الوحش الأمريكي.. درع فولاذي متصل بالأقمار لحماية ترامب

أثار موكب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحظة وصوله إلى مطار شرم الشيخ الدولي اهتمام الحضور وعدسات الكاميرات، إذ لم يكن الظهور اللافت مقتصرًا على الشخصية السياسية البارزة، بل امتد إلى المركبة التي أقلّته، تلك السيارة الأسطورية المعروفة باسم "كاديلاك وان" أو كما يُطلق عليها عالميًا "The Beast"، التي تعد بحق واحدة من أكثر المركبات تحصينًا في العالم، وصُممت لتجسّد مفهوم الحماية القصوى والفخامة المفرطة في آن واحد.

درع فولاذي

تُعتبر سيارة “الوحش” الرئاسية أيقونة الأمن الأمريكي، إذ يتراوح وزنها بين 7 و9 أطنان بسبب طبقات التدريع الكثيفة المصنوعة من الفولاذ والتيتانيوم والألومنيوم والسيراميك، إلى جانب صفائح سفلية مضادة للألغام. 

أما الأبواب، فيبلغ سمكها نحو ثماني بوصات، وتضاهي في ثخانتها أبواب الطائرات التجارية، ما يجعل اختراقها شبه مستحيل.

زجاج النوافذ مصمم من خمس طبقات مقاومة للرصاص، تجمع بين الزجاج المقوّى والبولي كربونات، بحيث تتحمل الطلقات المباشرة والقذائف الصغيرة. 

وتضم السيارة نظام حماية متكامل ضد الهجمات الكيميائية والبيولوجية، إذ يمكن إغلاق المقصورة بالكامل لتتحول إلى بيئة محصّنة مستقلة عن الهواء الخارجي، مع نظام خاص لتوليد الأكسجين داخليًا عند الحاجة. 

كما أن الإطارات مدعّمة بتقنية Run-Flat التي تسمح للسيارة بالتحرك لمسافة طويلة حتى بعد تعرضها للثقب أو التلف.

اتصال مباشر

داخل المقصورة، تنبض التكنولوجيا بأدق تفاصيلها، إذ تم تزويد مقعد الرئيس الأمريكي بهاتف متصل بالأقمار الصناعية وخط آمن مباشر مع نائبه ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ما يتيح له إصدار الأوامر في أي لحظة دون انقطاع الاتصال. 

ويُفصل مقعد الرئيس عن باقي الركاب بحاجز زجاجي مقاوم للرصاص يمكن التحكم فيه فقط من مقعده، ليمنحه خصوصية مطلقة أثناء التنقل.

كما تضم السيارة نظام ملاحة متقدم يعتمد على الاتصال المستمر بالأقمار الصناعية، لتحديد الموقع بدقة عالية، وضمان التواصل الدائم مع غرفة العمليات السرية في البيت الأبيض. 

ومنذ دخولها الخدمة عام 2018، أصبحت “الوحش” رفيقة كل رئيس أمريكي في تنقلاته الرسمية حول العالم، حيث يتم نقلها بطائرة خاصة ضمن تجهيزات الموكب الرئاسي الكامل.

إشادة سياسية

وخلال قمة السلام في شرم الشيخ، التي جمعت قادة وملوك العالم لبحث سبل إنهاء الحرب في غزة وتعزيز الاستقرار الإقليمي، حرص ترامب على توجيه تحية خاصة للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدًا بجهوده الكبيرة في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، ومؤكدًا أن السيسي "زعيم قوي أدى عملاً رائعًا من أجل السلام"، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام.

وأشار ترامب إلى أن مشاركة هذا العدد الكبير من القادة في القمة يعكس الإجماع الدولي على دعم مبادرة السلام، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاهمات الإقليمية التي قد تغيّر شكل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، وأكد أن واشنطن تدعم كل الجهود الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار وتحقيق الأمن الدائم في المنطقة.

هكذا، لم تكن سيارة “الوحش” مجرد وسيلة نقل فاخرة ترافق الرئيس الأمريكي، بل كانت رمزًا للقوة الأمريكية والتفوق التكنولوجي، إذ تجمع بين حماية شخصية لا مثيل لها وقدرات اتصالية متقدمة تجعلها غرفة عمليات متحركة تحافظ على استمرارية القيادة حتى في أكثر الظروف خطورة.