هواوي تطلق تقنية كاميرات ثورية تعيد تعريف التصوير في الهواتف الذكية

تستعد شركة هواوي لإحداث نقلة نوعية في عالم التصوير عبر هواتفها الرائدة المقبلة من سلسلة ميت 80، إذ كشفت التسريبات أن الشركة ستعتمد لأول مرة على تقنية الكاميرا الجديدة LOFIC التي تعد تطورا هندسيا لافتا في كيفية تعامل المستشعرات مع الضوء، ما يجعلها خطوة متقدمة في سباق التصوير مع الشركات المنافسة مثل شاومي وأبل.

تأتي هذه المعلومات من المسرّب الصيني المعروف DigitalChatStation الذي نشر تفاصيل دقيقة عبر منصة ويبو، مشيرا إلى أن هواوي وشاومي ستكونان أول شركتين تستخدمان الجيل الأحدث من تقنية LOFIC في هواتفهما القادمة ميت 80 و17 برو، وأن هذه التقنية قادرة على تحسين جودة الصور بشكل جذري سواء في الإضاءة القوية أو المنخفضة.

مفهوم التقنية

تقنية LOFIC أو “Lateral OverFlow Integration Capacitor” تعتمد على مبدأ تخزين الضوء داخل كل بكسل بطريقة ذكية، بحيث يوزع المستشعر الإضاءة وفقا لشدة الضوء في كل جزء من المشهد، وبهذا يحتفظ بالتفاصيل في المناطق الساطعة والمظلمة في الوقت نفسه، دون أن يفقد الصورة توازنها أو دقتها.

هذه التقنية تمنح المستشعر قدرة على التقاط تفاصيل دقيقة في ظروف الإضاءة الصعبة مثل التصوير الليلي أو في مواجهة الضوء المباشر، ما يجعل الصور أكثر طبيعية واتزانا دون الحاجة إلى معالجة برمجية مفرطة كما يحدث في الكاميرات التقليدية.

وتكمن قوة LOFIC في أنها لا تكتفي بتحسين الصورة بل تقلل من استهلاك الطاقة أثناء التصوير، ما يجعلها مثالية لهواتف تعتمد على معالجات صغيرة الحجم تحتاج إلى إدارة دقيقة للحرارة والطاقة.

أداء متطور

وفق التسريبات، الجيل الجديد من LOFIC مزود بتقنية نطاق ديناميكي عالٍ محسّنة، تعمل على القضاء على مشكلة الظلال الوهمية أو التمويه الحركي التي تظهر في الصور المتحركة، وهي مشكلة ظلت تؤرق مصوري الهواتف الذكية منذ سنوات، كما أن هذا النظام الجديد أسرع بكثير من تقنية DCG/DXG المعروفة في الكاميرات الاحترافية.

ويشير المسرّب إلى أن مستشعرات LOFIC الأحدث ستمنح هواوي ميت 80 وشاومي 17 برو تفوقا في التقاط الصور الواقعية بألوان متوازنة وتفاصيل غنية في كل بيئة، سواء أثناء النهار تحت أشعة الشمس أو داخل الإضاءة الاصطناعية، مما يضعهما في موقع متقدم أمام المنافسين.

سباق التطوير

وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه صناعة الكاميرات المحمولة منافسة حادة، إذ تعمل شركات مثل أبل وسوني على تطوير مستشعرات CMOS جديدة تدعم نفس الفكرة، لكن وفقا للمصادر لن تصل أبل إلى مستوى مماثل من النضج قبل عام 2028، ما يمنح الشركات الصينية تقدما واضحا في هذا المجال.

كما يُتوقع أن تستخدم هواوي هذه التقنية إلى جانب تحسينات برمجية ضمن نظام التصوير XMAGE الذي تطوره الشركة داخليا، ما يضاعف من قدرتها على معالجة الصور في الوقت الفعلي وإخراج نتائج تضاهي الكاميرات السينمائية في بعض الظروف.

ومن المحتمل أن يفتح اعتماد LOFIC الباب أمام موجة جديدة من الابتكارات في كاميرات الهواتف الذكية، إذ ستعتمد الشركات على مفهوم إدارة الضوء بشكل فيزيائي داخل المستشعر بدلا من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي لتعديل الصور بعد التقاطها.

وتشير التوقعات إلى أن هاتف هواوي ميت 80 سيحمل مستشعرا رئيسيا مخصصا لتقنية LOFIC بالتعاون مع شركة تصنيع مستشعرات آسيوية كبرى، بينما ستتجه شاومي لتطبيق التقنية في عدستها الرئيسية من سلسلة شاومي 17 برو.

ويرى خبراء التقنية أن دخول هذه التكنولوجيا إلى الهواتف التجارية سيغير موازين التصوير المحمول، لأنها تقدم للمستخدم صورا بألوان طبيعية ووضوح استثنائي حتى في أصعب ظروف الإضاءة، وهو ما يرفع من معايير الجودة التي ستلتزم بها باقي الشركات لاحقا.

وفي الوقت الذي تتأخر فيه بعض الشركات الغربية في تطوير هذه التقنية، تبدو الصين ماضية في توسيع الفجوة التقنية في عالم التصوير المحمول، وهو ما قد يعيد تشكيل المنافسة العالمية على مستوى الكاميرات داخل الهواتف.

تؤكد هذه الخطوة أن هواوي تسعى للعودة بقوة إلى موقعها المتقدم في سوق الهواتف الرائدة من خلال الابتكار في مجال الكاميرات، مستفيدة من خبرتها الطويلة في تقنيات العدسات ومعالجة الصور، لتثبت مجددا أن التطوير التقني لا يتوقف عند العتاد فقط بل يمتد إلى فلسفة تصميم الصورة ذاتها.