سامسونج تسجل قفزة مالية قوية بدعم طفرة الذكاء الاصطناعي

تواصل سامسونج تعزيز مكانتها في سوق التكنولوجيا العالمي، إذ كشفت نتائجها الأولية للربع الثالث من عام 2025 عن أداء مالي قوي تجاوز التوقعات، وجاء مدفوعًا بالنمو المتواصل في قطاع الذكاء الاصطناعي وصناعة الشرائح الإلكترونية التي تمثل العمود الفقري لأرباح الشركة. 

وأشارت التقديرات إلى أن الشركة الكورية الجنوبية في طريقها لتحقيق أعلى أرباح فصلية منذ عام 2022، مما يعكس تحسّنًا واضحًا في بيئة الأعمال بعد فترة من التباطؤ.

بلغت الإيرادات الإجمالية نحو 86 تريليون وون كوري، أي ما يعادل 60 مليار دولار، في حين بلغت الأرباح التشغيلية 12.1 تريليون وون، أي حوالي 8.5 مليار دولار، وهو ارتفاع كبير بنسبة 32% في الإيرادات و8.7% في الأرباح مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يعزز ثقة المستثمرين في قدرة سامسونج على مواصلة النمو في سوق يشهد منافسة شديدة.

أداء مستقر

وفقًا للبيانات المجمعة استنادًا إلى معايير K-IFRS، سجلت الشركة نتائج لافتة في مختلف المؤشرات، إذ بلغت المبيعات في الربع الثالث من 2025 نحو 86 تريليون وون مقارنة بـ79.10 تريليون في الربع الثالث من 2024 و74.57 تريليون في الربع الثاني من العام نفسه. 

كما ارتفعت الأرباح التشغيلية من 9.18 تريليون وون في الربع الثالث من العام الماضي إلى 12.1 تريليون في الفترة الحالية، ما يشير إلى تحسن قوي في الكفاءة التشغيلية وسرعة استجابة الشركة لاحتياجات السوق العالمية.

يُعزى هذا النمو في الأساس إلى زيادة الطلب على شرائح الذاكرة التي تُستخدم في تدريب وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، خصوصًا شرائح DRAM وNAND التي تشكل مكونًا أساسيًا في مراكز البيانات حول العالم، حيث تزايدت حاجة الشركات إلى حلول تخزين ومعالجة أسرع وأكثر كفاءة.

انتعاش الطلب

في الأشهر الأخيرة، شهدت أسعار شرائح الذاكرة ارتفاعًا تدريجيًا مع تحسن الطلب في الأسواق العالمية، إذ ارتفع حجم المبيعات في القطاع نتيجة التحول الكبير نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي في العديد من الصناعات، من السيارات إلى الأجهزة الذكية. 

غير أن سامسونج واجهت تحديات محدودة في تلبية الطلب على شرائح الذاكرة عالية النطاق الترددي (HBM)، والتي تُعد عنصرًا حاسمًا في معالجات الذكاء الاصطناعي الحديثة، حيث جاء الطلب عليها أبطأ من التوقعات الأولية.

ورغم ذلك، تواصل الشركة الاستثمار في هذا القطاع، وتعمل على زيادة الطاقة الإنتاجية لتلبية احتياجات شركات التقنية الكبرى التي تعتمد على منتجاتها، بما في ذلك شركات تصنيع المعالجات ووحدات معالجة الرسومات. 

ويؤكد محللون أن هذا التوجه سيساعد سامسونج على تعزيز موقعها الريادي في سوق الشرائح خلال العام المقبل، مع تحسن الظروف الاقتصادية وزيادة الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

توسع متواصل

تحرص سامسونج على توسيع قاعدة أعمالها خارج قطاع الذاكرة، حيث تواصل تطوير شرائحها المتقدمة الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى جانب تعزيز إنتاجها من الشاشات والمكونات الإلكترونية المستخدمة في الأجهزة المحمولة. 

وتعمل أيضًا على رفع كفاءة خطوط إنتاجها من خلال تقنيات التصنيع المتقدمة، بما في ذلك استخدام تقنيات الطباعة الدقيقة لتحسين الأداء وخفض التكاليف التشغيلية.

ويرى محللون أن استمرار الطلب القوي على حلول الذكاء الاصطناعي سيدفع الشركة لتحقيق أرباح قياسية في الأرباع القادمة، خصوصًا مع توجه السوق نحو رقمنة أوسع واعتماد متزايد على مراكز البيانات. 

كما يُتوقع أن يسهم هذا الأداء المالي الإيجابي في تعزيز الثقة بأسهم الشركة في البورصات العالمية، ويمنحها دفعة قوية لمواصلة الابتكار والتوسع في الأسواق الناشئة.

في ظل هذه المؤشرات، تبدو سامسونج في موقع استراتيجي يؤهلها لقيادة موجة جديدة من التطور التكنولوجي العالمي، مستفيدة من قدراتها التصنيعية وخبرتها الطويلة في مجال أشباه الموصلات، وهو ما يجعلها أحد أبرز المستفيدين من سباق الذكاء الاصطناعي الذي يعيد تشكيل مستقبل الصناعة الرقمية.