ابتكار ثلاثي من سامسونج يعيد تعريف مفهوم بطاريات الهواتف الذكية

كشفت سامسونج للإلكترونيات عن ابتكار تقني غير مسبوق يهدف إلى رفع كفاءة الطاقة في الهواتف الذكية، من خلال تصميم جديد يعتمد على ثلاث بطاريات داخل هاتف واحد، وهو ابتكار سيظهر للمرة الأولى في هاتفها القادم القابل للطي ثلاثيا، الذي يحمل الاسم المتوقع "جالكسي زي تري فولد"، لتفتح الشركة بذلك فصلا جديدا في عالم الأجهزة المحمولة متعددة الطيات.

تصميم ثلاثي

وفق مستند براءة اختراع نشر عبر قاعدة بيانات KIPRIS الكورية، يتضح أن الهاتف الجديد سيضم ثلاث خلايا طاقة موزعة بعناية داخل هيكل الجهاز القابل للطي، حيث تحتوي كل طبقة من طبقات الهاتف الثلاث على بطارية مستقلة تعمل بتناغم لتوفير قدرة تشغيل طويلة دون زيادة السمك أو الوزن بشكل ملحوظ، وهي خطوة تعكس استراتيجية سامسونج في استغلال المساحة الداخلية بذكاء لتلبية احتياجات الأداء العالي.

توضح الرسومات المرفقة أن البطارية الأصغر (T1) ستثبت في الجزء المخصص للكاميرات الخلفية، بينما تحتوي الجهة المقابلة التي تضم الشاشة الخارجية على البطارية الثانية (T3) متوسطة الحجم، أما الخلية الأكبر (T2) فستكون في منتصف الجهاز لتشكل مركز التوازن الكهربائي والحراري عند الاستخدام، مما يعزز توزيع الطاقة ويقلل من استهلاك الشحن السريع.

أداء متطور

لم تكشف سامسونج حتى الآن عن السعة الإجمالية للبطاريات أو سرعة الشحن، لكن التسريبات تشير إلى تحسن واضح مقارنة بهاتف Galaxy Z Fold7، الذي جاء ببطارية سعتها 4400 ميلي أمبير فقط ودعم محدود للشحن السلكي بقوة 25 واط، وهو ما تسعى الشركة لتجاوزه عبر النظام الثلاثي الجديد الذي قد يمنح المستخدم وقت تشغيل أطول وشحنا أكثر استقرارا.

ويرى محللون أن اعتماد ثلاث بطاريات في هاتف واحد يمثل تحولا في فلسفة تصميم الهواتف القابلة للطي، إذ يسمح بتوزيع الحمل الكهربائي على أكثر من خلية، مما يقلل من الحرارة الناتجة أثناء الشحن، ويزيد من عمر البطاريات بفضل العمل المتناوب بينها، وهو نهج مشابه لتقنيات إدارة الطاقة في السيارات الكهربائية الحديثة.

إطلاق مرتقب

تخطط سامسونج لإطلاق هاتفها الثلاثي القابل للطي قبل نهاية عام 2025، دون تحديد موعد رسمي حتى الآن، فيما تؤكد تسريبات داخلية أن الحدث قد يكون في أواخر أكتوبر، بالتزامن مع إعلان الشركة عن أول نظارة XR تعمل بنظام أندرويد تحت الاسم الرمزي Project Moohan، والتي يُتوقع فتح التسجيل المسبق لها في كوريا الجنوبية بين 15 و21 أكتوبر، على أن تُطرح رسميا في 22 من الشهر ذاته.

ورغم أن التقارير الأولى أشارت إلى أن هاتف Galaxy Z TriFold سيكون حصريا في كوريا الجنوبية والصين، إلا أن مصادر لاحقة أوضحت أن الشركة تفكر في طرحه أيضا في الولايات المتحدة ودول أخرى، استجابة لاهتمام المستخدمين العالميين بتقنيات الطي المتعددة التي تقدمها سامسونج منذ سنوات.

ومن المنتظر أن يشكل الهاتف الجديد قفزة في التصميم والأداء، إذ سيجمع بين الشاشة المرنة ثلاثية الطي والتوزيع الذكي للطاقة، ليقدم تجربة استخدام أكثر استقرارا وسلاسة، فيما تعكس هذه الخطوة التزام سامسونج بتعزيز ريادتها في سوق الأجهزة الذكية عبر حلول هندسية توازن بين القوة والكفاءة.

بهذا الابتكار، تؤكد سامسونج أن مستقبل الهواتف الذكية لا يعتمد فقط على زيادة قدرات المعالجة أو تحسين الشاشات، بل على إعادة التفكير في أساسيات الطاقة نفسها، وهو ما قد يدفع الشركات المنافسة إلى تبني مفاهيم مشابهة في أجهزتها القادمة.