سامسونج تكشف عن ثورة تصويرية بمستشعر 200 ميجابكسل

أعلنت شركة سامسونج للإلكترونيات عن مستشعرها الجديد ISOCELL HP5، الذي يأتي بدقة هائلة تبلغ 200 ميجابكسل (16,384 × 12,288)، ويتميز بأصغر حجم بيكسل في العالم يصل إلى 0.5 ميكرومتر فقط، وهو رقم يضع الشركة في موقع متقدم بين المنافسين. 

وقد دخل المستشعر مرحلة الإنتاج الضخم بالفعل، استعداداً لظهوره في هواتف ذكية رائدة، من المتوقع أن يكون Oppo Find X9 Pro أحدها، ما يشير إلى أن هذه التقنية ستحدث ثورة في عالم التصوير بالهواتف المحمولة.

جودة استثنائية

رغم تصغير حجم البيكسلات إلى هذا الحد غير المسبوق، فإن سامسونج استطاعت بفضل خبرتها التقنية الحفاظ على جودة الصور وتعزيزها في الوقت نفسه، فقد استخدمت الشركة تقنيات مبتكرة مثل العزل العميق على الجبهة (FDTI) والبوابة الرأسية المزدوجة (D-VTG)، وهما ابتكاران يهدفان إلى تحسين امتصاص الضوء وتقليل التشويش في الصور. 

كما أضافت تقنية DTI Center Cut (DCC)، التي ساهمت في زيادة الكفاءة التحويلية بنسبة 150% وتقليل الضوضاء العشوائية بنحو 40%، وهو ما يمنح المستشعر قدرة مذهلة على إنتاج صور دقيقة حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة.

تحسينات متقدمة

يأتي المستشعر الجديد بعدسات ميكرومترية عالية الجودة مزودة بطبقات مضادة للانعكاس عالية النفاذية لزيادة امتصاص الضوء وتقليل الارتداد البصري، ما يضمن ألواناً أكثر واقعية وتفاصيل أكثر وضوحاً. 

كما زُوّد بتقنية DTI عالية الحساسية، المعتمدة على العزل القائم على الأكسيد لتقليل التداخل الإشاري بين البيكسلات وتحسين دقة الألوان في المشاهد المظلمة. 

هذه التحسينات ليست مجرد ترقيات تقنية، بل تمثل نقلة نوعية في كيفية تعامل الكاميرا مع الضوء، ما يجعل الصور الناتجة أقرب إلى ما تراه العين البشرية من حيث الدقة والتوازن اللوني.

ذكاء ضوئي

ولأن سامسونج تدرك أن التصوير لا يقتصر على الدقة فحسب، فقد دعّمت مستشعرها الجديد بتقنية Tetra Pixel الذكية، التي تتيح دمج البيكسلات أو فصلها وفقاً لشدة الإضاءة المحيطة. 

وبذلك يستطيع المستشعر العمل في أكثر من وضع، منها وضع 12.5 ميجابكسل بحجم 2.0 ميكرومتر لتصوير الإضاءة المنخفضة، أو وضع 50 ميجابكسل بحجم 1.0 ميكرومتر للإضاءة المعتدلة، أو الوضع الكامل 200 ميجابكسل بحجم 0.5 ميكرومتر في ظروف الإضاءة الساطعة، هذه المرونة تمنح المستخدم حرية التصوير في أي بيئة، مع الحفاظ على أعلى جودة ممكنة دون فقدان التفاصيل.

زوم مذهل

يدعم ISOCELL HP5 خاصية الزوم داخل المستشعر بمعدل 2x في الكاميرات الواسعة، وعند دمجه مع وحدة تليفوتو 3x، يصبح قادراً على تحقيق زوم بصري حتى 6x دون الحاجة إلى الاقتصاص الرقمي الذي غالباً ما يقلل الجودة، هذا التطور يعني أن المستخدمين سيتمكنون من التقاط صور مقربة بدقة عالية دون التضحية بالوضوح أو التفاصيل، ما يجعل التجربة أقرب إلى الكاميرات الاحترافية في الهواتف الصغيرة.

إلى جانب ذلك، أضافت سامسونج تقنيات Smart ISO Pro وHDR المتدرج لتحسين النطاق الديناميكي، بحيث يمكن للمستشعر التعبير عن تدرجات الضوء والظل بشكل أكثر توازناً، كما يدعم عمق لون 13 بت، ما يتيح له إنتاج أكثر من 550 مليار لون، وهي قدرة لونية تضيف عمقاً وواقعية لكل لقطة.

أما في الجانب الذكي، فيمتلك المستشعر محرك ترميم مدعوم بالذكاء الاصطناعي قادرًا على معالجة الصور بدقة 200 ميجابكسل في أقل من ثانيتين، وهو إنجاز يعكس مستوى التقدم الذي وصلت إليه سامسونج في الجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات التصوير.

أداء سينمائي

لم تكتف سامسونج بتحسين الصور الثابتة، بل جعلت من ISOCELL HP5 خياراً مثالياً لمصوري الفيديو المحترفين، فالمستشعر قادر على تسجيل فيديو بدقة 8K بمعدل 30 إطاراً في الثانية وبدقة 4K بمعدل 120 إطاراً في الثانية، مع دعم التركيز التلقائي السريع Super QPD والغالق الإلكتروني المتطور. 

وقد بُني المستشعر على تنسيق بصري بحجم 1/1.56 بوصة ويدعم واجهات D-PHY وC-PHY، ما يتيح له التكامل بسهولة مع شرائح الهواتف الحديثة دون استهلاك طاقة مفرط.

بهذه الخطوة، تؤكد سامسونج مرة أخرى أنها تتصدر سباق تطوير تكنولوجيا التصوير، وأنها لا تكتفي بتقديم أرقام ضخمة في المواصفات، بل تسعى لتغيير الطريقة التي يرى بها العالم التصوير عبر الهواتف الذكية، فالمستشعر الجديد لا يمثل مجرد تقدم في الدقة، بل ثورة في كيفية فهم الضوء ومعالجته رقمياً، تمهد الطريق لجيل جديد من الكاميرات المحمولة التي تضاهي الكاميرات الاحترافية.