سيارة ترامب الرئاسية.. حصن متحرك يحمل أسرار البيت الأبيض

سيارة ترامب
ياسين عبد العزيز
في مشهد لافت خلال قمة السلام في شرم الشيخ، جذبت الأنظار مركبة ضخمة كانت ترافق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عُرفت باسم "The Beast" أو “الوحش”، وهي السيارة الرئاسية التي لا تُشبه أي مركبة أخرى على وجه الأرض، إذ تجمع بين الفخامة المهيبة والتحصين العسكري عالي المستوى، لتكون فعليًا قلعة متحركة تمثل أقصى درجات الأمان التي يمكن أن توفرها التكنولوجيا الحديثة لقائد أقوى دولة في العالم.
درع فولاذي
تُعد سيارة ترامب الرئاسية أحد أكثر المركبات حماية في العالم، بوزنٍ يتراوح بين 6,800 و9,100 كيلوغرام، نتيجة التدريع الهائل الذي يغطي هيكلها من كل الجهات.
تم تصميم “The Beast” باستخدام مزيج معقد من الفولاذ المقوى والألومنيوم والسيراميك والتيتانيوم، ما يجعلها قادرة على تحمل طلقات الأسلحة الثقيلة، وحتى بعض أنواع القنابل الأرضية.
يبلغ سمك الأبواب حوالي 8 إنشات، أي ما يعادل سماكة أبواب الطائرات التجارية، ويُقال إن كل باب منها يزن أكثر من باب طائرة “بوينغ 757”.
الزجاج الأمامي والنوافذ مصنوعان من طبقات متعددة مضادة للرصاص، لا يمكن كسرها حتى باستخدام القذائف الصغيرة.
كما أن النوافذ محكمة الإغلاق تمامًا، لحماية الركاب من أي مواد كيميائية أو بيولوجية، مع نظام خاص يُحول المقصورة إلى بيئة مغلقة ذات ضغط داخلي مستقل يمنع تسرب أي غازات سامة إلى الداخل.

نظام دفاع متكامل
لا تتوقف عبقرية تصميم "The Beast" عند حدود الحماية المادية، بل تمتد إلى منظومة دفاعية متكاملة تجعلها أقرب إلى مركز قيادة متنقل، فهي مزودة بإطارات مضادة للثقوب والانفجار (Run-Flat Tires)، قادرة على السير حتى بعد تمزقها، إلى جانب نظام وقود مدرع يحتوي على رغوة مانعة للاشتعال لضمان عدم انفجار السيارة في حال استهدافها.
داخل المقصورة، توجد أنظمة اتصالات مشفرة بالكامل، تسمح للرئيس بالتواصل المباشر مع وزارة الدفاع والبيت الأبيض ووكالات الأمن القومي، حتى في حال انقطاع الاتصالات العامة، كما تتيح هذه المنظومة للرئيس إصدار أوامر طارئة من داخل السيارة، مما يجعلها بحق "غرفة عمليات متنقلة" ترافقه أينما ذهب.
ومن الجدير بالذكر أن المقصورة الداخلية تحتوي على نظام مستقل لتوليد الأكسجين، بحيث يمكن عزل السيارة تمامًا عن البيئة الخارجية في حال حدوث هجوم كيماوي أو إشعاعي، حتى أبواب السيارة لا تحتوي على مقابض خارجية عادية، إذ يتحكم بها عناصر الخدمة السرية الأمريكية حصريًا، لضمان أقصى درجات الأمان والسيطرة.
استعداد طبي فائق
في داخل السيارة، يوجد ما يمكن وصفه بـ عيادة مصغّرة تضم معدات طبية متطورة لمواجهة أي طارئ صحي قد يتعرض له الرئيس أثناء التنقل.
وتُعد من أبرز تجهيزاتها ثلاجة صغيرة تحتوي على أكياس دم من فصيلة الرئيس نفسه، ليتم استخدامها فورًا في حال إصابته أو تعرضه لنزيف خطير، ويُشرف فريق طبي خاص على متابعة هذه التجهيزات بشكل دوري للتأكد من صلاحيتها الدائمة.
رغم الوزن الهائل لهذه المركبة الحصينة، تم تصميم “The Beast” لتكون عملية ومريحة على الطرق الرسمية والسريعة، بفضل محركها القوي وأنظمة التعليق المعززة.
ومع ذلك، فهي ليست مخصصة للمناورة أو السرعة، بل لتوفير حماية قصوى ضمن موكب رئاسي محكم التنسيق يضم سيارات دعم أمنية وأخرى مجهزة بوسائل دفاع إلكترونية متقدمة.
ومع كل هذه التقنيات، تبقى “The Beast” أكثر من مجرد سيارة، فهي رمز سياسي وأمني يجسد هيبة المنصب الرئاسي الأمريكي، كما تمثل رسالة واضحة مفادها أن أمن الرئيس هو أولوية لا تُقارن بأي تفصيل آخر، مهما كلف الأمر من تكنولوجيا أو تكلفة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً