الأحد، 19 أكتوبر 2025

11:42 ص

tru

إنستجرام يقتحم التلفزيون ويعيد تعريف تجربة المشاهدة

إنستجرام

إنستجرام

ياسين عبد العزيز

A A

في خطوة جديدة تعكس تطور استراتيجيتها في مجال الفيديو، تستعد منصة إنستجرام المملوكة لشركة "ميتا" لتوسيع نطاق استخدامها لتشمل أجهزة التلفزيون، بعد أن كانت مقتصرة لعقود على الهواتف المحمولة، حيث تعمل الشركة على تطوير نسخة مخصصة للشاشات الكبيرة، في محاولة لدمج تجربة التصفح والمشاهدة في بيئة واحدة تتماشى مع عادات الجمهور المتغيرة، خصوصًا في ظل توجه المستخدمين نحو الاستهلاك المرئي المتزايد للمحتوى عبر المنصات المختلفة.

توجه جديد

وكشف آدم موسيري، الرئيس التنفيذي لإنستجرام، أن المنصة بدأت بالفعل اختبار نسخة جديدة من التطبيق مخصصة لأجهزة التلفزيون، وأوضح أن التجربة المنتظرة لن تكون مجرد نقل مباشر لواجهة التطبيق المعروفة، بل ستعتمد على تصميم بصري مبتكر يتلاءم مع طبيعة الشاشات الكبيرة، مع التركيز على كيفية عرض المقاطع العمودية ومحتوى Reels بشكل يحقق التفاعل البصري المطلوب، وأضاف أن هذا التطوير يأتي في إطار رؤية أوسع تهدف إلى جعل إنستجرام متاحًا عبر كل الأجهزة دون فقدان هويته البصرية الفريدة.

تجربة المشاهدة

ووفقًا لتقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، فإن المنصة تتجه نحو تعزيز مكانتها في سوق الفيديو عبر العمل على إصدار متكامل لأجهزة التلفزيون، خصوصًا مع ازدياد رغبة المستخدمين في مشاهدة محتوى المنصات الاجتماعية على الشاشات الكبيرة. 

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في طريقة استخدام إنستجرام، إذ ستسمح للمستخدمين بمشاركة اللحظات ومشاهدة القصص والمقاطع القصيرة من راحة منازلهم، كما ستتيح للمبدعين فرصة أكبر للوصول إلى جمهور أوسع دون التقيد بالشاشات الصغيرة، وهو ما يعزز مكانة المنصة في مواجهة منافسين كبار مثل يوتيوب وتيك توك.

محتوى المستخدمين

وأكد موسيري أن الشركة لا تنوي حاليًا التوسع نحو بث الأحداث الرياضية أو إنتاج المحتوى السينمائي عبر "Instagram TV"، مشيرًا إلى أن الأولوية ستظل منصبة على تمكين المستخدمين وصناع المحتوى من عرض أعمالهم بطريقة أكثر جاذبية. 

وأضاف أن مقاطع Reels التي أطلقتها المنصة عام 2020 أصبحت اليوم تمثل العمود الفقري لمنظومة إنستجرام الإعلانية، إذ تعتمد "ميتا" عليها في تحقيق نسب تفاعل مرتفعة ونمو مستمر في عدد المستخدمين، الذي تجاوز ثلاثة مليارات مستخدم نشط شهريًا.

كما تسعى المنصة إلى تطوير أدوات جديدة تساعد المبدعين في توسيع نطاق انتشارهم، من خلال تعزيز تجربة العرض على الشاشات الكبيرة، مع المحافظة على الطابع العمودي المميز للفيديوهات القصيرة. 

وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المنصات الاجتماعية سباقًا متسارعًا نحو السيطرة على سوق المحتوى المرئي، حيث أصبحت الفيديوهات القصيرة عنصرًا رئيسيًا في بناء العلاقة بين المستخدم والمنصة.

ذكاء اصطناعي

وتعتمد إنستجرام على قدرات الذكاء الاصطناعي لتوسيع انتشار المحتوى عالميًا، حيث أضافت مؤخرًا ميزة ترجمة تلقائية لمقاطع Reels إلى عدة لغات، من بينها الإسبانية والهندية، ما أتاح لصناع المحتوى إمكانية الوصول إلى جماهير جديدة بسهولة. 

ويؤكد خبراء التقنية أن هذا الدمج بين تعدد المنصات والذكاء الاصطناعي سيجعل من إنستجرام منصة أكثر شمولًا، قادرة على التكيف مع أساليب المشاهدة الحديثة وتوفير تجربة متكاملة تجمع بين التصفح والمشاهدة دون حواجز.

وبينما تتطلع الشركة إلى دخول مرحلة جديدة من تجربة المستخدم، يرى محللون أن رهان إنستجرام على الشاشات الكبيرة قد يعيد رسم ملامح العلاقة بين المنصات الاجتماعية والتلفزيون التقليدي، إذ يسعى كل طرف لاحتواء الآخر ضمن مشهد رقمي متغير يتجه نحو دمج العالمين الافتراضي والمرئي في منظومة واحدة من التفاعل المستمر والمشاهدة الذكية.

search

أكثر الكلمات انتشاراً