الخميس، 16 أكتوبر 2025

01:10 ص

tru

آبل تُحوّل إكسسوارًا بسيطًا إلى ظاهرة عالمية في مبيعات آيفون 17

Crossbody Strap

Crossbody Strap

ياسين عبد العزيز

A A

يبدو أن شركة آبل ما زالت تُثبت قدرتها على تحويل أبسط المنتجات إلى موجات من الهوس الاستهلاكي، فبعد أسابيع قليلة من إطلاق سلسلة هواتف آيفون 17، تصدّر حزام الكتف الجديد المعروف باسم كروس بودي ستراب (Crossbody Strap) قوائم المبيعات، محققًا أرقامًا غير متوقعة رغم الجدل الذي أثير حوله، والسخرية التي لاحقت تصميمه وسعره المرتفع. 

وبرغم الانتقادات، فإن مؤشرات المبيعات تؤكد أن الإقبال الجماهيري تجاوز كل التوقعات، إذ تشير التقارير إلى أن بعض ألوان الحزام تشهد تأخيرات في الشحن تمتد لأكثر من شهر كامل.

الإقبال المفاجئ

تُظهر البيانات أن الحزام الجديد، المتوفر بعشرة ألوان متنوعة، يشهد نفادًا شبه تام في مخزونه، حيث لا تزال ثلاثة ألوان فقط — الأسود، والرمادي الفاتح، والجملي (Tan) — متاحة للشحن خلال أيام معدودة، بينما تمتد مواعيد تسليم بقية الألوان إلى أواخر أكتوبر وربما أوائل نوفمبر، وفقًا لما ذكره موقع “PhoneArena” المتخصص في شؤون التكنولوجيا، هذا الإقبال الكبير دفع بعض المحللين إلى اعتبار أن "آبل" نجحت مرة أخرى في خلق طلب غير مسبوق على منتج ثانوي، مستفيدةً من قوة علامتها التجارية وإتقانها لفنّ التسويق.

ويرى مراقبون أن هذه الأزمة في التوريد تعود إما إلى زيادة الطلب بشكل يفوق التوقعات، أو إلى أن الشركة طرحت كميات محدودة من الحزام ضمن الدفعة الأولى كخطوة تسويقية محسوبة، هذه الاستراتيجية ليست جديدة على "آبل"، التي اعتادت استخدام فكرة “الندرة المصطنعة” لتعزيز رغبة الشراء وخلق شعور بالتميز لدى العملاء.

موضة الأحزمة

ولم تقتصر الفكرة على شركة آبل وحدها، إذ سارعت "جوجل" مؤخرًا إلى الإعلان عن منتج مشابه يُعرف باسم Rope Wristlet والمخصص لهواتف بيكسل 10، والذي يمكن استخدامه مع أي هاتف مزوّد بمنفذ USB-C وغلاف حماية متوافق، غير أن الفارق بين المنتجين كبير من حيث السعر، فبينما يُباع حزام "جوجل" بنحو 7 دولارات فقط، يصل سعر حزام "آبل" إلى 59 دولارًا، وهو ما أثار موجة من الجدل بين المستخدمين حول “الفارق الحقيقي” الذي يُبرر هذا السعر.

ورغم هذه المقارنة، يرى محللون أن سعر "آبل" المرتفع ليس عائقًا، بل هو جزء من استراتيجية الشركة في تسويق الرفاهية، إذ يرتبط اقتناء منتجاتها بمكانة اجتماعية أكثر من كونها مسألة استخدام وظيفي. 

ومن اللافت أن هذا النوع من الإكسسوارات شائع منذ سنوات في الأسواق الآسيوية والأوروبية، لكنه لم يكن يحظى باهتمام كبير في السوق الأمريكية حتى ظهور نسخة آبل الفاخرة.

نجاح تجاري

ويبدو أن المستخدمين وجدوا في حزام آبل الجديد حلًا عمليًا لحمل الهاتف أثناء التنقل أو السفر، خصوصًا مع تزايد الاعتماد على الهواتف في التصوير والدفع الإلكتروني وتصفح الإنترنت، فالحزام يتيح تثبيت الهاتف بشكل مريح وآمن، ما يجعله خيارًا مثاليًا للمستخدمين النشطين أو المسافرين بشكل متكرر.

ومن جهة أخرى، يرى خبراء أن هذا النجاح يؤكد قدرة "آبل" على تحقيق أرباح ضخمة من ملحقات بسيطة، إذ أصبحت هذه الإكسسوارات تُشكل جزءًا مهمًا من عائدات الشركة، إلى جانب الهواتف والساعات والسماعات. 

ومع ارتفاع الطلب على الحزام الجديد، تتوقع بعض التقارير أن تتجاوز مبيعاته حاجز الملايين خلال الأسابيع المقبلة، ما يجعله أحد أنجح الإكسسوارات في تاريخ آيفون.

وفي النهاية، يبدو أن “كروس بودي ستراب” لم يعد مجرد قطعة جلدية لحمل الهاتف، بل أصبح رمزًا جديدًا للموضة الرقمية التي تدمج بين الأناقة والتكنولوجيا، لتؤكد “آبل” مجددًا قدرتها على صناعة الاتجاهات وليس مجرد اتباعها.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً