مايكروسوفت تلغي مشروع لعبة مغامرات ضخمة كانت تنافس Uncharted مع إطلاق Xbox One

منذ مطلع العقد الماضي، كانت مايكروسوفت تخطط لإطلاق مشروع طموح يحمل ملامح المغامرة والأكشن على غرار سلسلة Uncharted الشهيرة التي أصبحت أحد أعمدة منصة PlayStation، إذ كانت الشركة تسعى إلى تقديم تجربة حصرية تضاهي نجاح مغامرات شخصية Nathan Drake التي حصدت إعجاب اللاعبين حول العالم، وحققت مبيعات تجاوزت 17 مليون نسخة بحلول عام 2012، وهو ما دفع عملاق البرمجيات الأمريكي إلى التفكير في منافسة مباشرة عبر مشروع ضخم موجه لجهاز Xbox One.

بداية المشروع

كشف صانع المحتوى Liam Robertson عبر قناة DidYouKnowGaming على يوتيوب أن مايكروسوفت كانت تعمل على لعبة تحمل الاسم الرمزي Project Ranger، وكان تطويرها من نصيب استوديوهات Black Tusk الكندية، التي أصبحت لاحقًا تُعرف باسم The Coalition، وهي الجهة التي تتولى اليوم تطوير سلسلة Gears of War.
وكانت الفكرة الأساسية للعبة تقوم على مزج روح الاستكشاف التي ميزت Uncharted بعناصر من أفلام الحركة مثل Mission: Impossible، حيث يؤدي اللاعب دور شخصية تدعى Cole، يؤديها الممثل Liam McIntyre، بينما شارك طلاب من كلية سافانا للفنون والتصميم في تطوير النماذج البصرية والعناصر الفنية الخاصة بالمشروع، وقد جرى عرض بعض هذه التصاميم خلال فعاليات معرض E3 2013.

صراعات التطوير

لكن المشروع الذي بدا واعدًا في بدايته اصطدم بسلسلة من العقبات، إذ نشبت خلافات واضحة بين استوديو التطوير وفريق إدارة مايكروسوفت حول الرؤية الفنية للعبة وطبيعة أسلوب اللعب، ما أدى إلى حالة من التوتر داخل الفريق وانقسام في التوجه الإبداعي.
وبحسب المصادر، كانت الشركة ترغب في إصدار اللعبة كعنوان إطلاق ضخم مع جهاز Xbox One لتكون منافسًا مباشرًا لعناوين سوني الحصرية، غير أن التعقيدات التقنية وضبابية الرؤية النهائية للمشروع دفعت الشركة إلى تجميده مؤقتًا قبل أن يُلغى نهائيًا لاحقًا.

مصير المشروع

بعد توقف العمل على Project Ranger، تم توجيه استوديو Black Tusk للعمل على تطوير أجزاء جديدة من سلسلة Gears of War بعد استحواذ مايكروسوفت على حقوقها، وهو القرار الذي وضع حدًا نهائيًا لطموحات اللعبة التي كان يُنتظر أن تكون أول مغامرة سينمائية ضخمة على منصة Xbox.
وكشف Liam Robertson في تقاريره أن بعض اللقطات المفاهيمية التي لم تُعرض للجمهور من قبل أظهرت تفاصيل دقيقة عن العالم الذي كانت تدور فيه أحداث اللعبة، بما في ذلك تصاميم المدن، والمركبات، والمهام السرية التي كانت تشكل جوهر التجربة.
ورغم حماس بعض اللاعبين لإمكانية عودة الفكرة في المستقبل، إلا أنه لا توجد أي مؤشرات رسمية على نية مايكروسوفت إحياء المشروع، إذ تم أرشفته بالكامل ضمن قائمة المشاريع الملغاة في تاريخ الشركة.

تجربة Project Ranger تبرز رغبة مايكروسوفت في تنويع مكتبة ألعابها خلال فترة تنافسها المباشر مع سوني في جيل Xbox One، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن حجم التحديات التي تواجهها الشركات عند محاولة خلق عنوان جديد بمستوى إنتاجي ضخم يجمع بين الطابع السينمائي ومتطلبات السوق التفاعلية.
وتشير بعض التحليلات إلى أن إلغاء المشروع ربما ساهم في تركيز الشركة على تطوير عناوينها القوية الحالية بدل المغامرة في مشاريع غير مضمونة النجاح، وهو قرار استراتيجي انعكس لاحقًا في سياستها تجاه ألعاب Game Pass وسلاسلها المعروفة.