الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025

02:43 م

tru

جهاز OpenAI الذكي يواجه اختبارات صعبة قبل إطلاقه المرتقب

OpenAI

OpenAI

A A

تواجه شركة OpenAI تحديات متزايدة في تطوير أول جهاز ذكاء اصطناعي يحمل توقيعها بالتعاون مع المصمم البريطاني الشهير جوني آيف، الرئيس السابق لقسم التصميم في شركة آبل، إذ يعمل الفريقان على مشروع سري منذ شهور بهدف إطلاقه خلال العام المقبل، ليكون أحد أبرز ابتكارات سوق التقنية العالمي، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

تعود بداية المشروع إلى مايو الماضي عندما استحوذت OpenAI على شركة “io” التابعة لآيف مقابل 6.5 مليارات دولار، في صفقة أثارت اهتمام الأوساط التقنية رغم غياب التفاصيل الدقيقة حول المنتج المنتظر، إلا أن المؤشرات الأولى كشفت أن الجهاز الجديد لن يعتمد على الشاشة بل على التقاط الإشارات الصوتية والبصرية من البيئة المحيطة، ما يعكس توجهًا جديدًا نحو الأجهزة التفاعلية التي تتواصل مع المستخدمين دون وسائط تقليدية.

تصميم متكامل

يعمل آيف وفريقه، الذين سبق أن صمموا منتجات ثورية مثل iMac وآيبود وآيفون، على تطوير الشكل الخارجي للجهاز الذي انتهى تصميمه تقريبًا، بينما يواصل مهندسو OpenAI العمل على نظام التشغيل والبنية البرمجية المعقدة اللازمة لتفعيل إمكانياته. 

ويُتوقع أن يكون الجهاز صغير الحجم، بحجم الهاتف الذكي تقريبًا، مع كاميرا وميكروفون ومكبر صوت مدمج، وربما بعدة عدسات لالتقاط تفاصيل دقيقة من البيئة المحيطة.

ورغم التقدم في التصميم، ما زالت التحديات التقنية قائمة، خاصة في ما يتعلق بتحديد شخصية المساعد الذكي، وضمان توازن بين الخصوصية والتفاعل، وتوفير موارد الحوسبة الكافية لتشغيل نماذج OpenAI على نطاق واسع، وهي أمور تحتاج إلى حلول دقيقة لضمان أداء مستقر وسريع.

عقبات تشغيلية

تشير مصادر قريبة من المشروع إلى أن محدودية قدرات الحوسبة تشكّل العقبة الأكبر أمام التقدم، خصوصًا أن شركات كبرى مثل أمازون وجوجل تمتلك بنى تحتية متطورة لتشغيل مساعداتها الذكية مثل أليكسا، بينما تواجه OpenAI صعوبة في إدارة القدرات التشغيلية المطلوبة حتى لتشغيل ChatGPT بكفاءة، وهو ما يؤخر تنفيذ المشروع.

وسيعمل الجهاز الجديد في وضع التشغيل الدائم، بحيث تجمع حسّاساته البيانات باستمرار بهدف تحسين الذاكرة الداخلية وتطوير استجابة المساعد الافتراضي مع مرور الوقت، وهو توجه يشير إلى رغبة الشركة في بناء تجربة تفاعلية تتعلم من المستخدمين وتتكيف مع عاداتهم اليومية.

رؤية جديدة

يرى المطلعون على المشروع أن الهدف الأساسي هو إنشاء “صديق حاسوبي ذكي” أكثر تطورًا من سيري وأليكسا، بحيث يجمع بين الفاعلية والهدوء في التفاعل، دون أن يتدخل في كل تفاصيل المستخدم، وهي نقطة جوهرية يسعى فريق آيف إلى تحقيقها عبر تصميم واجهة تواصل طبيعية وبسيطة.

وتأتي هذه الخطوة بينما أصبحت OpenAI الشركة الخاصة الأعلى قيمة في العالم بعد أن تجاوزت SpaceX، عقب صفقة رفعت قيمتها إلى نحو 500 مليار دولار، ما يعكس مكانتها المتزايدة في عالم التكنولوجيا الحديثة، وسعيها إلى تنويع منتجاتها لتشمل قطاع الأجهزة الذكية إلى جانب البرمجيات.

وتشهد سوق الأجهزة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي منافسة قوية، خاصة بعد فشل جهاز Humane AI Pin الذي شارك سام ألتمان نفسه في تمويله، إضافة إلى الانتقادات التي واجهتها أجهزة أخرى بسبب غرابة شخصيتها أو ضعف أدائها، ما يجعل نجاح جهاز OpenAI الجديد تحديًا حاسمًا في مسيرة الشركة.

وتواصل الشركة دعم مشروعها عبر توسيع فريقها المتخصص في الأجهزة، إذ ضمت أكثر من عشرين مهندسًا سابقًا في آبل وعددًا من الخبراء من ميتا، بالتعاون مع شركات تصنيع صينية مثل Luxshare لتجميع المكونات، مع احتمال تنفيذ مراحل التجميع النهائية خارج الصين لتفادي القيود التجارية وتوسيع سلاسل الإمداد.

ورغم العقبات التقنية والتشغيلية، يترقب العالم ما ستقدمه OpenAI في أول تجربة حقيقية لها في عالم الأجهزة الذكية، إذ يرى مراقبون أن نجاح المشروع سيعيد تعريف طريقة تفاعل الإنسان مع الذكاء الاصطناعي، ويفتح الباب أمام جيل جديد من الأجهزة التي تتعلم وتفكر وتتواصل بذكاء يتجاوز حدود التجربة الحالية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً