، تؤكد معظم التقارير أن Vision Pro 2 لن تأتي بتغيير جذري في التصميم الخارجي، بل ستركّز على ترقية داخلية متقدمة تضمن أداءً أفضل وتفاعلًا أكثر انسيابية مع البيئة الافتراضية، وهي الخطوة التي تراها آبل ضرورية لبناء جيل جديد من التجارب الرقمية الواقعية.

بهذا التوجه، تثبت الشركة أنها لا تزال متمسكة برؤيتها الطموحة في دمج العالمين الواقعي والرقمي، عبر منتج يواصل التطور ويؤكد أن مستقبل الواقع المختلط لم يُكتب بعد، وأن آبل عازمة على أن تكون في صدارته.