أبل تغيّر المسار نحو نظارات ذكية عملية للجميع

نضارة Vision Pro
ياسين عبد العزيز
في خطوة مفاجئة تعكس تحوّلًا في توجهاتها داخل سوق التكنولوجيا المتقدمة، قررت شركة أبل إعادة رسم استراتيجيتها في قطاع تقنيات الواقع المعزز، بعد الإقبال المحدود الذي حققته نظارتها الفاخرة Vision Pro، فبدلًا من التركيز على تطوير نسخة مخففة من هذه النظارة مرتفعة الثمن، اختارت الشركة التوجه نحو فئة جديدة من الأجهزة القابلة للارتداء، تتمثل في نظارات ذكية خفيفة وعملية يمكن استخدامها يوميًا، لتنافس بذلك نظارات «Ray Ban» التي تنتجها شركة «ميتا».
يأتي هذا التحول كإشارة واضحة إلى إدراك أبل أن مستقبل التقنية لا يكمن فقط في الأجهزة المبهرة تقنيًا، بل في المنتجات التي تدمج التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية بسلاسة، فبعد أن كانت Vision Pro تجربة استثنائية تلامس الخيال، يبدو أن الشركة الآن تستعد لنقل هذه التقنيات إلى جهاز أكثر بساطة، يمكن أن يكون بمتناول شريحة أكبر من المستخدمين حول العالم.
توجه جديد
بحسب تقارير متخصصة، من بينها موقع Digital Trends، فإن قرار أبل بوقف العمل على النسخة الأرخص من Vision Pro يأتي استجابة لتغيرات واضحة في اتجاهات صناعة التكنولوجيا، التي تشهد ابتعادًا تدريجيًا عن الأجهزة الضخمة والمكلفة، مقابل الاهتمام المتزايد بالمنتجات الخفيفة والمريحة.

ويرى المحللون أن هذا القرار لا يمثل تراجعًا من أبل، بل إعادة توجيه ذكية تهدف إلى خلق فئة جديدة من الأجهزة التي تجمع بين السعر المعقول والتجربة الغنية، فالنظارات الذكية القادمة يُتوقع أن تكون أقل اعتمادًا على مكونات ضخمة، وأكثر تكاملًا مع المنظومة التقنية التي طورتها الشركة خلال السنوات الماضية عبر أجهزة آيفون وماك وساعة أبل.
ومن المنتظر أن تحمل هذه النظارات تصميمًا أنيقًا قريبًا من الشكل التقليدي للنظارات العادية، لتناسب الاستخدام اليومي في العمل أو أثناء التنقل، وهو ما يجعلها خيارًا جذابًا لفئة واسعة من المستخدمين الباحثين عن منتج يجمع بين العملية والتقنية المتقدمة.
أداء متطور
التسريبات التي تتابع مشروع النظارة الجديد تشير إلى أن الجيل الثاني من نظارات أبل الذكية سيأتي مزودًا بشاشات مدمجة صغيرة، مشابهة لتلك التي توفرها «ميتا» في نظارتها Ray Ban Display، لكن مع تفوق واضح من حيث تكامل الأنظمة.
وعند توصيل النظارة بجهاز ماك، ستعمل بنظام التشغيل الكامل VisionOS لتقديم تجربة واقع معزز شبيهة ببيئة سطح المكتب، تسمح بعرض الإشعارات والتحكم في النوافذ والتنقل بين التطبيقات باستخدام الأوامر الصوتية أو الإيماءات البسيطة دون لمس.
أما عند ربطها بهاتف آيفون، فستتحول إلى وضع أخف يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتشغيل المهام الأساسية مثل المكالمات، الرسائل، والمساعد الافتراضي Siri، في تجربة تجمع بين البساطة والكفاءة.
تكامل شامل
ما يميز المشروع الجديد هو أن أبل تسعى إلى جعل النظارة جزءًا من منظومتها التقنية الكاملة، بحيث تعمل بانسجام مع أنظمتها المختلفة iOS وmacOS وwatchOS، مما يتيح للمستخدم التحكم في أجهزته كافة من خلال واجهة واحدة مريحة.
هذا التكامل يمنح النظارة أفضلية كبيرة أمام نظارات «ميتا»، التي ما تزال محدودة في دعم التطبيقات وتعتمد على بيئة تطوير منفصلة لم تصل بعد إلى النضج الكامل.
أما أبل، فهي تمتلك بالفعل قاعدة ضخمة من التطبيقات والمطورين الجاهزين لدعم هذا النوع من الأجهزة فور إطلاقها، مما يمنحها أفضلية تنافسية قد تعيد رسم خريطة سوق الأجهزة القابلة للارتداء.
ويرى المراقبون أن هذه النظارة قد تشكل نقطة التحول الحقيقية في مسار أبل نحو دمج الواقع المعزز في الحياة اليومية، إذ ستوفر للمستخدمين قدرات متقدمة مثل الرد على المكالمات، قراءة الرسائل، إدارة الإشعارات، والتحكم في أجهزة المنزل الذكي دون الحاجة إلى إخراج الهاتف من الجيب.
وفي حال نجحت الشركة في تحقيق هذا المزيج بين التقنية المتطورة والسعر المقبول، فإنها ستفتح الباب أمام جيل جديد من الأجهزة الذكية التي تُرتدى يوميًا، لتقود أبل مرة أخرى ثورة جديدة في عالم التكنولوجيا القابلة للارتداء، كما فعلت سابقًا مع الآيفون والساعة الذكية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً