فيفو تبدأ ثورتها البرمجية العالمية مع إطلاق واجهة OriginOS 6 الجديدة

تستعد شركة فيفو لبدء مرحلة جديدة في تاريخ هواتفها الذكية عبر التخلي رسميًا عن واجهة FuntouchOS التي رافقتها لسنوات، وإطلاق واجهتها الجديدة OriginOS 6 عالميًا، بعد أن كانت مقتصرة على السوق الصيني منذ ظهورها الأول. 

هذه الخطوة تمثل تحوّلًا جذريًا في هوية تجربة الاستخدام التي تقدمها الشركة، وتؤكد رغبتها في توحيد نظامها البرمجي عالميًا، مع تصميم جديد كليًا يستند إلى أحدث إصدارات نظام أندرويد 16.

الإطلاق التجريبي

كشفت فيفو عن تفاصيل خطتها الزمنية لإطلاق الواجهة الجديدة، حيث أعلنت أن البرنامج التجريبي لواجهة OriginOS 6 سيتاح للتسجيل ابتداءً من الأسبوع الثاني من أكتوبر، على أن يتم إنشاء مجموعة مخصصة للمشاركين عبر منصة تيليجرام في الثالث عشر من الشهر ذاته. 

وسيبدأ توزيع النسخة التجريبية في 15 أكتوبر رسميًا، لتستمر مرحلة الاختبار حتى 6 نوفمبر، قبل أن تبدأ الشركة في طرح النسخة المستقرة تدريجيًا للمستخدمين حول العالم في وقت مبكر من شهر نوفمبر.

ويُذكر أن هذه الجداول الزمنية تستند أساسًا إلى خطة الإطلاق في الهند، غير أن مصادر مقربة من الشركة أكدت أن الجدول لن يختلف كثيرًا في بقية الأسواق، مما يعني أن مستخدمي فيفو في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا سيكونون على موعد قريب مع التجربة الجديدة. 

وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة توسعية تهدف إلى تعزيز التنافسية العالمية للعلامة الصينية التي باتت تحتل مراتب متقدمة في مبيعات الهواتف الذكية.

تصميم ثوري

تُعد OriginOS 6 خطوة تصميمية جريئة تبتعد كليًا عن الأسلوب التقليدي الذي ميّز FuntouchOS، فقد عملت فيفو على تطوير واجهة مستخدم أكثر عصرية وأناقة، تُركز على التفاصيل البصرية الدقيقة، والحركات الانسيابية، وتعدد مستويات التخصيص. 

ومن أبرز سمات التصميم الجديدة ما تسميه الشركة “الزجاج السائل” أو Liquid Glass، وهو نمط بصري يمنح عناصر الواجهة مظهرًا شفافًا ومتغيرًا تبعًا للإضاءة وزاوية الرؤية، مما يخلق تجربة تفاعلية نابضة بالحياة.

كما قدمت فيفو شاشة قفل مستوحاة من iOS ولكنها أكثر مرونة من حيث التخصيص، حيث تتيح للمستخدم تغيير عناصر الساعة، والاختصارات، وأنماط الإشعارات بشكل حر. 

كذلك، أدخلت الشركة تحسينات كبيرة على الرسوم المتحركة الديناميكية التي تُضفي على النظام إحساسًا بالحيوية، مع انتقالات ناعمة تجعل التنقل بين التطبيقات والقوائم أكثر سلاسة من أي وقت مضى.

كفاءة الأداء

من الناحية التقنية، ركّزت فيفو في واجهتها الجديدة على تحسين الكفاءة العامة للأداء، وهو المجال الذي كان محل انتقاد في الإصدارات السابقة، فبدلًا من التركيز على المظهر فقط، جاءت OriginOS 6 مزودة بآليات ذكية لإدارة الذاكرة والطاقة، ما يقلل من استهلاك البطارية بنسبة تتجاوز 15% مقارنة بواجهة FuntouchOS السابقة. 

كما حسّنت فيفو من تجربة تعدد المهام عبر السماح بتشغيل أكثر من تطبيق في الوقت ذاته دون تأخير أو بطء في الأداء.

ولم تغفل الشركة جانب الأمان والخصوصية، إذ أضافت أدوات متقدمة لمراقبة صلاحيات التطبيقات، والتحكم في الأنشطة الخلفية التي قد تستنزف موارد النظام دون علم المستخدم. 

إلى جانب ذلك، وفّرت الشركة نظامًا محسّنًا للإيماءات الذكية يسمح بالتنقل السريع عبر الإشارات والإيماءات بدلاً من الأزرار، ما يجعل تجربة الاستخدام أكثر سلاسة وتفاعلية.

آفاق مستقبلية

تؤكد خطوة فيفو نحو التخلي عن FuntouchOS عالميًا أن الشركة باتت مستعدة لتوحيد بنيتها البرمجية على مستوى العالم، وهي خطوة طال انتظارها من قبل المستخدمين الذين اشتكوا من تباين التجربة بين النسخ الصينية والعالمية. 

وبإطلاق OriginOS 6، تراهن فيفو على تقديم نظام يضاهي الواجهات المنافسة مثل One UI من سامسونج وMIUI من شاومي، خصوصًا أن تصميمها الجديد يقدم مزيجًا من الجمال، والكفاءة، والمرونة، مع واجهة مستخدم تلائم احتياجات مختلف الفئات العمرية.

ومع اقتراب موعد الإطلاق الرسمي في منتصف أكتوبر، تتجه الأنظار نحو ما إذا كانت فيفو ستنجح في إعادة تعريف هويتها البرمجية عالميًا، خصوصًا في ظل المنافسة المتزايدة من الشركات الصينية الأخرى التي تسعى بدورها إلى تقديم تجارب نظام فريدة، لكن ما هو مؤكد أن OriginOS 6 تمثل بداية فصل جديد في رحلة فيفو نحو العالمية، حيث التصميم الحديث يلتقي بالكفاءة الذكية لتقديم تجربة تكنولوجية متكاملة.