نظارة Galaxy XR تكشف تحالف سامسونج وكوالكوم لإعادة تعريف الواقع

لم تعد نظارة الواقع المختلط من سامسونج مجرد مشروع تجريبي خلف الأبواب المغلقة، إذ بدأت ملامحها تتضح بوضوح بعد أن تم تسريب صورها الرسمية ومواصفاتها الكاملة عبر تقرير جديد لموقع AndroidHeadlines. 

التسريب جاء ليكشف عن خطوة كبيرة من سامسونج نحو دخول عالم الواقع المختلط بقوة، تحت اسم Galaxy XR، في تعاون مباشر مع كوالكوم وجوجل لتطوير جهاز يُنتظر أن ينافس أقوى ما قدمته آبل في هذا المجال.

تصميم مستوحى

من النظرة الأولى، تبدو Galaxy XR كتحفة هندسية تجمع بين الأناقة والابتكار، إذ استوحت سامسونج تصميمها بشكل واضح من Apple Vision Pro، مع إضافة بصمتها الخاصة من حيث المواد والخفة. 

تحمل النظارة الاسم الرمزي Project Moohan داخل الشركة، وتأتي بقطعة أمامية تعرف باسم Light Shield توفر إحكامًا مريحًا على الوجه وتحجب الإضاءة الخارجية، بينما تعمل البطارية الخارجية كوحدة طاقة مستقلة تُربط عبر كابل خفيف، في تصميم مشابه تمامًا لنظارة آبل.

الهيكل الخارجي يبدو مصقولًا بخامات فاخرة، والزجاج الأمامي الشفاف يخفي خلفه نظامًا معقدًا من الكاميرات والمستشعرات، تمنح المستخدم تجربة واقعية تنسجم بسلاسة بين العالمين الحقيقي والافتراضي، وهو ما يجعل التصميم أقرب إلى مزيج بين التقنية العالية والأناقة العصرية التي اعتادت سامسونج تقديمها.

الكاميرات والمستشعرات

تتميز Galaxy XR بعدد هائل من الكاميرات وأجهزة الاستشعار، حيث يحتوي الجزء الأمامي على أربعة مستشعرات مخصصة لتتبع حركة اليدين بدقة متناهية، إضافة إلى مستشعرين أسفل منطقة الأنف لمراقبة نطاق الرؤية السفلي. 

أما الجزء العلوي فيضم مستشعر قرب مخصص لقياس المسافات والتفاعل مع البيئة المحيطة، بما في ذلك الجدران والأسطح.

في الداخل، زودت سامسونج النظارة بكاميرتين قرب كل عدسة، تعملان بالأشعة تحت الحمراء لتتبع حركة العينين في الوقت الفعلي. 

ويُعتقد أن النظارة تعتمد على تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة لتحليل اتجاه النظر، ما يتيح للمستخدم التفاعل مع العناصر الافتراضية بمجرد النظر إليها دون الحاجة لاستخدام اليدين.

أداء متطور

تعتمد Galaxy XR على شاشات micro-LED فائقة الوضوح بدقة 4K لكل عين، ما يعني أن إجمالي عدد البكسلات في العرض الواحد يتجاوز 29 مليون بكسل، مع كثافة تصل إلى 4032 بكسل في البوصة الواحدة، هذا المستوى من الدقة يضع النظارة في فئة النخبة من حيث جودة الصورة والعمق اللوني والتباين، مما يجعل المشاهد تبدو نابضة بالحياة إلى حد مذهل.

من الناحية التقنية، تعمل النظارة بمعالج Qualcomm Snapdragon XR2+ Gen 2، وهو أحدث معالجات الواقع المختلط المصممة خصيصًا لهذا النوع من الأجهزة، وقد تم تطوير هذا المعالج ضمن شراكة تجمع سامسونج وكوالكوم وجوجل، لتقديم أداء متكامل يوازن بين القوة وكفاءة استهلاك الطاقة.

الصوت والتحكم

لم تهمل سامسونج الجانب الصوتي في تجربتها الجديدة، إذ زودت النظارة بعدة ميكروفونات عالية الحساسية قادرة على عزل الضوضاء المحيطة وتحسين وضوح صوت المستخدم أثناء المكالمات أو جلسات اللعب، كما يتضمن حزام الرأس مكبرات صوت مدمجة تقدم صوتًا محيطيًا واقعيًا دون الحاجة إلى سماعات أذن إضافية.

تتيح النظارة أيضًا نظام تحكم ذكي يعتمد على لوحة لمس جانبية يمكن من خلالها التنقل بين القوائم أو إعادة تمركز المحتوى داخل المشهد الافتراضي بضغطة مطولة، مع إمكانية التبديل السريع بين وضعي الواقع الافتراضي والعالم الحقيقي بمجرد نقرتين، في تجربة تفاعلية سلسة ومباشرة.

واجهة مألوفة

تعمل واجهة الاستخدام على فلسفة شبيهة بما هو موجود في هواتف Galaxy، حيث تدعم النظارة متجر Google Play بشكل كامل، ما يعني إمكانية تشغيل تطبيقات وألعاب الواقع الممتد بسهولة. 

كما ستدعم النظارة وحدات تحكم خارجية بتقنية 6DoF، أي “ست درجات حرية”، مع عصا تحكم واستجابة لمسية تتيح تجربة أكثر دقة في الحركة والتفاعل.

تضم النظارة أيضًا زرًا علويًا للوصول إلى الواجهة الرئيسية، وزر تحكم بالصوت على اليسار، إضافة إلى فتحات تهوية سفلية لتبريد المكونات الداخلية، وهي لمسة تقنية دقيقة تضمن أداءً ثابتًا في جلسات الاستخدام الطويلة.

عمر بطارية

أما عن البطارية، فتشير التسريبات إلى أن Galaxy XR قادرة على تشغيل مقاطع الفيديو لمدة تصل إلى ساعتين ونصف تقريبًا، أو العمل في وضع الواقع المختلط لنحو ساعتين متواصلتين قبل الحاجة إلى إعادة الشحن، وهي مدة معقولة بالنظر إلى قدرات المعالجة العالية ودقة الشاشات.

مع كل هذه التفاصيل، يبدو أن سامسونج تجهز لإطلاق جهاز يعيد رسم حدود الواقع الممتد، حيث تمزج بين قوة الأداء وأناقة التصميم في منتج يحمل هوية Galaxy الأصيلة، ومع دعم كوالكوم وجوجل، فإن المنافسة في سوق النظارات الذكية على وشك أن تشتعل من جديد.