الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

09:54 م

tru

GrapheneOS يكسر حصرية بكسل ويتجه لمعالجات سنابدراجون

GrapheneOS

GrapheneOS

ياسين عبد العزيز

A A

في خطوة وُصفت بأنها تحول جذري في عالم أنظمة التشغيل المخصصة للخصوصية، أعلن مطورو نظام GrapheneOS عن نيتهم توسيع نطاق النظام خارج حدود أجهزة “جوجل بكسل”، ليصبح متاحًا على هواتف أندرويد أخرى تعمل بمعالجات سنابدراجون الرائدة. 

ويُعد هذا القرار نقطة فاصلة في مسار النظام الذي ارتبط منذ نشأته بهواتف بكسل فقط، ليصبح في المستقبل القريب خيارًا أوسع للمستخدمين الذين يبحثون عن أعلى درجات الأمان وحماية البيانات الشخصية.

توسع مرتقب

حتى اليوم، ظل GrapheneOS حكرًا على أجهزة بكسل، ما جعله الخيار المفضل لدى الصحفيين والنشطاء والمهتمين بالخصوصية الرقمية، نظرًا لما يقدمه من حماية متقدمة ضد محاولات التتبع والتجسس، لكن هذا الوضع على وشك التغيير، بعدما أكد فريق التطوير أنهم يعملون منذ يونيو 2025 مع “شركة تصنيع أندرويد كبرى” لجلب النظام إلى أجهزتها المستقبلية. 

وتشير المعلومات إلى أن تلك الهواتف ستعمل بمعالجات سنابدراجون الرائدة، وستطرح في الأسواق العالمية بأسعار مماثلة لهواتف بكسل، لتكون جزءًا من التشكيلة الرسمية لتلك العلامة التجارية، وليس إصدارًا فرعيًا محدودًا كما كان متوقعًا.

هذا التعاون يفتح الباب أمام GrapheneOS للوصول إلى شريحة أوسع من المستخدمين الذين يرغبون في نظام آمن دون الارتباط بجوجل، خاصة أن الشركة الأم للنظام لطالما سعت إلى فصل تجربة المستخدم عن منظومة جوجل الرقمية التي تعتمد على جمع البيانات وتحليلها لأغراض تجارية وإعلانية.

شريك غامض

ورغم تأكيد الشراكة، رفض الفريق الإفصاح عن هوية الشركة التي يجري التعاون معها، ما أثار موجة واسعة من التكهنات في أوساط المستخدمين. 

ويرجّح عدد من المراقبين أن تكون سامسونج هي المرشح الأبرز، كونها من الشركات القليلة التي تسمح بفتح "محمّل الإقلاع" (Bootloader) في بعض هواتفها، وهي خطوة أساسية لتثبيت GrapheneOS بطريقة رسمية وآمنة.

كما يرى آخرون أن خيارات الفريق قد تشمل شركات مثل OnePlus أو ASUS، اللتين تقدمان حرية أكبر للمستخدمين في تخصيص النظام مقارنة بجوجل. 

وفي كل الحالات، فإن التعاون مع إحدى هذه الشركات يعني انتقال النظام من دائرة المشاريع التجريبية إلى مستوى تجاري أكثر نضجًا، وهو ما يمكن أن يغير خريطة أنظمة التشغيل البديلة لأندرويد في السنوات المقبلة.

خلفية القرار

جاء الإعلان عن هذا التوجه الجديد بعد انتقادات حادة وجهها فريق GrapheneOS إلى جوجل، بسبب بطء الأخيرة في إصدار التحديثات الأمنية لأنظمة أندرويد، وهو ما اعتبره المطورون تهديدًا مباشرًا لسلامة المستخدمين، فبحسب تصريحاتهم، تتأخر جوجل أحيانًا لعدة أشهر في معالجة الثغرات المعروفة، مما يجعل الأجهزة عرضة للاستهداف.

ويعتقد الفريق أن التعاون مع شركة أخرى يتيح لهم التحكم الكامل في الجدول الزمني للتحديثات، وبالتالي الحفاظ على معايير الأمان العالية التي تميز النظام. 

كما يُتوقع أن يسمح هذا التعاون بتحسين الأداء واستقرار النظام عبر توافق أكبر مع العتاد الجديد، خصوصًا مع معالجات سنابدراجون الحديثة التي توفر قدرات أمنية متقدمة على مستوى العتاد.

مستقبل بكسل

بالنسبة لمستخدمي هواتف بكسل، أكّد الفريق أن الدعم سيستمر كما هو دون تغيير، وأن أجهزة مثل Pixel 10 ستحصل على كامل الميزات الأمنية والتحديثات المستقبلية، غير أن مستقبل العلاقة مع جوجل لا يبدو واضحًا، إذ لا يزال قرار دعم هاتف Pixel 11 قيد الدراسة، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال تقليص الارتباط تدريجيًا بين الطرفين.

ويرى محللون أن هذا التحول الاستراتيجي يعكس رغبة GrapheneOS في التحرر من قيود بيئة جوجل، والتوجه نحو نموذج أكثر استقلالية، يُمكّن المستخدم من التحكم الكامل في بياناته دون الحاجة إلى الاعتماد على خدمات خارجية. 

كما أنه يمهد الطريق أمام منافسة جديدة في سوق أنظمة التشغيل المخصصة للأمان، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي بالخصوصية الرقمية.

وفي حال تحقق هذا التوسع فعليًا بحلول عام 2026 أو 2027 كما يتوقع الفريق، فإن GrapheneOS سيكون أول نظام مشتق من أندرويد ينجح في الانتقال من حصرية علامة واحدة إلى شراكة متعددة الشركات، ما قد يشكل سابقة في عالم التقنية ويعيد رسم ملامح مستقبل أندرويد الآمن.

search

أكثر الكلمات انتشاراً