آبل تطلق آيباد برو بمعالج M5 وتحسينات داخلية شاملة

كشفت شركة آبل عن جيل جديد من أجهزة آيباد برو مزود بمعالج M5 القوي، ضمن خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة الجهاز كأقوى لوحي في السوق، إذ يجمع الإصدار الجديد بين أداء محسّن، وكفاءة طاقة أعلى، ومجموعة من الترقيات الداخلية التي ترفع مستوى التجربة للمستخدمين المحترفين والمهتمين بالإنتاجية.

أداء متفوق

أكدت آبل في بيانها أن معالج M5 يقدم أداءً أسرع يصل إلى 3.5 مرة مقارنة بإصدار العام الماضي، مع تحسينات واضحة في معالجة الفيديو والمهام الرسومية، ما يجعل الجهاز خيارًا مميزًا لمن يعملون في التصميم والمونتاج والتصوير، كما يعزز من قدراته في تطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي بدأت الشركة بدمجها تدريجيًا في نظام iPadOS.

وأوضحت الشركة أن الترقية لا تقتصر على المعالج فقط، بل تشمل تحسينات في سرعة الذاكرة الداخلية التي أصبحت تدعم معدلات قراءة وكتابة أعلى، إضافة إلى دعم الشحن السريع الذي يتيح استعادة 50% من البطارية خلال 30 دقيقة، مما يعزز كفاءة الاستخدام اليومي ويجعل الجهاز أكثر اعتمادًا في بيئات العمل المكثف.

اتصالات أسرع

تضم النسخة الخلوية من آيباد برو مودم C1X الجديد الذي طورته آبل داخليًا لتوفير اتصال أسرع وأكثر استقرارًا في شبكات الجيل الخامس، بينما جاءت الشريحة اللاسلكية N1 لدعم أحدث تقنيات Wi-Fi والبلوتوث وخدمة Thread المخصصة لتوصيل الأجهزة المنزلية الذكية، وهو ما يعكس توجه الشركة نحو بناء منظومة أكثر تكاملاً بين أجهزتها المحمولة والمنزلية.

ويبدأ سعر النسخة ذات الشاشة 11 بوصة من 999 دولار، بينما يصل سعر طراز 13 بوصة إلى 1299 دولار، مع توفر اللونين الأسود والفضي، وقد فتحت آبل باب الطلب المسبق للجهازين تمهيدًا لبدء الشحن في 22 أكتوبر المقبل، وهو نفس التوقيت الذي ستطرح فيه الشركة تحديثات أخرى تشمل بعض الإكسسوارات الجديدة مثل لوحة المفاتيح الذكية Magic Keyboard.

تطور تدريجي

يأتي هذا الإصدار بعد التحديث الكبير الذي حصل عليه آيباد برو في مايو 2024، حين أعادت آبل تصميمه بالكامل بشاشة OLED محسنة ونظام كاميرا مطور ومعالج M4 الذي قدّم حينها قفزة هائلة في الأداء، ليصبح الجهاز الأقوى في فئته رغم ارتفاع سعره الذي تجاوز حاجز 2000 دولار في بعض النسخ، ومع ذلك حافظ على شعبيته بفضل الأداء الرسومي المتميز ودعم أدوات الإبداع الاحترافية.

التحسينات الجديدة تبدو امتداداً طبيعياً لهذا المسار التطوري، إذ تسعى آبل لجعل الآيباد بديلاً حقيقياً للابتوب في كثير من الاستخدامات، ومع تحديث iPadOS 26 أصبح بإمكان المستخدمين تنفيذ مهام متعددة بحرية أكبر، إلى جانب تحسين إدارة النوافذ ودعم أفضل للملفات والأوامر الذكية، الأمر الذي يعزز من إنتاجية الجهاز ويمنحه مرونة كانت تفتقر إليها الإصدارات السابقة.

كما أضافت آبل تحسينات واضحة في التفاعل بين الأجهزة، حيث بات الآيباد الجديد قادراً على العمل بانسجام تام مع أجهزة ماك وآيفون، مما يسهل الانتقال السلس بين المهام، ويمنح المستخدم تجربة متكاملة عبر مختلف المنصات، وتراهن الشركة على هذا التكامل كأحد أبرز عناصر الجذب في الجيل الجديد من منتجاتها.

ويرى محللون أن خطوة إدخال معالج M5 في الآيباد برو تمهد لاعتماد نفس الشريحة في أجهزة ماك المستقبلية، ما يعزز توجه آبل نحو توحيد معايير الأداء بين فئات أجهزتها المختلفة، وهو توجه استراتيجي يهدف إلى خفض التكاليف وتحقيق استقرار أكبر في المنظومة التقنية للشركة.

ويشير المراقبون إلى أن إطلاق آيباد برو الجديد في هذا التوقيت ينسجم مع موجة التطوير التي تشهدها منتجات آبل هذا العام، خاصة بعد تحديث نظارة Vision Pro بنفس المعالج، ما يعكس سعي الشركة لتهيئة أجهزتها لمرحلة جديدة تعتمد أكثر على الذكاء الاصطناعي والقدرات التفاعلية.

وتبقى ترقية آيباد برو الجديدة تأكيداً على استمرار آبل في دفع حدود الأداء، فبينما تواصل الشركات المنافسة تحسين أجهزتها اللوحية بأسعار أقل، تراهن آبل على التفوق التقني، مستفيدة من معالجاتها المتقدمة ومنظومتها البرمجية المتكاملة، لتضمن لجهازها موقع الصدارة بين الأجهزة اللوحية الموجهة للاستخدام المهني والإبداعي على حد سواء.