السبت، 18 أكتوبر 2025

03:49 ص

tru

تحالف جديد بين كوالكوم وسامسونج لإطلاق معالجات 2 نانومتر

كوالكوم

كوالكوم

ياسين عبد العزيز

A A

في مشهدٍ متسارعٍ من سباق التقنية العالمية، تستعد شركتا كوالكوم وسامسونج لإحياء شراكتهما التاريخية عبر تعاونٍ جديد يهدف إلى إنتاج أقوى معالجات الهواتف الذكية بتقنية 2 نانومتر، وهي الخطوة التي من شأنها أن تعيد رسم خريطة صناعة أشباه الموصلات وتزيد من سخونة المنافسة مع العملاق التايواني TSMC الذي يهيمن على السوق منذ سنوات. 

وتشير أحدث التقارير الصادرة عن صحيفة New Daily الكورية إلى أن سامسونج بدأت بالفعل في إرسال عينات اختبارية من معالج Snapdragon 8 Elite Gen 5 إلى كوالكوم، مستخدمة أحدث تقنيات التصنيع الخاصة بها بتقنية Gate-All-Around (GAA) المتطورة.

تصنيع مزدوج

التقارير توضح أن سامسونج تقدم أسعارًا تنافسية غير مسبوقة في محاولة واضحة لاستعادة ثقة كوالكوم وجذبها من جديد كشريك تصنيع رئيسي، خصوصًا بعد أن فقدت هذا الدور في الأعوام الأخيرة لصالح TSMC. 

ومع هذا التحرك، من المتوقع أن تنشأ حرب أسعار جديدة في سوق الرقائق العالمي، حيث تسعى الشركات لتقليص تكاليف التصنيع دون التضحية بالأداء والكفاءة.

وقد تم الكشف رسميًا عن معالج Snapdragon 8 Elite Gen 5 خلال مؤتمر Snapdragon Summit في سبتمبر الماضي، حيث دخل مرحلة الإنتاج الكمي عبر مصانع TSMC، لكن يبدو أن كوالكوم قررت هذه المرة اعتماد استراتيجية “التصنيع المزدوج”، عبر توزيع عمليات الإنتاج بين أكثر من مصنع لتقليل المخاطر التشغيلية وضمان استقرار الإمدادات في ظل الأزمات العالمية المتكررة في سلاسل التوريد.

ثقة متبادلة

خلال الأشهر القادمة، من المقرر أن يعمل مهندسو كوالكوم على اختبار العينات المرسلة من سامسونج بعناية فائقة، لتقييم كفاءة الإنتاج، وثبات الأداء، وجودة التبريد، والموثوقية على المدى الطويل، وإذا أثبتت نتائج الاختبارات تفوق التقنية الجديدة، فستبدأ عمليات التصنيع الرسمية في النصف الأول من عام 2026، على أن يكون أول ظهور تجاري للمعالج داخل سلسلة Galaxy Z Flip 8 المرتقبة من سامسونج.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها العملاقان، فقد سبق لسامسونج أن تولت إنتاج معالجات Snapdragon 888 وSnapdragon 8 Gen 1، إلا أنها واجهت حينها تحديات في كفاءة الإنتاج وارتفاع درجات الحرارة، ما دفع كوالكوم للعودة إلى TSMC، لكن يبدو أن الزمن تغيّر، إذ أثبتت سامسونج في السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في تقنيات التصنيع، خاصة بعد نجاحها في تقديم معالج Exynos 2500 في سلسلة Galaxy Z Flip 7 دون تسجيل مشكلات حرارية تذكر.

مستقبل المعالجات

تأتي هذه الخطوة في وقتٍ تتزايد فيه تكاليف التصنيع لدى TSMC بنسبة تصل إلى 24% سنويًا، مما يجعل عروض سامسونج الأرخص والأكثر مرونة خيارًا مغريًا أمام الشركات الكبرى، وإذا أعطت كوالكوم الضوء الأخضر، فقد يشهد عام 2026 أول معالج Snapdragon بدقة 2 نانومتر من إنتاج سامسونج، ليكون بداية عهد جديد في كفاءة الأداء واستهلاك الطاقة.

في المقابل، تجهز سامسونج لتقديم معالجها المنزلي Exynos 2600 في سلسلة Galaxy S26 المرتقبة، إذا بدأت عملية الإنتاج في الوقت المحدد قبل يناير 2026، وهو ما يشير إلى استعداد الشركة للمنافسة على جبهتين: تطوير رقائقها الخاصة، وتوسيع حضورها كمصنع للمعالجات العالمية.

ويُتوقع أن ينعكس هذا التنافس بين سامسونج وTSMC إيجابًا على المستهلكين، إذ يدفع الابتكار المتسارع إلى تحسين الكفاءة وتقليل استهلاك الطاقة، مع الحفاظ على أسعار أقل نسبيًا في ظل المنافسة الشرسة. 

وفي النهاية، يبدو أن سوق الرقائق مقبل على مرحلة جديدة من التوازن التكنولوجي بعد سنوات من الهيمنة التايوانية، حيث تعود سامسونج إلى الواجهة بثقة وشراكة قوية مع كوالكوم، معلنةً عن بداية عصرٍ جديد من المعالجات فائق الدقة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً