هيمنة جوجل كروم تبلغ ذروتها وسط أفول المنافسين التقليديين

جوجل كروم
ياسين عبد العزيز
منذ انطلاقه عام 2008، نجح جوجل كروم في ترسيخ مكانته كالبوابة الأوسع نحو الإنترنت، حتى بات المتصفح المفضل لمليارات المستخدمين حول العالم.
واليوم، وبعد أكثر من 15 عامًا من المنافسة المحتدمة في سوق المتصفحات، يبدو أن كروم قد وصل إلى قمة لا ينازعه فيها أحد، وسط تراجع واضح لمنافسيه التاريخيين مثل سفاري وفايرفوكس وإيدج.
هذا الصعود المتواصل لا يُترجم فقط في الأرقام، بل في النفوذ الذي باتت جوجل تمارسه على طريقة تصفحنا للويب وتفاعلنا معه.
أرقام غير مسبوقة
وفقًا لتقرير “StatCounter” الصادر عن شهر سبتمبر 2025، بلغت الحصة السوقية لمتصفح جوجل كروم 71.86%، وهو رقم قياسي جديد يعكس اتساع فجوة السيطرة بينه وبين أقرب منافسيه.
ويعود هذا النمو الواضح إلى تراجع نسبي في حصة متصفح سفاري الذي ظل لسنوات المنافس الوحيد القادر على إبقاء كروم بعيدًا عن احتكار كامل للسوق.
وبالنظر إلى المسار التاريخي، فقد انتزع كروم الصدارة لأول مرة في عام 2012 من متصفح إنترنت إكسبلورر، الذي كان حينها يواجه انهيارًا حادًا في شعبيته.

ومنذ ذلك الحين، واصلت جوجل تحسين متصفحها بسرعة مذهلة من حيث السرعة والأمان والتكامل مع خدماتها السحابية، مما جعله الخيار الافتراضي لمعظم المستخدمين حول العالم، سواء على الحواسيب أو الهواتف الذكية.
تفوق على الأجهزة المحمولة
يُعزى جزء من استمرار سفاري في المنافسة إلى هيمنته على أجهزة آبل المحمولة، حيث يحتفظ بحصة تبلغ نحو 20% على هواتف آيفون وما يقارب 30% على أجهزة آيباد.
هذا التفوق في سوق الأجهزة المحمولة يمنح آبل بعض الصمود أمام كروم، رغم أن الأخير يواصل التوسع السريع عبر نظام أندرويد، الذي يستحوذ بدوره على غالبية السوق العالمية للهواتف الذكية.
أما في سوق الأجهزة اللوحية، فتبدو المنافسة أكثر توازنًا، إذ تمتلك أجهزة أندرويد نحو 17% من السوق، لتبقى حصة كروم في هذا المجال دون النصف بقليل، ومع ذلك، يُتوقع أن تتغير هذه المعادلة تدريجيًا مع تكامل كروم المتزايد مع أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة من جوجل.
معاناة المنافسين
في المقابل، يعيش إيدج وفايرفوكس وأوبرا فترات صعبة للغاية، فالمتصفح التابع لمايكروسوفت، رغم محاولات الشركة المتكررة لفرضه على مستخدمي ويندوز 11، فشل في جذب اهتمام كافٍ.
وقد لجأت مايكروسوفت إلى أساليب وصفها المستخدمون بـ”اليائسة”، مثل عرض رسائل داخل المتصفح تحث المستخدمين على عدم تحميل كروم، لكن هذه المحاولات لم تثمر.
أما فايرفوكس، الذي كان في وقت من الأوقات رمزًا للحرية على الإنترنت، فقد تراجعت حصته إلى مستويات أحادية، بعد أن عجز عن مواكبة التطور السريع في الأداء والتكامل الذي يقدمه كروم.
وبالنسبة إلى أوبرا، فهي تحاول البقاء عبر تبني ميزات مبتكرة، لكنها لا تزال محدودة الانتشار خارج بعض الأسواق الآسيوية والأفريقية.
مستقبل المتصفحات
يبدو أن التهديد القادم لجوجل لن يأتي من متصفحات تقليدية، بل من جيل جديد من متصفحات الذكاء الاصطناعي التي بدأت تكتسب زخمًا، مثل Comet من Perplexity وOperator من OpenAI.
هذه المتصفحات تعتمد على تقنيات فهم اللغة وتوليد المحتوى لتقديم تجربة تصفح مختلفة تمامًا، حيث يصبح المستخدم قادرًا على التفاعل مع الويب بأسلوب حواري بدلاً من النقر والبحث التقليدي.
ولمواجهة هذا التحول، سارعت جوجل إلى دمج نظام Gemini للذكاء الاصطناعي داخل متصفح كروم، ليصبح أكثر من مجرد أداة للعرض، بل مساعدًا رقميًا قادرًا على تحليل الصفحات، وتلخيص المحتوى، وحتى تقديم اقتراحات فورية للمستخدمين.
وقد بدأت هذه الميزات في الظهور بالفعل للمستخدمين في الولايات المتحدة، تمهيدًا لتوسيعها عالميًا خلال الأشهر المقبلة.
اتهامات بالاحتكار
ورغم هذا النجاح المذهل، لا تزال جوجل تواجه اتهامات متكررة بممارسات احتكارية، خاصة بعد التحقيق الذي أجرته وزارة العدل الأمريكية مؤخرًا، فقد وُصفت الشركة بأنها تستخدم نفوذها في الإعلانات ومحركات البحث لتعزيز سيطرة كروم.
ومع ذلك، تجنبت الشركة عقوبات قاسية، إذ اكتفت المحكمة بإلزامها بمشاركة بعض بيانات البحث مع المنافسين، دون المساس مباشرةً بمكانة كروم في السوق.
في ضوء هذه التطورات، تبدو حرب المتصفحات وكأنها تقترب من نهايتها، حيث لم يعد هناك شك في أن كروم هو المتصفح المهيمن على المشهد الرقمي العالمي.
ومع ذلك، فإن ظهور المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد يفتح فصلًا جديدًا من المنافسة، يُعيد تعريف الطريقة التي نتصفح بها الإنترنت في السنوات المقبلة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً