براتب يصل إلى 100 دولار في الساعة.. مبادرة غير مسبوقة من شركة إيلون ماسك لتعليم الذكاء الاصطناعي فنون الألعاب

أعلنت شركة xAI التابعة له عن إطلاق برنامج توظيف مبتكر يهدف إلى استقطاب “مدربي ألعاب الفيديو”، وهي وظيفة فريدة من نوعها تُمنح للخبراء القادرين على تعليم روبوت المحادثة الشهير Grok كيفية تصميم ألعاب تفاعلية تجمع بين القصة والخيال والإبداع التقني. 

وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية الشركة لتطوير الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي القادر على الابتكار الفني، وليس فقط المعالجة اللغوية.

تدريب الألعاب

تسعى xAI من خلال هذه المبادرة إلى تحويل Grok من مجرد روبوت دردشة ذكي إلى نظام قادر على ابتكار ألعاب رقمية متكاملة تجمع بين السرد القصصي، وآليات اللعب التفاعلية، وتجربة المستخدم الممتعة. 

وسيعمل المدربون المختارون على تصنيف البيانات وتقديم ملاحظات تفصيلية حول تصاميم الألعاب ومحتواها البصري والسردي، كما سيشاركون في عملية تدريب Grok على فهم أنماط اللعب واستيعاب التوازن بين المتعة والتحدي. 

ووفقًا لما كشفت عنه الشركة، فإن هذه الوظائف ستكون مفتوحة أمام المبدعين القادرين على المزج بين التقنية والفن، في تجربة تعد الأولى من نوعها في مجال الذكاء الاصطناعي الإبداعي.

مهام المدربين

سيتمكن المدربون من استخدام أدوات رقمية خاصة طورتها الشركة لتقييم مشاريع Grok وتقديم تحليلات دقيقة حول عناصر القصة وبناء الشخصيات والتفاعل البصري، كما سيعملون جنبًا إلى جنب مع مهندسي الذكاء الاصطناعي لتحسين أدوات التعلم الآلي الخاصة بالنظام، وضمان أن تكون الألعاب الناتجة أقرب إلى الإبداع البشري من كونها مجرد محاكاة رقمية. 

وتؤكد xAI أن الهدف النهائي من البرنامج هو تمكين Grok من إنتاج محتوى ترفيهي متكامل يستطيع أن ينافس أعمال الاستوديوهات البشرية الكبرى في المستقبل.

شروط القبول

حددت الشركة مجموعة من المؤهلات الواجب توفرها في المتقدمين، من بينها الحصول على شهادة جامعية في مجالات تصميم الألعاب أو علوم الحاسب، إلى جانب خبرة عملية في تطوير الألعاب أو اختبارها. 

كما يفضل أن يمتلك المتقدمون محفظة مشاريع سابقة توضح قدراتهم الفنية، وخبرة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب أو العمل في فرق إبداعية مستقلة. 

وتعتبر الشغف الشخصي بعالم الألعاب وسيلة إضافية ترفع من حظوظ المتقدمين في الحصول على الوظيفة، إذ ترى xAI أن الإبداع لا يُكتسب بالتقنية فقط بل بالخيال أيضًا.

طبيعة العمل

يقع المقر الرئيسي للوظائف الجديدة في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، حيث يُطلب من الموظفين الحضور إلى المكتب لمدة خمسة أيام أسبوعيًا، غير أن الشركة تتيح خيار العمل عن بُعد وفق شروط محددة. 

ويجب على الراغبين في العمل عن بُعد امتلاك أجهزة حاسب حديثة تعمل بنظام macOS 11 أو Windows 10 على الأقل، بالإضافة إلى هاتف ذكي موثوق، فيما لن يتم قبول الطلبات الواردة من ولايتي وايومنغ وإلينوي بسبب قيود تنظيمية محلية.

رواتب ومزايا

تبدأ الأجور من 45 دولارًا أمريكيًا في الساعة وتصل حتى 100 دولار بحسب الخبرة والكفاءة، مع إمكانية الحصول على تأمين طبي شامل للوظائف بدوام كامل، بينما لا تشمل الوظائف الجزئية مزايا إضافية. 

وتوضح الشركة أن الهدف من طرح هذا النوع من الوظائف ليس مجرد تدريب النظام على إنشاء الألعاب، بل بناء نموذج جديد من التفاعل بين الإنسان والآلة، يقوم على التعاون الإبداعي والتعلم المشترك.

بهذه المبادرة الجريئة، يواصل إيلون ماسك إثارة الجدل وتحدي المفاهيم التقليدية حول حدود الذكاء الاصطناعي، في وقت تتجه فيه الشركات التقنية الكبرى إلى دمج الابتكار الإبداعي في صميم منتجاتها المستقبلية، مما يجعل وظيفة “مدرب الألعاب” واحدة من أكثر المهن غرابة وإلهامًا في عصر التكنولوجيا الحديثة.