ميزة خفية في واتساب تمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في الخصوصية

في زمن أصبحت فيه تطبيقات المراسلة جزءًا أساسيًا من تفاصيل الحياة اليومية، يواصل تطبيق واتساب تقديم ميزات جديدة تهدف إلى تعزيز تجربة المستخدمين وتحسين مستوى الخصوصية داخل المنصة. 

ومن بين تلك الميزات، تبرز خاصية “الحالة” أو “الاستوري”، التي تتيح للمستخدمين مشاركة لحظاتهم اليومية على شكل صور أو مقاطع قصيرة تختفي بعد 24 ساعة، لكن خلف بساطة هذه الخاصية تكمن إعدادات خفية قد تفتح الباب أمام مشاركة أوسع مما يتوقعه المستخدم.

مع تزايد القلق العالمي بشأن الخصوصية الرقمية، أصبح التحكم في من يمكنه مشاهدة المحتوى ومشاركته مسألة أساسية للكثيرين، إذ يتيح واتساب خيارًا يُعرف باسم “السماح بالمشاركة”، والذي يتيح للآخرين إعادة نشر حالة المستخدم على حساباتهم، مما يجعلها تنتشر خارج الدائرة المقصودة، وقد يشكل ذلك مصدر قلق لمن يفضلون إبقاء تحديثاتهم ضمن نطاق ضيق من الأصدقاء أو العائلة.

تحكم كامل

ورغم أن خيار “السماح بالمشاركة” يبدو مفيدًا في بعض المواقف، إلا أنه قد يتعارض مع رغبة بعض المستخدمين في الحفاظ على خصوصيتهم، ولهذا السبب، أتاح واتساب إمكانية تعطيل الميزة بسهولة من داخل الإعدادات، مما يمنح المستخدم السيطرة الكاملة على كيفية تداول محتواه، ويحد من احتمالية وصول تحديثاته إلى جمهور غير مقصود.

وتُعد هذه الميزة انعكاسًا لاستراتيجية واتساب الجديدة في منح المستخدمين مزيدًا من التحكم في بياناتهم وسلوكهم داخل التطبيق، إذ يمكن لأي شخص أن يقرر ما إذا كان يريد أن تبقى منشوراته داخل دائرته الخاصة أم أن يسمح بمشاركتها بحرية، وهو خيار بسيط لكنه يحمل أثرًا كبيرًا في الحفاظ على الخصوصية الشخصية.

خطوات بسيطة

إيقاف ميزة مشاركة الحالة لا يتطلب سوى لحظات قليلة، في البداية، على المستخدم فتح تطبيق واتساب على هاتفه، ثم الانتقال إلى الإعدادات، وبعدها اختيار الخصوصية، ومن ثم الضغط على الحالة، هناك، سيجد المستخدم خيار “السماح بالمشاركة” الذي يمكن تعطيله ببساطة. 

وبمجرد إيقاف هذا الخيار، يصبح المستخدم هو المتحكم الوحيد في كيفية انتشار تحديثاته، دون أن يتمكن الآخرون من إعادة نشرها.

ورغم أن الخطوات تبدو سهلة، إلا أن أثرها كبير في حماية الخصوصية الرقمية، خاصة في ظل ازدياد حالات إعادة نشر الصور أو المقاطع دون إذن أصحابهان فبهذه الطريقة، يضمن المستخدم أن تبقى تحديثاته مرئية فقط للأشخاص الذين اختارهم بنفسه، دون مفاجآت أو تسريبات غير مرغوبة.

خصوصية رقمية

تأتي هذه الخطوة في إطار جهود واتساب المستمرة لتعزيز الأمان والشفافية في تجربة المستخدمين، خصوصًا بعد سلسلة من التحديثات التي أضافت أدوات جديدة مثل قفل الدردشات بالبصمة، وإخفاء حالة الاتصال، وتقييد من يمكنه إضافتك إلى المجموعات، جميعها خطوات تشير إلى أن التطبيق بات أكثر وعيًا بأهمية الخصوصية في بيئة رقمية مزدحمة بالمخاطر.

وفي وقت يشهد فيه العالم توسعًا غير مسبوق في مشاركة المحتوى عبر الإنترنت، تظل السيطرة على الخصوصية تحديًا يوميًا يواجه المستخدمين. 

لذلك، فإن إتاحة واتساب لهذه الأدوات تعتبر خطوة ضرورية نحو تمكين الأفراد من حماية بياناتهم والتفاعل براحة وأمان أكبر، بعيدًا عن القلق من انتشار غير مقصود لمحتواهم الشخصي.

وفي نهاية المطاف، يظل اتخاذ قرار بسيط مثل تعطيل خيار “السماح بالمشاركة” واحدًا من أهم الخطوات التي يمكن أن تحافظ على خصوصية المستخدمين في عالم تتقاطع فيه البيانات والمشاركات كل لحظة. فبين تحديث عابر وصورة شخصية، قد تكون نقرة واحدة هي الفاصل بين الأمان والتساهل في الخصوصية.