موتورولا تسبق الكبار بإطلاق تحديث أندرويد 16 لهواتفها الرائدة

استطاعت شركة موتورولا أن تسبق عمالقة صناعة الهواتف الذكية مثل فيفو وأوبو وشاومي، بإطلاقها تحديث أندرويد 16 لهواتفها قبل أي من منافسيها، في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في نهج الشركة تجاه دعم البرمجيات وتوفير التحديثات بشكل أسرع وأكثر انتظامًا، بعد سنوات من الانتقادات حول بطء اعتمادها لأنظمة التشغيل الجديدة.

بداية قوية

بدأت موتورولا أولى مراحل التحديث في الشهر الماضي بهاتفي Edge 60 Pro وEdge 50 Fusion، حيث تلقى المستخدمون التحديث المستقر في عدد من الأسواق العالمية. 

ومع نجاح التجربة الأولى، أعلنت الشركة هذا الأسبوع عن توسيع نطاق الإتاحة ليشمل طرازات جديدة من بينها Edge 60 Fusion وMoto G (2025)، لتؤكد بذلك التزامها بتحديث قاعدة أجهزتها الحديثة تدريجيًا، في وقت لا تزال فيه شركات أخرى تكتفي بالإصدارات التجريبية فقط.

يأتي هذا التحديث برقم إصدار W1VC36H.14-10-1 لهاتف Edge 60 Fusion، ويبلغ حجمه حوالي 1.5 جيجابايت، بينما يحصل مستخدمو Moto G (2025) على تحديث برقم W1VK36H.9-12 بحجم 1.44 جيجابايت. 

وتشير الشركة إلى أن عملية الإطلاق تتم على مراحل لضمان استقرار الأداء، على أن تصل إلى مزيد من المناطق خلال الأسابيع القادمة، ويمكن للمستخدمين التحقق من توفر التحديث عبر قائمة الإعدادات، من خلال المسار: الإعدادات > النظام > خيارات متقدمة > تحديثات النظام > التحقق من التحديثات.

مزايا جديدة

يحمل أندرويد 16 لمستخدمي هواتف موتورولا تجربة أكثر سلاسة وانسيابية من أي وقت مضى، إذ أعادت الشركة تصميم الواجهة لتصبح أكثر تعبيرًا ووضوحًا في التفاعل اليومي، مع تحسينات ملموسة في استجابة النظام وسرعة التنقل بين التطبيقات. 

كما تم تعزيز الحماية بشكل شامل، حيث بات النظام قادرًا على رصد التطبيقات المشبوهة في الخلفية ومنعها من الوصول إلى بيانات المستخدم دون إذنه، وهو ما يعكس التزام موتورولا بتطبيق أعلى معايير الأمان في برمجياتها.

ومن أبرز ما يقدمه التحديث أيضًا تحسين الشفافية في الأنشطة الخلفية للتطبيقات، ما يمنح المستخدم رؤية أوضح حول استهلاك الموارد، إلى جانب تحسين التوافق مع أجهزة الصوت منخفضة الطاقة (LE Audio)، ما يسهم في تقديم تجربة صوتية أكثر نقاءً مع استهلاك طاقة أقل، وهو ما يعد إضافة مهمة لعشاق الموسيقى ومستخدمي السماعات اللاسلكية.

تحسينات ذكية

أحد التغييرات اللافتة في التحديث الجديد هو نقل أوضاع "عدم الإزعاج" و"وقت النوم" و"القيادة" إلى قسم موحد داخل الإعدادات يُعرف باسم “الأوضاع”، ما يسهل على المستخدم تخصيص تجربة الاستخدام بما يتناسب مع نمط حياته اليومي. 

كما أصبح بالإمكان إنشاء أوضاع جديدة مخصصة وفق احتياجات كل مستخدم، وهو ما يعزز من طابع النظام الشخصي والمرن في آن واحد.

من المزايا العملية أيضًا، إمكانية الاتصال بشبكات Wi-Fi أو نقاط الاتصال بضغطة واحدة فقط، دون الحاجة لإدخال كلمة المرور يدويًا، بشرط أن يكون كلا الجهازين مرتبطين بنفس حساب جوجل. 

وتعد هذه الخاصية من أكثر الإضافات المفيدة التي تقدمها جوجل في نظامها الجديد، خاصة لأولئك الذين يستخدمون أكثر من جهاز في وقت واحد.

ولم تغفل موتورولا ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث دمجت تحسينات مخصصة للأشخاص الذين يستخدمون أجهزة السمع منخفضة الطاقة، مما يسمح لهم بالتحكم في مصدر الصوت أثناء المكالمات، سواء عبر ميكروفون الهاتف أو جهاز السمع ذاته، مع إمكانية ضبط الصوت المحيط لتقليل الضوضاء وتعزيز وضوح الكلام، وهي خطوة تؤكد اهتمام الشركة بجعل تجربة هواتفها أكثر شمولًا وإنسانية.

بهذا الإنجاز، تثبت موتورولا أن المنافسة في عالم الهواتف الذكية لم تعد حكرًا على العلامات الكبرى، وأن التفوق يمكن أن يأتي من الالتزام بالتحديث السريع وتقديم تجربة مستقرة للمستخدم، وهو ما يعيدها بقوة إلى دائرة الضوء في سوق يزداد تنافسًا عامًا بعد عام.