تسريبات تكشف تفاصيل Nokia 800 Tough الجديد بتغييرات محدودة

تعود علامة نوكيا من جديد إلى جذورها الكلاسيكية في عالم الهواتف المتينة، عبر تسريبات حديثة تشير إلى أن الشركة، بالتعاون مع HMD Global، تستعد لإطلاق جيل جديد من هاتفها الشهير Nokia 800 Tough، الذي عُرف قبل سنوات بأنه “الهاتف الأصلب في العالم”. 

ورغم مرور أكثر من ست سنوات على ظهور الإصدار الأول، يبدو أن الشركة تسعى لإحياء روح الهاتف القوي دون المساس بهويته المتينة التي كانت سبب شهرته الواسعة.

تحديثات طفيفة

وفقًا لتقرير مسرّب من مصدر موثوق في أخبار HMD، فإن الهاتف الجديد سيحمل تغييرات بسيطة مقارنة بالإصدار السابق الذي صدر عام 2019. 

وتتمثل أبرز التحديثات في اعتماد منفذ USB-C الحديث بدلاً من microUSB القديم، إلى جانب تشغيل الهاتف بنظام التشغيل KaiOS 3.1 الأحدث، وهو النظام الذي يدعم عدداً من تطبيقات الإنترنت الأساسية مثل واتساب ويوتيوب، مع تحسينات في الأداء والاتصال.

لكن اللافت أن الصور المسربة للهاتف تكشف عن تصميم مطابق تقريباً للنموذج الأصلي، إذ لا تزال نوكيا محافظة على الشكل الصلب ذي الزوايا السميكة والهيكل المقوّى، الذي يمنح المستخدم شعوراً بالثقة في أي بيئة، سواء في مواقع العمل القاسية أو الرحلات الخارجية. 

ويظهر في الجزء الخلفي من الجهاز وجود كاميرا وحيدة محاطة بفلاش LED وشبكة مكبر صوت في الجهة المقابلة، ما يعكس تمسك الشركة ببساطة التصميم على حساب المظهر العصري.

تصميم متين

رغم أن التغييرات تبدو محدودة، إلا أن فلسفة نوكيا في هذا الجهاز واضحة، إذ تركز على الأداء العملي أكثر من المظهر أو المواصفات التقنية. 

ومن المتوقع أن يحتفظ الهاتف الجديد بدرجة مقاومة الماء والغبار IP68، مع حصوله مجدداً على شهادة المتانة العسكرية MIL-STD-810G، التي تعني قدرته على تحمل السقوط والصدمات والظروف البيئية القاسية.

ومن المرجح أن يأتي الهاتف بمواد تصنيع مشابهة للإصدار السابق، مع طبقة خارجية مطاطية مقاومة للانزلاق والتلف، ما يجعله خياراً مفضلاً للعمال الميدانيين، والمسافرين، وحتى محبي المغامرات في الطبيعة. 

وبحسب التسريبات، فإن الهدف من الإصدار الجديد ليس تقديم هاتف ذكي بالمفهوم التقليدي، بل الحفاظ على فئة الهواتف العملية التي تعتمد على البساطة والمتانة.

مواصفات أساسية

أما من حيث العتاد، فيُتوقع أن يستمر الهاتف في تقديم تجربة استخدام متواضعة ومباشرة، إذ أشارت التسريبات إلى أن المواصفات قد لا تختلف كثيراً عن الجيل الأول الذي تضمن شاشة TFT بحجم 2.4 بوصة، ومعالج Snapdragon 205، وذاكرة RAM بسعة 512 ميجابايت، وكاميرا بدقة 2 ميجابكسل، وبطارية بسعة 2100 مللي أمبير، مع دعم لشبكات 4G وميزات مثل Wi-Fi وBluetooth 4.1 وGPS.

وإذا صحت هذه المعلومات، فإن الهاتف الجديد سيكون بمثابة تحديث تقني بسيط يعيد الحيوية إلى خط إنتاج نوكيا المخصص للهواتف الصلبة، دون تغييرات جذرية. 

ومع أن الجهاز قد يبدو متواضعاً مقارنة بهواتف اليوم الذكية، إلا أن قيمته تكمن في متانته وقدرته على الصمود، وهو ما لا توفره معظم الهواتف الحديثة.

عودة متوقعة

حتى الآن، لم تفصح نوكيا أو HMD Global رسميًا عن موعد الإطلاق أو السعر المتوقع، لكن المحللين يرجحون أن يتم طرح الهاتف الجديد بسعر يقارب 110 يورو، وهو نفس السعر الذي انطلق به الإصدار الأصلي عام 2019. 

ويبدو أن الشركة تراهن على استعادة ثقة المستخدمين القدامى الذين يفضلون الهواتف البسيطة والعملية، خصوصاً في الأسواق النامية والمناطق الريفية التي ما زال فيها الطلب على هذا النوع من الأجهزة قائماً.

عودة Nokia 800 Tough بهذا الشكل تُعيد إلى الأذهان الأيام الذهبية للهواتف الصلبة التي لا تنكسر بسهولة، وتؤكد أن نوكيا لا تزال تؤمن بأن القوة والاعتمادية قد تكونان أهم من الرفاهية الرقمية. 

وبينما ينتظر المستخدمون التفاصيل الرسمية، تبدو ملامح الهاتف الجديد وكأنها تذكير قوي بأن “الصلابة لا تموت”، بل تعود بحلة مألوفة وأكثر نضجًا.