سامسونج تحدد 21 أكتوبر لإطلاق نظارة الواقع المختلط الجديدة

بعد أشهر من الشائعات والتسريبات حول مشروع نظارة الواقع المختلط الذي تطوره سامسونج تحت الاسم الرمزي Project Moohan، حسمت الشركة الكورية الجدل وأعلنت رسميًا موعد الإطلاق، مؤكدة أن الحدث سيُعقد في 21 أكتوبر ضمن فعالية Galaxy Event المنتظرة، لتدخل بذلك سامسونج سباق تقنيات الواقع الممتد الذي تقوده شركات كبرى مثل آبل وميتا.

موعد الإطلاق

أكدت سامسونج أن الفعالية ستبدأ في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، مع بث مباشر عبر قناتها الرسمية على يوتيوب، ومن المتوقع أن يكون الحدث مخصصًا بالكامل للكشف عن النظارة الجديدة وتقنيات الواقع المختلط التي تراهن عليها الشركة لتوسيع منظومتها الرقمية، إذ يأتي الإعلان بعد تأجيل الإطلاق في سبتمبر الماضي لأسباب لم تُعلن بشكل رسمي، رغم أن بعض التقارير تحدثت عن تعديلات في التصميم وتحسينات في تجربة المستخدم.

تأتي هذه الخطوة بعد أن شهد سوق تقنيات الواقع زيادة في المنافسة عقب إطلاق نظارة Apple Vision Pro، حيث تسعى سامسونج إلى تقديم بديل قوي يجمع بين الأداء العالي والتكامل مع أجهزتها الذكية، مستفيدة من خبرتها الطويلة في تطوير شاشات OLED وشرائح المعالجة المتقدمة.

الاسم التجاري

ورغم أن سامسونج لم تفصح بعد عن الاسم التجاري النهائي للجهاز، تشير تسريبات موثوقة إلى أن النظارة ستحمل اسم Galaxy XR، وهو اسم ينسجم مع استراتيجية الشركة في توحيد علامتها التجارية تحت مظلة Galaxy، كما يعكس توجهها الجديد نحو منتجات الواقع الممتد، ويُتوقع أن يتم الإعلان عن الاسم الرسمي خلال الحدث مع عرض تجربة مباشرة للنظارة أمام الجمهور والإعلاميين.

ويُرجح أن يتضمن العرض استعراضًا لتكامل النظارة مع هواتف Galaxy وأجهزة الحواسيب اللوحية، إضافة إلى واجهة استخدام جديدة تتيح التنقل بين الواقع الافتراضي والمعزز بسلاسة، حيث تسعى سامسونج إلى تقديم تجربة متكاملة تدمج العمل والترفيه في بيئة واحدة.

التعاون التقني

تعاونت سامسونج في تطوير Project Moohan مع شركتي كوالكوم وجوجل، إذ تعتمد النظارة على معالج Snapdragon XR2+ Gen 2 الذي صُمم خصيصًا لتقنيات الواقع الممتد، ويوفر أداءً مرتفعًا في معالجة الرسوميات وتتبع الحركة بدقة عالية، بينما يعمل النظام على نسخة مخصصة من Android XR المطورة لدعم تطبيقات الواقع المختلط.

ويهدف هذا التعاون إلى بناء نظام بيئي مشترك يجمع بين الأجهزة والبرمجيات، بحيث تتمكن التطبيقات من العمل بسهولة عبر مختلف المنصات، ما يسهل على المطورين إنشاء محتوى متنوع ومتفاعل، كما تخطط جوجل لإطلاق متجر تطبيقات مخصص للواقع الممتد يتكامل مع خدمات سامسونج المستقبلية.

ويرى محللون أن هذا التعاون الثلاثي يمنح سامسونج ميزة تنافسية، إذ تجمع بين خبرة كوالكوم في تطوير المعالجات الموجهة للواقع الافتراضي وقدرات جوجل البرمجية ومنصة سامسونج المتكاملة، مما يجعل Project Moohan أحد أكثر المشاريع طموحًا في تاريخ الشركة.

ويتوقع أن تقدم النظارة شاشة بدقة عالية مع معدل تحديث مرتفع لتقليل إجهاد العين، كما تشير التقارير إلى أن الجهاز سيدعم التفاعل بالإيماءات وتتبع العين، إضافة إلى تحسينات في الصوت المحيطي، وهي ميزات تهدف إلى تقديم تجربة واقعية تتفوق على المنافسين في فئة الأجهزة القابلة للارتداء.

وتؤكد التسريبات أن سامسونج تخطط لتسعير المنتج بشكل تنافسي مقارنة بنظارة Apple Vision Pro التي تجاوز سعرها 3500 دولار، إذ تسعى الشركة لجذب المستخدمين الذين يرغبون في تجربة تقنيات الواقع الممتد دون دفع مبالغ مرتفعة، كما قد تطرح حزمة تشمل النظارة مع هاتف Galaxy جديد لتحقيق أقصى درجات التكامل بين الأجهزة.

ويأتي هذا الإطلاق في وقت يشهد فيه قطاع الواقع الافتراضي والواقع المعزز نمواً متسارعاً، إذ تشير تقارير السوق إلى أن الإنفاق العالمي على هذه التقنيات قد يتجاوز 50 مليار دولار بحلول عام 2026، وهو ما يفسر توجه الشركات الكبرى للاستثمار بقوة في هذا المجال الذي يُتوقع أن يشكل مستقبل الحوسبة الشخصية خلال العقد المقبل.

بهذه الخطوة، تسعى سامسونج إلى تأكيد مكانتها في سوق الأجهزة المتطورة، واستعادة جزء من الريادة التقنية التي فقدتها في السنوات الأخيرة لصالح منافسين جدد، فيما يترقب العالم ما إذا كانت نظارة Galaxy XR ستشكل نقطة تحول حقيقية في عالم الواقع المختلط أم ستواجه التحديات نفسها التي أعاقت انتشار الأجهزة السابقة.