الأحد، 19 أكتوبر 2025

02:14 م

tru

فيسبوك يمنح ذكاءه الاصطناعي حق تعديل صور المستخدمين قبل نشرها

فيسبوك

فيسبوك

ياسين عبد العزيز

A A

في خطوة جديدة تعكس توجه فيسبوك المتسارع نحو دمج الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب التجربة الرقمية، أعلنت الشركة عن إطلاق ميزة مبتكرة تتيح لروبوت Meta AI اقتراح تعديلات على الصور الموجودة في ألبوم الكاميرا الشخصي للمستخدمين، حتى تلك التي لم تُنشر بعد. 

وتثير هذه الميزة، التي بدأت بالظهور للمستخدمين في الولايات المتحدة وكندا، جدلاً واسعًا حول حدود الخصوصية الرقمية ومستقبل التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.

آلية العمل

تعمل الميزة الجديدة من خلال مطالبة المستخدمين بإذن خاص يتيح للذكاء الاصطناعي معالجة الصور المخزنة في السحابة، فعند تفعيلها، يظهر مربع حوار يطلب السماح بما تسميه فيسبوك “المعالجة السحابية”، وهو ما يفتح الباب أمام Meta AI لاستخدام الصور الشخصية لتقديم “أفكار إبداعية مخصصة” استنادًا إلى محتوى ألبوم الكاميرا. 

وتشمل هذه الاقتراحات إنشاء كولاجات فنية، أو تلخيص أحداث مهمة، أو إعادة تصميم الصور بالذكاء الاصطناعي لتبدو أكثر احترافية، إضافة إلى تخصيص صور تناسب المناسبات الخاصة كأعياد الميلاد أو الاحتفالات.

وبحسب الشركة، فإن التطبيق يقوم برفع الصور بشكل دوري إلى خوادم ميتا السحابية، بحيث يتم تحليلها وإنتاج نسخ مقترحة منها تلقائيًا، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على التفاعل مع وسائط المستخدم حتى قبل أن يقرر نشرها على المنصة.

مخاوف الخصوصية

إطلاق هذه الميزة لم يمر دون إثارة القلق بين المستخدمين وخبراء التقنية، إذ يرى البعض أن منح الذكاء الاصطناعي إمكانية الوصول إلى الصور الخاصة المخزنة محليًا يشكل تهديدًا صريحًا للخصوصية الشخصية. 

ورغم تأكيد ميتا أن الصور المرفوعة لن تُستخدم لأغراض إعلانية أو لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها إلا بعد موافقة المستخدم الصريحة، إلا أن نصوص الخدمة تشير بوضوح إلى أن الشركة تمتلك حق تحليل الصور، والتعرف على ملامح الوجه، وحتى توليد محتوى جديد مبني على تلك الوسائط.

ويحذر خبراء الأمن الرقمي من أن مثل هذه الصلاحيات قد تتيح لفيسبوك جمع بيانات غير مباشرة عن سلوك المستخدمين، مثل تفضيلاتهم وأنشطتهم، وحتى أنماط حياتهم، مما يمنح الشركة ميزة تنافسية ضخمة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المستقبلية.

تحكم المستخدم

تؤكد ميتا أن التحكم في هذه الميزة لا يزال بيد المستخدم، إذ يمكن تعطيلها في أي وقت عبر إعدادات التطبيق، ومن خلال التوجه إلى قسم “التفضيلات” ثم اختيار “اقتراحات مشاركة ألبوم الكاميرا”، يستطيع المستخدم إيقاف الميزة بالكامل ومنع الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى صوره الشخصية. 

كما توصي الشركة المستخدمين بقراءة تفاصيل شروط الاستخدام بعناية، لضمان فهم كيفية معالجة بياناتهم وأين يتم تخزينها.

ورغم أن ميتا تسوّق لهذه الخاصية بوصفها أداة لتحسين تجربة المشاركة على المنصة، فإنها تُعيد طرح السؤال القديم حول الخط الفاصل بين التطوير التقني والحق في الخصوصية، فهل يمكن للمستخدم الوثوق في أن صوره الشخصية ستظل آمنة في بيئة رقمية يقودها الذكاء الاصطناعي؟

مستقبل متشابك

تأتي هذه الميزة ضمن سلسلة من الابتكارات التي تسعى ميتا من خلالها لتعزيز تكامل الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، بعد إطلاقها مؤخرًا أدوات كتابة ذكية واقتراحات محتوى مدعومة بالتعلم العميق. 

ويبدو أن الشركة تمضي في اتجاه تحويل فيسبوك إلى منصة أكثر تفاعلاً مع الذكاء الاصطناعي، حيث لا يكتفي النظام بمراقبة المحتوى، بل يشارك في إنشائه وإعادة تشكيله.

وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية نحو تجربة استخدام أكثر سلاسة وإبداعًا، يرى آخرون أنها تفتح بابًا واسعًا أمام الانتهاكات المحتملة للبيانات الشخصية. 

ومع تزايد اعتماد المستخدمين على التطبيقات الذكية، يبدو أن مستقبل الخصوصية الرقمية سيظل موضوعًا مفتوحًا للنقاش والمساءلة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً