سناب شات يفاجئ المستخدمين بإنهاء التخزين المجاني وبدء الخطط المدفوعة عالميًا

أعلنت شركة "سناب شات" عن تغيير جذري في سياسة تخزين الذكريات داخل التطبيق، لتطوي بذلك صفحة عقد كامل من الخدمة المجانية غير المحدودة التي كانت تتيح للمستخدمين الاحتفاظ بصورهم ومقاطع الفيديو دون أي قيود. 

القرار الجديد، الذي بدأ تطبيقه رسميًا مطلع أكتوبر 2025، يمثل تحوّلًا استراتيجيًا في نموذج عمل الشركة، ويضع التطبيق في منافسة مباشرة مع عمالقة التخزين السحابي مثل Google Cloud وApple iCloud.

بداية جديدة

بموجب السياسة الجديدة، سيحصل المستخدمون على مساحة مجانية محدودة لا تتجاوز 5 جيجابايت فقط لحفظ ذكرياتهم داخل التطبيق، وبعد استنفادها سيُطلب منهم الاشتراك في إحدى الباقات المدفوعة لمواصلة الاحتفاظ بالمحتوى. 

وتبدأ أولى هذه الخطط بسعة 100 جيجابايت مقابل 1.99 دولار شهريًا، أي نحو 98 جنيهًا مصريًا، بينما تأتي الخطة الثانية بسعة 256 جيجابايت مقابل 3.99 دولار، أي ما يقارب 196 جنيهًا مصريًا، في حين لم تكشف الشركة بعد عن السعر النهائي لخطة التخزين الأكبر التي تصل سعتها إلى 5 تيرابايت، والموجهة أساسًا للمستخدمين المحترفين ومنشئي المحتوى.

وقالت الشركة في بيانها الرسمي إن المستخدمين الذين لن يشتركوا في أي من الخطط الجديدة سيُمنحون فترة انتقالية تمتد إلى 12 شهرًا للاحتفاظ بذكرياتهم القديمة قبل أن يتم حذفها نهائيًا من تبويب “Memories”، داعية الجميع إلى تحميل محتواهم على أجهزتهم الشخصية أو حفظه في خدمات سحابية أخرى لتفادي فقدانه.

موجة غضب

هذا التحول المفاجئ أشعل موجة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد كبير من المستخدمين عن استيائهم من فرض رسوم على ميزة طالما اعتُبرت جزءًا أساسيًا من هوية سناب شات، فالكثيرون يحتفظون عبر التطبيق بذكريات تمتد لسنوات، تضم لحظات شخصية وعائلية ومقاطع من حياتهم اليومية، ما جعلهم يشعرون بأن الشركة تتخلى عن أحد أهم جوانبها الإنسانية مقابل العائد المالي.

لكن “سناب” بررت القرار بقولها إن الانتقال من مجانية التخزين إلى نموذج مدفوع خطوة ضرورية للحفاظ على استدامة الخدمة وتحسين تجربة المستخدم، مضيفة أن “القيمة التي يقدمها تبويب Memories من حيث الأمان وسهولة الوصول والاحتفاظ بالذكريات تستحق التكلفة الرمزية التي تم تحديدها”. كما أكدت أن الإيرادات المتوقعة من هذه الخطط ستُستخدم لتوسيع قدرات الخوادم وتحسين الأمان وحماية البيانات.

توسع تقني

ورغم الانتقادات، لم يخلُ الإعلان من جوانب إيجابية تعكس تطلعات الشركة المستقبلية نحو التكامل التقني، فقد كشفت “سناب” بالتوازي عن إطلاق تطبيق جديد مخصص لساعات “Apple Watch”، يتيح للمستخدمين الاطلاع على الرسائل الواردة والرد عليها مباشرة من الساعة، دون الحاجة إلى استخدام الهاتف، ما يعزز من تجربة التواصل اللحظي التي طالما ميّزت المنصة. 

التطبيق الجديد يعكس سعي الشركة لتوسيع وجودها عبر الأجهزة القابلة للارتداء ومنافسة تطبيقات المراسلة الفورية التي تهيمن على السوق.

من جهة أخرى، يرى محللون أن هذه الخطوة تُعدّ اختبارًا حقيقيًا لمدى ارتباط المستخدمين بخدمة “الذكريات”، وأن الشركة تراهن على ولاء قاعدة مستخدميها الذين يزيد عددهم عن 400 مليون مستخدم نشط شهريًا. 

كما يتوقع أن تواجه “سناب شات” تحديات في إقناع المستخدمين بجدوى الدفع مقابل مساحة تخزين رقمية في ظل وجود بدائل مجانية أو أرخص.

في النهاية، يبدو أن سناب شات تخوض مرحلة جديدة من التحول التجاري، تجمع بين تعزيز الإيرادات وتطوير التقنيات الجديدة، لكنها في المقابل تضع علاقتها بالمستخدمين أمام اختبار الثقة والولاء، فبين من يرى القرار خطوة ضرورية للنمو، ومن يعتبره بداية لتراجع جاذبية المنصة، يبقى المستقبل مرهونًا بمدى نجاح الشركة في تحقيق التوازن بين الربح والحفاظ على روحها الأصلية القائمة على spontaneity واللحظة العابرة.