سامسونج تستعيد ثقة كوالكوم لتصنيع معالجات هواتف جالكسي

تستعد شركة سامسونج للعودة بقوة إلى خط إنتاج معالجات كوالكوم بعد سنوات من الغياب، إذ كشفت تقارير كورية جديدة أن سامسونج ستتولى تصنيع النسخة الخاصة من معالج Snapdragon 8 Gen 5 والمخصصة لهواتف جالكسي القادمة، في خطوة تشير إلى تحول استراتيجي مهم في العلاقة بين الشركتين بعد فترة من التوتر بسبب أداء المعالجات السابقة.

تعاون جديد

بدأت القصة مع فشل معالج Snapdragon 8 Gen 1، الذي أنتجته سامسونج بتقنية 4 نانومتر، وأدى إلى مشاكل في الأداء وارتفاع درجات الحرارة، ما دفع كوالكوم إلى التحول نحو شركة TSMC التايوانية لتصنيع أجيالها التالية من المعالجات، بدءا من Snapdragon 8+ Gen 1، وهو القرار الذي أثبت نجاحه لاحقا بعد أن حققت المعالجات الجديدة استقرارا وأداءً محسّنا.

لكن يبدو أن سامسونج أعادت بناء ثقة كوالكوم بعد تطويرها لتقنيات تصنيع جديدة تعتمد على أسلوب GAA المتقدم، وهو ما جعلها تستعيد جزءا من عقود الإنتاج. 

وتشير التقارير إلى أن سامسونج ستنتج شريحة Snapdragon 8 Gen 5 for Galaxy باستخدام تقنية تصنيع 2 نانومتر، لتكون أول شركة في العالم تقدم هذا الجيل من الشرائح على نطاق واسع.

نسخة مخصصة

مصادر الصناعة توضح أن نسخة “for Galaxy” ليست مجرد تعديل بسيط على النسخة القياسية من Snapdragon 8 Gen 5، بل نسخة فريدة تحمل تحسينات على الأداء واستهلاك الطاقة. 

ومن المتوقع أن تتيح التقنية الجديدة ترددات أعلى بنسبة تصل إلى 10٪ مع كفاءة طاقة أفضل بنسبة 15٪ مقارنة بالجيل السابق.

ويرى محللون أن هذا التعاون يعكس رغبة كوالكوم في تنويع مصادر الإنتاج وعدم الاعتماد الكامل على TSMC، خاصة مع ارتفاع تكاليف التصنيع في تايوان، بينما تسعى سامسونج إلى إثبات قدرتها على منافسة نظيرتها التايوانية في ميدان الدقة والتقنيات المتقدمة.

خطوة استراتيجية

تؤكد التسريبات أن سامسونج لن تستخدم المعالج الجديد أولا في سلسلة Galaxy S26 كما اعتاد المستخدمون، بل ستبدأ بإطلاقه في هواتفها القابلة للطي عام 2026، أما سلسلة Galaxy S فستستمر في الاعتماد على معالج Exynos 2600 المصنع داخليا.

ويعتقد خبراء أن هذا القرار يمنح سامسونج فرصة لاختبار المعالج الجديد في سوق محدودة قبل تعميمه على هواتفها الرائدة، وهو ما يعكس حرص الشركة على تجنب تكرار إخفاقات سابقة مثل التي حدثت مع معالج Snapdragon 8 Gen 1.

وتشير تقارير أخرى إلى أن التعاون بين كوالكوم وسامسونج سيمتد أيضا إلى تطوير شرائح اتصال متقدمة تدعم شبكات الجيل السادس 6G، في ظل السباق العالمي لتطوير هذه التقنية التي يتوقع إطلاقها التجاري بحلول عام 2030.

وفي الوقت نفسه، تستمر سامسونج في توسيع استثماراتها في قطاع أشباه الموصلات، حيث أعلنت عن خطة لبناء مصنع جديد في تكساس بقيمة 44 مليار دولار، ليكون مركزا لإنتاج الشرائح المتقدمة لشركائها من بينهم كوالكوم وإنفيديا.

يرى محللون أن هذا التحول سيمنح سامسونج دفعة قوية في سوق تصنيع المعالجات، خاصة بعد تراجع حصتها لصالح TSMC في السنوات الأخيرة، بينما ستستفيد كوالكوم من تنويع خطوط الإمداد لتقليل المخاطر الجيوسياسية المحتملة في آسيا.

ويبدو أن العلاقة بين العملاقين تعود إلى مسار التعاون بعد سنوات من المنافسة الحادة، وهو ما قد يعيد رسم خريطة صناعة المعالجات خلال العامين المقبلين، مع احتمالات بأن تكون هواتف سامسونج القادمة أقوى وأكثر كفاءة من أي وقت مضى.

Snapdragon 8 Gen 5 يمثل بداية فصل جديد في العلاقة بين كوالكوم وسامسونج، فصل يجمع بين الابتكار والمصالح المشتركة، ويعيد التوازن إلى ساحة صناعة المعالجات العالمية.